مع اقتراب عطلة منتصف العام الدراسي، تستعد ولايتي ماردين وديار بكر، شرقي تركيا، لاستقبال الزوار والسياح.
وتشتهر الولايتان بامتلاكهما للعديد من المواقع السياحية والأثرية التي صنفت ضمن لائحة التراث الثقافي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، فضلا عن جمال الطبيعة وشهرة مطبخهما المميز.
ولتسهيل حركة الزوار، تنظم الخطوط الجوية التركية العديد من الرحلات الداخلية التي تنطلق من إسطنبول، وإزمير، أنقرة، وأنطاليا، فضلا عن وجود 29 شركة سياحية معتمدة توفر أكثر من 4 آلاف و460 سريرًا في عدد من الفنادق الفاخرة.
ومن أهم الأماكن التي تجذب الزوار، أسوار مدينة “ديار بكر” التاريخية التي تعدّ من أطول وأقوى الأسوار في العالم بعد سور الصين العظيم، والتي تعود لأكثر من ألفي عام.
إعلان
كما تضم المدينة مسجد أولو التاريخي (Ulu Cami) وهو من أقدم المساجد في الأناضول، ويعود تشييده إلى القرن الحادي عشر في ديار بكر.
وقامت الجيوش الإسلامية العام 639 أثناء حكمها لهذه المدينة بتحويل أكبر كنيسة هناك “مار توما (Mar-Toma Kilisesi)” الواقعة في مركز المدينة إلى مسجد.
وتميز هذا المسجد بالعديد من نقوش الحضارات الموجودة على جدرانه.
إعلان
كما يمكن للسياح زيارة كنيسة أمنّا مريم (Meryem Ana Kilisesi) وهي الكنيسة الوحيدة المتبقية من القرن الثالث بعد الميلاد، ورممت أكثر من مرة حتى يومنا هذا.
ويعود تاريخ محراب الموجود فيها إلى العصر البيزنطي، وبابها من الطراز الروماني المثير للاهتمام.
إعلان
ويجذب مجمع متاحف “إيج قلعة” في منطقة “سور” التاريخية بمدينة ديار بكر، آلاف الزوار سنويًا، ويتميز المجمع باحتوائه على عدد كبير من المباني التاريخية والآثار التي تقدّم صورة لطريقة العيش في المدينة في عصور سابقة.
كما يمكن زيارة مسجد بحرام باشا (Behram Paşa Camii) الذي بُني من قبل “المعمار سنان” بأمر من والي ديار بكر “بهرام باشا” عام 1572. ويتميز بمنبره المزخرف كالتحفة المعمارية.
وهناك أيضا متحف جاهد صدقي طارانجي (Cahit Sıtkı Tarancı Müzesi) وهو مسقط رأس الشاعر التركي الشهير “جاهد صدقي طارانجي” عام 1910، والذي توفي عام 1956 في فيينّا.
وتحول منزله إلى متحف وتُعرض فيه الرسائل والشعر والكتب الخاصة بالشاعر.
ويمكن زيارة قصر أتاتورك الذي يقع على بعد 2,5 كيلو متراً جنوب أسوار ديار بكر.
وقد بني على طريقة المنازل في ديار بكر من الحجارة البيضاء والسوداء. وبعد وفاة مصطفى كمال أتاتورك، افتُتِح عقب ترميمه من قبل بلدية ديار بكر.
* ماردين
وحققت ولاية ماردين (جنوب شرق)، ارتفاعًا كبيرًا في نسبة السياح، بلغ نحو 400 بالمائة، إذ استقطبت نحو مليوني سائح خلال العام الماضي.
وتعرف الولاية بـ”مدينة التسامح”، حيث تتضمن ثقافات ولغات وأديان مختلفة تعيش وسط علاقات الأخوة.
وتعد ماردين من أهم مراكز السياحة في جنوب شرقي البلاد، بفضل ما تحتويه من الجوامع، والمدارس القديمة، والكنائس، وشوارعها الحجرية، وبيوتها المحفورة داخل الصخور.
ولا يفوت السائح زيارة متحف ماردين (Mardin Müzesi)، وسط المدينة، ويعكس الثراء التاريخي والثقافي للمنطقة بما تحتويه من القطع الأثرية التي تعود لـ4 آلاف عام، لمختلف الحضارات كالآشورية واليونانية والرومانية والبزنطية والسلاجقة، فضلا عن العصر العثماني.
كما تضم المدينة القلعة الشهيرة قلعة ماردين، وهي من أقدم القلاع التحصينية، بناها السومريون واستخدمها البابليون والآشوريون والفرس والروم والأمويون والعباسيون والسلاجقة.
إعلان
وهي قلعة ضخمة مبنية في مكان استراتيجي مُستحكم يحمي ماردين من جميع الجهات.
إعلان
إعلان
وعلى سفح جبل “باغوك” في ولاية ماردين، يقف دير “مور أفغين” صامدا منذ قرون، حيث يعتبر معلمًا مهمًا في تاريخ الولاية.
إعلان
وبني الدير في القرن الرابع الميلادي، وله مكانة مهمة للطائفة السريانية في الولاية.
ومن أهم معالم مدينة ماردين التاريخية، “خان أراسا”، ويعود تاريخه إلى نحو 6 قرون، ويتمتع بأجواء فريدة للغاية لما يحتويه من منازل محفورة داخل الصخور ومبانيه التاريخية الكثيرة.
ويقع الخان في منطقة أرتوكلو، حيث جرى استخدامه منذ إنشائه قبل 600 عام، في بيع الفاكهة والخضار.
في حين يُباع فيه حاليا التوابل والبهارات فضلا عن الأنتيكات (التحف والمقتنيات النادرة القديمة).
إعلان
ولوقوع مدينتي دياربكرو ماردين على طريق الحرير التجاري، فهي مهد لكثير من الشعوب والحضارات، وتعد أيضا الموطن الأصلي لأشهر أنواع الأكلات الشعبية.
ومن أشهرها: كيبة Kibbe، وهي عبارة عن محشي كرشة الخروف (معدة الخروف)، تحشى بالأرز واللحمة المفرومة والنعناع ويضاف للحشوة البهارات المتنوعة حسب الرغبة.
إلى جانب إيروك irok، وهي عبارة عن الكفتة المقلية والمحشوة باللحمة المفرومة والبصل.
ومن أبرز المأكولات كذلك كباب البصل Soğan Kebabı ويعد من أشهر المأكولات الشعبية في ماردين، وتحضر بحشو حبات البصل باللحم وخبزها في الفرن.