أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، سيطرة جيش بلاده و”الجيش السوري الحر” على ثلاثة أرباع منطقة عفرين شمالي سوريا في إطار عملية “غصن الزيتون”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي، خلال مؤتمر لحزبه “العدالة والتنمية”، بفرع ولاية “أرضروم”، شمال شرقي البلاد.
وأشار أردوغان، إلى أن “تركيا تمكنت إلى حد كبير من حل مشكلة عفرين، ونحن الآن نسيطر على ثلاثة أرباع المنطقة”.
ومنذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، يستهدف الجيشان التركي و”السوري الحر”، في إطار “غصن الزيتون”، المواقع العسكرية لتنظيمي “ب ي د/بي كا كا” و”داعش” الإرهابيين في عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
وتطرق الرئيس التركي، خلال كلمته، إلى الدعم العسكري الذي تقدّمه الولايات المتحدة إلى تنظيم “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي في سوريا.
وقال بهذا الخصوص: “يقدّمون (الولايات المتحدة) لتنظيم إرهابي شتى أنواع السلاح دون أي مقابل، ويرفضون بيعها لنا بالمال، ثم يقولون إنهم لا يدعمون الإرهاب، كيف يحصل ذلك، هل بالإمكان توضيح ذلك؟”.
وأضاف أردوغان: “إذا أرادت الولايات المتحدة العمل معنا ضد الإرهاب، فعليها البدء بإخراج الإرهابيين من شرقي الفرات”.
وشدّد الرئيس التركي على أن بلاده ستقوم الآن بتوسيع نقاط المراقبة في إدلب، شمال غربي سوريا، وإحكامها من جهة، والتوجه إلى (مدينة) منبج، شمال شرقي (محافظة) حلب (شمال سوريا) من جهة أخرى.
وبيّن أردوغان، أن واشنطن قدّمت اقتراحًا جديدًا بشأن منبج، ولكن تركيا لا تعلم طبيعة الخطوات التي سيتّخذها الكادر الجديد في الإدارة الأمريكية ذات التغيّرات المتكررة.
وشدّد على أن تركيا لا تقبل المماطلة، لذلك طالبت بإخراج الإرهابيين وتسليم المنطقة لأصحابها العرب، وتقديم الدعم الأمني لهم، على غرار المناطق المحررة ضمن عملية “درع الفرات”.
وأكّد أردوغان، أن تركيا ستُسلّم المناطق المحررة لأصحابها، وستعمل على ترميم البنية التحتية والفوقية بالكامل، بما في ذلك الطرق والمستشفيات ومحطات المياه والطاقة الكهربائية والبلديات غيرها.
وقال “لم ندخل تلك المناطق من أجل الاحتلال، بل لإنقاذ أشقائنا السوريين من الظلم ومساعدتهم على بناء مستقبل آمن، وهذا ما يُميّزنا عن الدول الأخرى، وستشهد منبج الإجراءات ذاتها”.
ولفت إلى أن تركيا ستتخذ هذه الإجراءات في منبج، بسرعة وسهولة، في حال إخلاء الولايات المتحدة كامل المنطقة من عناصر التنظيم الإرهابي (ب ي د/ بي كا كا).
وأردف: “حتمًا، سنُخرج أولئك الإرهابيين من المناطق التي يحتلونها، ومنفتحون لجميع مقترحات التعاون في هذا الصدد، ولن نجعل إخواننا في منبج ينتظرون أكثر”.
وشدد أردوغان، على أن تركيا ستكون إلى جانب إخوتها في المناطق الأخرى مثل “عين العرب” و”تل أبيض” و”رأس العين” و”القامشلي”، خلال أقرب وقت.
وأشار إلى أن الأطراف التي كانت تحاول إقامة حزام إرهابي على طول الحدود التركية، انقلبت فجأة إلى “دعاة للسلام والإنسانية”، وهي نفسها التي تسببت بمقتل مليوني إنسان بريء في العراق خلال ربع القرن الأخير، وحوالي مليون في سوريا خلال الـ7 أعوام الأخيرة.
واستدرك بقوله: “لدى كل واحدة من تلك الأطراف وصمة استعمار دام ومظلم (..) وكم هو مؤسف في ضوء هذه الحقائق استهداف تركيا التي تجلب الرحمة والإحسان والحب إلى كل مكان تذهب له”.
وشدّد الرئيس التركي على أن هذه الأطراف هي نفسها التي تلطخت أيديها بدماء 5 ملايين إنسان في الجزائر، ومليون سوري، ومئات آلاف الفلسطينيين والليبيين.
وقال إنه “إذا كانوا يريدون رؤية مدنيين متضررين في عفرين، فعليهم النظر إلى الناس الذين يمنعهم التنظيم الإرهابي بالأسلحة من مغادرة المدينة، ويُقتل المعارضين (..) هؤلاء لا يطالبون بالديمقراطية إلا لأنفسهم”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=46274