طرق الحصول على الإقامة في السعودية محدودةٌ جداً، وعندما تكون الإقامة مقترنة بفرصة للعمل فالطرق أضيق وأصعب. لا يحصل على الإقامة الدائمة في السعودية إلا من نال تأشيرة عمل نظامية وفق خطاب رسمي مقدم بالاسم من إحدى كبرى الشركات السعودية، او خطاب من كفيل سعودي يكفل ” الأجنبي” العامل خلال فترة اقامته.
أغلقت السفارة السعودية أبواب قبول السوريين كمقيمين جدد في المملكة منذ اذار 2012، ومعها تم اغلاق كل طرق الاقامة الدائمة . لترفع الخارجية السعودية شعار “أهلا وسهلا باللاجئين السوريين كزوار” ، وكزوار مؤقتين فقط، ماهي طرق الحصول على الاقامة في السعودية؟ وكيف يدخل السوريون للمملكة لتمهيد حصولهم على الاقامة هناك؟ اقرأ تقريرنا لتعرف الطرق الأربعة الأهم.
1- الاستقدام العائلي:
يستفيد من هذه الخدمة السوريون المقيمون العاملون ضمن المملكة قبل عام 2012، على أن يكونوا من ذوي الأجور العالية كالأطبّاء والمهندسين، فيتمكّنون من استقدام (الزوجة والأبناء القُصَّر فقط)، بتقديم معاملاتٍ إلكترونيّة عبر موقع (أبْشِر) -البوابة الإلكترونيّة الخاصّة بوزارة الداخليّة- وتستفيد الزوجة والأولاد أيضا من مزايا الإقامة الدائمة والتأمين الصحّي الذي يزداد طرداً مع الأجر العالي.
إعلان
بهذه الطريقة “السهلة” وصلت السيدة رشا إلى السعودية منذ عام ونصف، فزوجها المهندس المدني قام بمعاملة الاستقدام بطريقة سهلة، وتقول رشا في حديثها لروزنة : ” من يحضر إلى السعودية بهذه الطريقة يعامل كأي مواطن سعودي آخر من حيث التعليم والطبابة”.
ولا يحتاج الشخص أي أوراق ثبوتية صعبة لاستكمال المعاملة الادارية المطلوبة، تقول رشا: “استعنت بمكتب متخصص بهذه الأمور في دمشق وساعدني بدوره على استكمال الاوراق وتصديقها من وزارة الخارجية السوريّة”. تتقاضى المكاتب التي تتابع معاملات كهذه أجوراً بمعدل ال 100 دولار أمريكي ، مقابل استكمال المعاملة وارسال جوازات السفر إلى السفارة السعودية في لبنان والحصول على التأشيرة.
أما السيدة دانيا فقد كان وضعها مختلفاً، اضطرت بدورها للسفر إلى السعودية بموجب زيارة مؤقتة تتجدد كل ثلاثة شهور، وذلك بسبب مهنة زوجها المسجلة على تأشيرته كـ “مدير تسويق”. وبذلك تقول دانيا: ” خسرت كل امتيازات الاقامة الدائمة في السعودية “.
إعلان
2- الزيارات العائلية
يمكن للأشخاص الذين يحملون اقامات دائمة حصلوا عليها قبل عام 2012 أن يطلبوا زيارات لعائلاتهم عن طريق تقديم طلب الكتروني للحكومة السعودية، يستطيع المقيم طلب زيارة لأفراد عائلته (الام والأب، ووالدا الزوجة فقط)، فيما تفرض الحكومة السعودية رسوماً باهظة جداً تبدأ من ألفي ريال سعودي للسفرة الواحدة، وقد تصل إلى ثمانية آلاف ريال . فيما يتناقل السوريون اشاعات عن فرض قرار ملكي برسوم عائلية شهرية بمقدار 100 ريال على كل فرد من العائلة الزائرة.
إعلان
ضحّت امل “بتحويشة” عمرها كما تقول في حديثها لنا، وذلك مقابل حصولها على تأشيرة للسفر إلى السعودية، تقول أمل: ” سافرت لمدة يومين متواصلين من لبنان إلى الأردن ثم إلى المملكة العربية السعودية”، كانت الأمور أسهل سابقاً في السعودية، أمامنا مصاعب كثيرة، ومازال مستقبل أولادنا مجهولاً بدءاً من الصحة ووصولاً إلى التعليم.
3- العُمْرة والحجّ
ما زال هذا الباب ثغرةً مفتوحةً يتسرّب منها الآلاف كلّ عامٍ، بمجرّد تقديم أوراق (جواز السفر، إثبات القرابة من قيدٍ عائليٍّ أو دفتر عائلةٍ أو صكّ زواجٍ، والصور الشخصيّة)؛ لكن تبقى عجلة الحظّ هي من تختار المقبولين لأداء الفريضة، ويستطيع الشُبّان الدخول برفقة عائلاتهم وتحت صفة المرافق أو المحرم للحاجّ أو المُعتمر، ثمّ البقاء بصورةٍ غير رسميّةٍ.
تقول علا الحمصي: “منذ ثلاث سنواتٍ، استطعت وعائلتي الدخول إلى السعودية بموجب تأشيرة حج، وبقينا في المملكة، نحاول الاستقرار عبثاً !!.. نعاني من رفض دخولنا المشافي للعلاج، ونعاني من طَرد الأولاد حتى من المدارس الحكوميّة وأقساط الخاصّة باهظةٌ، لا يستطيع زوجي الحصول على عمل إلا نادراً، وعندما يحصل على وظيفة بشكل سري وغير مشروع، فالراتب يكون متدنياً للغاية.. بدون إقامة في السعودية لا يمكنكِ حتّى شراء شريحة جوّالٍ جديدةٍ !!”.
4- طريق التهريب.. السهل المُمتنع
مَنْ عاندتهم الظروف، وعاكستهم القرارات، وعجزوا عن تحصيل الأوراق، اختاروا هذا الطريق كآخر دواءٍ يكوي جروح الشتات.. قصصُ سفرٍ تُضاهي صعوبتها أيّام (السفر بَرْلك) والحروب التاريخيّة، اجتازها سوريّون استطاعوا دخول المملكة، لمصيرٍ صعبٍ يعيشونه كلّ يومٍ في سبيل الاستقرار يوماً مّا..
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=8712