توفر قلعة منّان التاريخية في منطقة أرمنك بولاية قرمان وسط تركيا، لزوارها مشاهد رائعة لمحبي الآثار والطبيعة والتقاط الصور الفوتوغرافية، كونها تقع في منطقة عالية تطل على جبال طوروس الشاهقة.
وإلى الآن لم يُعرف تاريخ إنشاء قلعة منان، والمعروف أنها استخدمت آخر مرة في عهد إمارة قره مان أوغوللاري التركية.
وبالنظر إلى موقعها العالي المطل على سلسلة جبال طوروس، فإنّ السيطرة على القلعة كانت صعبة على الجيوش.
واستخدمت القلعة على مر التاريخ من قِبل الحثيين والآشوريين والفرس والروم والبيزنطينيين والسلاجقة وإمارة ليديا وقره مان أوغوللاري والعثمانيين.
إعلان
ويحيط بالقلعة من أطرافها الثلاثة الجنوبية والشرقية والشمالية، صخور شديدة الانحدار، وتقع عند ملتقى نهري غوكسو وإريك.
ولا يمكن الوصول إلى قلعة منّان الواقعة فوق تلة عالية، إلا عبر ممر ضيق من الجهة الغربية.
وعلى الرغم من الحروب التي شهدتها القلعة عبر التاريخ، إلّا أنها ما زالت تحتفظ بالمستودعات والمخازن والملاجئ والأبراج والأنفاق السرية الموجودة بداخلها.
إعلان
وعلى الزوار الراغبين في الوصول إلى القلعة ومشاهدتها عن قُرب، قطع مسافة 5 كيلو مترات سيراً على الأقدام بين الغابات، وصعود الجبل من ممر ضيق، فهي تبعد عن مركز منطقة أرمنك 33 كم.
وفي تصريح للأناضول، قال أوغور سوزكسن رئيس بلدية أرمنك، إنّ مكان وجود القلعة كان موطناً لإمارة قره مان أوغوللاري، وتاريخها يعود لـ 5 آلاف عام “حسب الروايات”.
إعلان
وأضاف سوزكسن، أنّه من الممكن رؤية آثار إمارة قره مان أوغوللاري (مساجد وجسور ومدارس وقلاع)، في كافة مناطق البحر الأبيض المتوسط ووسط الأناضول.
وتابع قائلاً: “إمارة قره مان أوغوللاري بنوا حضارتهم في كافة المناطق التي استقروا فيها، ومنطلق هذه الحضارة هي منطقة أرمنك، وقلعة منان واحدة من معالم هذه الحضارة، ولا يُعرف متى بُنيت هذه القلعة، ففي عهد إمارة قره مان أوغوللاري تمّ ترميمها وإعادة تنظيمها، وكانت حينها من أهم مقرات الإمارة”.
وذكر سوزكسن أن من أهم خصائص قلعة منان، أنها تعد القطعة الأخيرة التي فقدتها قره مان أوغوللاري.
وأردف رئيس بلدية أرمنك قائلاً: “قلعة منان تقع في بقعة جغرافية يصعب الوصول إليها، فلا يمكن الذهاب إلى القلعة إلا من ممر واحد من الجهة الغربية، فالجهات الأخرى محاطة بصخور شديدة الانحدار، وكانت القلعة حصينة وآمنة بالنسبة لساكنيها”.
واستطرد أيضاً: “المكان الذي توجد فيه القلعة، يعتبر موقعا أثريا من الدرجة الاولى، وقمنا في بلدية أرمنك بإجراء الاتصالات اللازمة لإعادة ترميمها، وأعددنا لذلك المشاريع المطلوبة، وننتظر الأن الإذن من السلطات المختصة”.
وأكّد أن القلعة ستبدأ باستقبال الزوار والسياح، فور الانتهاء من ترميمها وصيانتها.
ولفت سوزكسن أن القلعة بوضعها الحالي، تجذب العديد من السياح ومحبي التصوير والمناطق الأثرية، وأن بلديته تتلقى العديد من الاتصالات يومياً لتلقي معلومات عن القلعة ومحتوياتها.