غادر أكثر من خمسة ملايين سوري بلدهم، منذ اندلاع الحرب عام 2011.
أغلب هؤلاء اللاجئين يقيمون حاليا في دول مجاورة، حيث يقيم 3.5 مليون شخص في تركيا، ونحو مليون في لبنان، وسافر أكثر من نصف مليون إلى ألمانيا، فضلا عن أعداد أقل وصلت إلى دول أوروبية أخرى.
ولاستكشاف التغييرات التي يتطلعون إلي تحققها كي يعودوا إلى بلدهم، أجرى مركز كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط سلسلة من اللقاءات، شملت 320 لاجئا سوريا في كل من لبنان والأردن.
هناك أربعة أشياء أخبرونا بأنهم يتطلعون إليها.
1 – سلامة أبنائهم
الكثير من اللاجئين، الذين تحدثوا إلينا، لم يكونوا متحمسين للبقاء بشكل دائم خارج بلادهم.
لقد تحدثوا عن مخاوفهم بشأن التغير الثقافي والتمييز ضد أبنائهم.
لكنهم أعربوا أيضا عن قلقهم البالغ، بشأن المخاطر التي قد يواجهها أبناؤهم، إذا ما عادوا إلى سوريا.
اقرأ أيضا: هل يجبر اللاجئون السوريون على مغادرة لبنان؟
من المسؤول عن حماية اللاجئات السوريات من الاستغلال الجنسي؟
وكانت دراسة، نشرت مؤخرا في دورية لانسيت العلمية، قد أشارت إلى أن واحدا من بين كل أربعة قتلى مدنيين خلال عام 2016 كان طفلا، وأن نحو 14 ألف طفل قتلوا منذ بدء الحرب في سوريا.
أغلب الآباء الذين تحدثنا إليهم وصفوا سوريا بأنها مكان يتسم بالغموض والخطر. تجربتهم خلال الحرب جعلتهم حذرين، تجاه فعل أي شيء من شأنه تعريض مستقبل أبنائهم للخطر.
إحدى الأمهات، واسمها عائشة من حمص، سألتنا: “هل يوجد أناس يذهبون للموت بأقدامهم؟”
هناك خوف شديد من الرئيس السوري بشار الأسد.
كثير ممن تحدثنا إليهم أعربوا عن شعورهم، بأن الأمن المطلوب لتربية أبنائهم يستحيل وجوده، في ظل نظام الأسد، وفي ظل بقاء الجماعات المسلحة في هذا البلد.
2- إلغاء التجنيد الإجباري
وكان الشباب الأصغر سنا، الذين تحدثنا إليهم، أقل ميلا للعودة إلى سوريا.
حسَّان شاب لاجئ غير مسجل يعيش في بيروت، لخص الموضوع قائلا: “اليوم كل شخص يغادر سوريا ينظر إليه باعتباره خائنا”.
ومثل كثيرين يخاف حسَّان من تهمة الهروب من بلده، ويخشى من أعمال انتقامية محتملة.
ويخاف الشباب، على وجه الخصوص، من أنهم سيجري تجنيدهم في الجيش النظامي قسرا، وفق التجنيد الإجباري في سوريا.
وحكى كثيرون قصصا عن شباب عادوا إلى سوريا، وجرى ضمهم قسرا للجيش، وماتوا على جبهة القتال.
الخدمة العسكرية إجبارية بالنسبة للشباب من سن 18 عاما. والآن صعَّبت القوانين من إمكانية تجنب التجنيد الإجباري، وذلك عبر تقليل الإعفاءات وفرض غرامات باهظة، على الذين يرفضون الانضمام للجيش.
تحدث كثير من الشباب عن وطنيتهم، وأنهم بحاجة إلى تأدية واجبات المواطنة، وعن احترامهم للجيش.
لكن الشعور العام هو: “من المهم أن أخدم بلدي، لكني لا أرغب في قتل إخوتي، أو أن أخدم النظام”.
3- منازل يعودون إليها
معظم أولئك الذين يأملون العودة إلى سوريا، على الرغم من المخاطر والمشكلات الاقتصادية، ليس لديهم منازل يعودون إليها.
الدمار الواسع، الذي أصاب البلدات والمدن السورية، بسبب القصف الذي شنه الجيش السوري، وتنظيم الدولة الإسلامية وقوات التحالف، حول أحياء بأكملها إلى أنقاض.
وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن 30 في المئة من المنازل في سوريا دمرت تماما، أو تضررت.
