قال الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) إنّ بلاده لا تعترف بنظام الأسد، وأنّ مخاطبها في سوريا لا يزال الشعب السوري فقط، مؤكدا على أنّ إدلب ستكون المحور الأهم خلال اللقاء الذي سيجمعه بنظيره الروسي (فلاديمير بوتين) المزمع عقدها في (سوتشي).
جاء ذلك في لقاء صحفي أجراه خلال عودته من زيارته الرسمية إلى أذربيجان، أجاب فيه عن أبرز أسئلة الصحفيين، والتي تمحورت في غالبها حول الملف السوري، وآخر التطورات السياسية المتعلقة بإدلب.
وأكّد الرئيس التركي على أنّه سيناقش -وعلى نحو خاص- خلال لقائه مع نظيره الروسي ملف سوريا، مشيرا إلى أنّ استمرار الحال في إدلب على ما هي سيؤدي إلى نتائج يصعب تحمّلها.
وأضاف أردوغان في السياق ذاته: “من الضروري إيجاد حل قبل تفاقم الأوضاع مع كل من روسيا والقوى الحليفة، وسنتناول هذه القضايا في زياراتي التي سأقوم بها نهاية الشهر الجاري إلى مجلس الأمم المتحدة، وبعدها إلى ألمانيا، وآمل أن تؤدي اللقاءات إلى نتائج إيجابية ومثمرة”.
لا نعترف بنظام الأسد
وجدد الرئيس التركي عدم اعتراف بلاده بنظام الأسد في سوريا، وأنّها تعترف فقط بالشعب السوري، قائلا: “تقول الدول المنخرطة في سوريا إنّ النظام هو من دعانا، ونقول لهم إن جئتم إلى سوريا بدعوة من النظام، فنحن جئنا بدعوة من الشعب نفسه، ونحن لا نعترف بالدولة الحالية في سوريا، ولكن هم يعترفون، نحن نعترف فقط بالشعب السوري، فهؤلاء إخواننا، اليوم في إدلب لا يتجوّل أحد حاملا بيده أعلام روسيا أو أمريكا أو ألمانيا، إنّهم يتجولون حاملين أعلام تركيا، وهذا يحمل رسائل مهمة، فلم يكن بوسعنا ترك هؤلاء لوحدهم، فضلا عن وجود روابط قرابة بيننا وبينهم”.
ونوّه إلى أنّ الدول التي تؤكّد حرصها على وحدة الأراضي السورية، تدّعي ذلك قولا فقط لا فعلا، موضحا أنّ بعض الدول لديها ما يزيد عن 20 قاعدة عسكرية، وبعضها الآخر ما يقارب لـ 5 قواعد، مضيفا: “نحن كتركيا لا توجد لدينا تلك الأهداف، فكل ما تسعى إليه تركيا بشكل نهائي هو التجهيز لدستور والذهاب إلى انتخابات نزيهة بمشاركة كافة السوريين بما فيهم السوريون المتواجدون في الخارج، وفي نهاية المطاف يغادر جميعنا سوريا تاركين الأمر للسوريين، إذ لا حلّ سوى هذا الحل”.
مضطرون إلى أخذ التدابير من الألف إلى الياء بالاعتماد على أنفسنا
وأكّد الرئيس صحة الأخبار التي تناقلت قيام الدولة التركية بتعزيزات عسكرية في المنطقة، موضحا أنّ بلاده هي الأكثر تأثّرا من كل ما يحدث، مردفا: “على الدول الأخرى أن تساعد تركيا، وأن يشاركوا الأعباء التي تواجهها، ولكننا لا نجد الحساسية المطلوبة من قبلهم، وعلى أساسه نحن مضطرون إلى أخذ التدابير اللازمة من الألف إلى الياء بالاعتماد على أنفسنا”.
ونوّه أردوغان إلى أنّ تركيا ليست بالدولة التي تتخذ قرارات متناقضة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، مؤكدا على أنّ سياستها واضحة وشفافة للغاية في هذا الصدد، وأنّ بلاده ستفعل كل ما يتوجّب عليها فعله، وأنّها ليست بحاجة لأخذ إذن من أحد للقيام بمسؤولياتها.
ما يحدث في إدلب من قبل النظام هو إرهاب دولة
وأضاف أنّ تركيا تعمل على مواجهة كافة التنظيمات الإرهابية في سوريا، بما في ذلك مدينة إدلب، منوّها إلى أنّ الغاية من نقاط المراقبة التركية والروسية والإيرانية في المدينة هي الحفاظ على حياة المدنيين، واصفا ما يحدث في إدلب من قبل النظام بإرهاب دولة.
وأعرب أردوغان عن تفاؤله من زيارته التي سيجريها إلى ألمانيا، لافتا إلى أنّه سيتناول مع المسؤولين الألمان آلية التعاون المشترك في المجالات كافة السياسية منها والاقتصادية والعسكرية وغيرهم، بالإضافة إلى قضية مكافحة الإرهاب.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=68640