المشاريع المتبايِنة بين تركيا وروسيا ﻹعادة اللاجئين السوريين

Amani Kellawi23 فبراير 2019آخر تحديث : السبت 23 فبراير 2019 - 8:27 مساءً
المشاريع المتبايِنة بين تركيا وروسيا ﻹعادة اللاجئين السوريين

يتصاعد الحديث مؤخراً عن ضرورة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم طوعياً، إلا أنه لا وجود لتوافق على الرؤية لكيفية حدوث ذلك؛ حيث تتقدم تركيا بطرحٍ مختلفٍ تماماً عن الطرح الروسي الذي تعارضه الولايات المتحدة والدول اﻷوروبية.

وتبدو دول الجوار العربي لسوريا (الأردن ولبنان) فاقدة ﻷيّ إستراتيجية للتعامل مع القضية سوى دعوة الدول المانحة لتقديم المزيد من اﻷموال والمساعدة على تحمل “عبء” اللاجئين، والدعوة أيضاً لإعادتهم إلى بلادهم دون معالجة اﻷسباب التي أدت لخروجهم منها.

وتستخدم الأطراف الموالية للنظام السوري في لبنان قضية اللاجئين كملف سياسي وليس إنسانياً؛ حيث تحاول إعادة تعويمه والتمهيد لقبوله دولياً من جديد عَبْر الدعوة ﻹعادة السوريين تحت سلطته ودعمه بالأموال بحجة “إعادة اﻹعمار”.

المشروع التركي ﻹعادة اللاجئين

عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الدول اﻷوروبية مشروعاً ﻹعادة ملايين اللاجئين السوريين سواء في بلاده أو في بلدان الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، عَبْر إقامة منطقة آمِنة لهم.

وتتمثل الرؤية التركية باختصار في إقامة منطقة داخل سوريا على الحدود الجنوبية لبلاده يمنع الطيران من قصفها، بعد طرد ميليشيات الحماية والميليشيات الموالية للنظام السوري منها، ودعم البنية التحتية وإقامة المشاريع فيها بما يشجع السوريين على العيش في تلك المنطقة.

وقال أردوغان في خطابٍ وجَّهه إلى أوروبا قبل أيام: إن تلك الطريقة هي المثلى ﻹعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، محذراً من انعكاس مشكلة اللاجئين على الاتحاد الأوروبي ما لم تدعم أنقرة في ذلك.

وتمثل أيضاً مناطق إدلب وعفرين وريف حلب الشمالي مشروع منطقة آمِنة يمكن لتركيا أن تدعمها بعد حصولها على توافق دولي بشأن تأمينها وتمويلها؛ حيث تقوم الحكومة التركية حالياً بدعم مبدئي لمنطقتي عفرين وريف حلب عَبْر إقامة المشافي والمدارس والطرق السريعة، وتقديم خدمات مباشرة من بلديات المحافظات الحدودية.

المشروع الروسي

تعمل روسيا دبلوماسياً على إقناع الدول المجاورة لسوريا بإعادة السوريين إلى مناطق سيطرة نظام اﻷسد بشكلٍ مباشرٍ من دون تقديم أيّ تشجيع لهم سوى “الضمانات” التي سرعان ما يتم تجاوزها، كما يدعم اﻹعلام الروسي نظام اﻷسد في الحديث عن العودة و”الاستقرار”.

وكشف وزير الدولة اللبناني السابق لشؤون النازحين “معين المرعبي” أن الخطة الروسية ﻹعادة اللاجئين السوريين لبلادهم تتضمن إيواءهم في مخيمات خارج المدن وليس إعادتهم إلى بيوتهم.

واعتبر “المرعبي” أن الرؤية الروسية تلك مرفوضة من وجهة نظره، رغم تأييدها من قِبَل العديد من الأطراف الموالية لحلفاء اﻷسد في لبنان؛ حيث يضغط حزب الله و”التيار الوطني الحر” باتجاه تنفيذها بشكل مستمر.

أما اﻷردن فيواصل محادثاته مع الروس بشأن تلك القضية، إلا أن تصريح رئيس الوزراء اﻷردني عمر الرزاز أمس الأول يشي بفشل موسكو في تقديم شيءٍ ملموسٍ لعمّان حول ذلك.

وقد أعلن الرزاز صراحة أن معظم السوريين اللاجئين في بلاده يرفضون العودة بسبب عدم وضوح اﻷوضاع في بلادهم، وذلك بالتزامن مع صدور تقرير عن مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يؤكد أن نسبة العائدين إلى سوريا من الأردن لا تصل حتى لـ1% ومعظم هؤلاء من كبار السن.

الرؤية الغربية لملف اللاجئين

تعتبر الدول الغربية وتحديداً دول الاتحاد الأوروبي قضية اللاجئين مصدر ضغط عليها، وقد عبَّرت في مواقفها الرسمية عن تأييدها لتركيا في منع الهجوم على إدلب؛ خوفاً من موجات لجوء جديدة، كما أنها تود إعادة السوريين الموجودين لديها حالياً إلى بلادهم في ظل دعوات من المعارضة والأحزاب اليمينية والقومية المتطرفة لطردهم.

ورغم ما سبق فإن الولايات المتحدة والدول الغربية ترفض بشكلٍ قاطعٍ المشروع الروسي، كما ترفض دعم النظام السوري بالأموال من أجل “إعادة اﻹعمار”، وتشترط لذلك قيام “عملية سياسية لا رجعة فيها تنهي الحرب”.

ويمكن اختصار النزاع الروسي – الغربي في المسألة بتصريحٍ أطلقه مستشار اﻷمن القومي الأمريكي جون بولتون منذ عدة أشهر عندما قال تعليقاً على تصريحات روسية بشأن إعادة اﻹعمار: إن موسكو عالقة في سوريا وتبحث عمن يخرجها، مؤكداً أن بلاده لن تقوم بذلك.

وفي الخلاصة: تبقى قضية اللاجئين رهناً لحل حقيقي مستدام في سوريا؛ حيث يرفض السوريون العودة طواعية ليكونوا فريسة لقوات اﻷسد ونظامه، حيث سيتم مباشرة تصفيتهم واعتقالهم أو الزَّجّ بهم على الجبهات.

المصدر: نداء سوريا

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.