يعاني الشباب السوريون خريجوا الجامعات السورية بالاختصاصات الهندسية والعلمية الكثير من المشاكل في تحصيل عمل في تركيا، وخاصة خريجي الأفرع الهندسية، حيث من النادر أن يعمل أحدهم باختصاصه، و وصل الأمر بالعشرات منهم للعمل في مهن أخرى لا تمت لدراستهم بصلة.
وينتقلون للعمل إما في المبيعات أو الصيانة أو في أعمال أخرى مختلفة تماماً عن دراستهم الأصلية، وصلت حد العمل في المطاعم وورشات البناء والسياحة، وقلة تعمل (خارج اختصاصها) في المنظمات والجمعيات المدعومة من دول ومنظمات غربية.
سوق العمل
“رابطة المهندسين السوريين في تركيا”، أوردت عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، عدة عوامل تحد من الحصول على عمل مناسب للمهندسين السوريين في تركيا ، مشيرة أن السبب الحقيقي وراء هذه المشكلة هو “عدم معرفة الكثير منهم لمتطلبات سوق العمل “.
ونوه المصدر أن “سوق العمل بتركيا تختلف تماماً عما هي في سوريا وخصوصاً بالنسبة للمهندسين”، حيث عادة ماتكون الوظائف الهندسية وخاصة في القطاع العام “إدارية” بشكل عام (حتى وصل الأمر لفرز المهندسين إلى الأرشيف في بعض الدوائر الرسمية)، وهذا خطاً كبير في العديد من النواحي.
https://www.facebook.com/syrtreng/posts/2185310765068123
في حين تظهر متطلبات سوق العمل في تركيا ومعظم الدول التي يمكن وصفها بالمتطورة تقنياً، أن “المهندس يعمل باختصاصه بالمجال الميداني، والمناصب الإدارية تكون بعد سنوات طويلة من الخبرة والعمل الميداني باختصاصه.”.
فرص الحصول على وظيفة
وأضاف أن “غياب هذه الحقيقة للعديد من الباحثين عن عمل في تركيا واعتقادهم بأن كونهم مهندسين فسيكون هذا كافياً للحصول على وظيفة، يضعهم أمام عوائق تحد من حصولهم على عمل”.
وأوردت الرابطة عدة نقاط لتحسين فرص الحصول على عمل بالنسبة للمهندسين السوريين منها:
“الخبرة العملية في المجال، واللغة التركية، ومعرفة أن الشخص لن يحصل على عمل إداري بل عمل ميداني، إضافة لمعرفة التوجهات العامة للدولة المضيفة والعمل على الاستفادة منها”.
الخبرة ضرورية
“محمد” اسم مستعار لخريج كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة حلب، يقول :”عجزت عن الحصول على عمل في تركيا رغم أنني خريج جامعي” مضيفاً: “أعمل اليوم كمترجم بعد أن حصلت على شهادة في اللغة التركية”.
ويؤكد محمد أنه “كنت أتوقع أن أحظى على عمل إداري، في مرآب أو في الحد الأقصى معمل لا يتطلب مني الكثير من الجهد، وخلال عدة مقابلات عمل أجريتها لم أحصل على عمل بسبب عدم امتلاكي للخبرة الكافية في برامج التصميم والمحاكاة ثلاثية الأبعاد “سوليد ووركس” التي طلبت مني، ما تسبب بعزوفي البحث عن عمل باختصاصي واللجوء إلى مجال الترجمة باللغتين التركية والإنجليزية للسياح العرب.
بدوره “مالك” وهو أيضاً اسم مستعار لمهندس إلكترون خريج قسم الاتصالات بجامعة دمشق، تحدث لـ”السورية نت” عن محاولته الحصول على عمل باختصاصه، وصعوبة الأمر، ما دفعه للعمل في مجال الصيانة للأجهزة الإلكترونية والحواسيب، حيث فشل في الحصول على عمل بسبب ضعفه في اللغة التركية وعدم قدرته على تعلمها.
قصص نجاح
بالمقابل يوجد العديد من قصص النجاح للمهندسين السوريين، ومنهم من فتح عمله الخاص، وطور نفسه في مجاله، مستفيداً من انعدام القيود التقنية المفروضة في تركيا، والتي أيضا توفر الكثير من الفرص للمهندسين وأصحاب الأفكار التقنية الجيدة.
مصطفى هو أيضاً اسم مستعار لمهندس سوري، قال لـ”السورية نت” أنه حصل على عدة منح من الحكومة التركية، خلال مشاركته في عدد من المشاريع والمسابقات التقنية، وهو اليوم بصدد الحصول على دعم مالي بمبلغ 200 ألف ليرة تركية من مؤسسة “توبيتاك”، بهدف بناء مشروع تقني لتقنية جديدة.
ويؤكد مصطفى أنه ليس الوحيد الذي حصل على هذا الدعم، حيث يوجد عدد من المهندسين السوريين وطلاب الهندسة حصلوا على دعم جيد عند تأمينهم لأفكار مشاريع جدية وجيدة، مشيراً أن “السبب الأساسي لفشل المهندسين السوريين في الحصول على عمل في تركيا هو الفكرة الموروثة عن أن عمل المهندس إداري فقط وليس تقني ميداني مباشر، بل يجب على المهندس العمل والبناء بيديه كي يحصل على نتيجة وفائدة من شهادته العلمية” حسب تعبيره.
وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد خريجي الاختصاصات الهندسية في تركيا من السوريين، لكن بعض التقديرات تتحدث عن الآلاف منهم، في اختصاصات الهندسات المختلفة والعلوم التطبيقية.
المصدر: السورية نت
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=79550