أما العقارات غير المدمرة فكثير منها احتلته قوات تابعة للنظام، أو ميلشيات تابعة لإيران، أو مواطنون سوريون آخرون نزحوا عن ديارهم.
وقالت لنا لمياء، وهي من منطقة ريفية بالقرب من دمشق: “أخبرونا بأن كل منزل مالكه غائب يحتله الجيش فورا، حتى لو كان فيه مستأجر. يأخذون عقد الإيجار ويطردون المستأجر، ويستولون على المنزل”.
بُني الكثير من المنازل والمباني في سوريا دون تصريح، وأغلب من تحدثنا إليهم تركوا منازلهم، دون وثائق تثبت ملكيتهم لها.
وهؤلاء الذين قد يعودون لمنازلهم لا يكاد يكون لديهم وسائل قانونية لإثبات ملكيتهم لعقاراتهم، وهو أمرا زاد صعوبة بعد تدمير السجلات التي تثبت ذلك.
4- السلامة والأمن
من بين اللاجئين، الذين تحدثنا إليهم، يوجد ثمانية بين كل عشرة أشخاص غادروا سوريا بعد حادث، جعلهم خائفين على سلامتهم.
حكى لنا كثيرون عن اعتقالات عشوائية من جانب القوات السورية، وعن موت أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، إلى جانب الظروف الأمنية المتدهورة، في المناطق التي كانوا يعيشون فيها.
طارق لاجئ شاب من حمص، قال لنا إنه ليس لديه ثقة في فكرة أن سوريا آمنة لكي يعود إليها، وعن مخاوفه من تصرفات ضباط الجيش السوري.
ويقول: “لقد كنت أعمل في دفن الموتى في سوريا. وظيفتي هي أن أدفن الشهداء”.
وأضاف: “حينما شاهدت ماذا فعلوا بهم، وكيف مزقوا أجسادهم بالسكاكين، مستحيل، ليس لدي ثقة. حتى لو وفروا كل شيء نحتاجه لا أثق فيهم”.
الغالبية الكاسحة ممن تحدثنا إليهم رأوا أفضل فرصة لهم للعودة إلى بلد، شهد مقتل أكثر من 350 ألف شخص ونزوح نحو 5.6 مليون لاجئ، تتمثل في إزاحة الأسد عن السلطة.
حتى لو توفرت الوظائف والخدمات، قليلون يعتقدون أن الأمن والاستقرار، الذي يرغبون فيه، سيتوفر إذا ظل الأسد في السلطة.
خلود، وهي لاجئة من ريف دمشق، لخصت مشاعرها قائلة: “إذا أزيح الأسد عن السلطة وتوفر الأمن في سوريا، حتى لو لم يتوفر غذاء ولا ماء، سنحصل على الدقيق ونصنع الخبز بأيدينا”.
وأعرب كثيرون أيضا عن مخاوفهم، إزاء وجود كثير من الجماعات المسلحة الأجنبية في بلدهم، وحالة الفوضى العامة التي تجسدها تلك الجماعات.
أغلب السوريين الذين تحدثنا إليهم رفضوا أيضا فكرة سوريا مقسمة إلى أجزاء، يسيطر عليها قوات متنوعة، ويرون أن الدولة الموحدة أمر في غاية الأهمية.
تحدث كثيرون أيضا عن سوريا التي تكافح من أجل قيم جديدة، مثل الحرية، المساواة، والعدالة في بلد ديمقراطي يحكمه القانون.
النازحون السوريون يرغبون في الاهتمام بمخاوفهم.
ويقول أحد اللاجئين الشباب: “نرغب في حل يعيد لنا كرامتنا، ليس أكثر ولا أقل”.
تنويه: الأسماء التي وردت في هذا التقرير جرى تغييرها، حفاظا على سلامة اللاجئين.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=49102
omaemakilمنذ 7 سنوات
بعد ما حصل باستلام مناطق واسعة للنظام
لم يعد لاي سوري وجود على الخارطة البشرية لدى النظام واجندته
واصبحو اكثر توحش
وما من سوري يطمءن لسياسة التفرد بعنصرية تعتبر مفرطة عالميا
من قبل النظام الذي
اهتزت اركان وجوده ومازال حيا
كا الذءب الجريح
ماذا يتوقع من هذا الواقع
تلخيص للملخص المختصر جدا
علما ان بعض العواءل السورية خارج سوريا
تفضل ومستعدة للانتحار الجماعي موتا شريفا
افضل من ان يمثل بهم على ايدي النظام
في حال اجبرو على العودة
الى سيطرة النظام