نجح علماء أتراك في ابتكار تقنية حديثة لنقل الكبد من المانحين الأحياء، للمرة الأولى حول العالم، حيث تم تطبيقها بشكل فعلي على مريضين اثنين وعُرضت نتائح العملية في المؤتمر العالمي لزراعة الكبد.
ووفقًا للطريقة الحديثة، فقد أُخرج الكبد من جسم المريض برفقة الوريد الرئيسي، بواسطة عملية “مجازة”، لتتم خياطة الوريد على الكبد الجديد القادم من المانح، ونقلهما إلى جسم المريض.
وانعقد المؤتمر المعني بعمليات الكبد في مدينة “براغ” عاصمة جمهورية التشيك، مؤخرًا، تحت إشراف الجمعية العالمية لزرع الكبد، بمشاركة أطباء متخصصين من تركيا ودول أخرى.
وخلال حديثه للأناضول، شرح الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة أنقرة، دنيز بالجي، تفاصيل الطريقة الحديثة في زراعة الكبد، مؤكّدًا أنها الأولى من نوعها في العالم.
إعلان
وقال بالجي، وهو عضو لجنة الطليعة (الأطباء ما دون 42 عامًا) للجمعية العالمية لزرع الكبد، إن تطبيق الطريقة الحديثة تمت من قبل الأطباء “كان قره يالجين” و”ميلتم كول أوغلو” و”أونور قرم”.
وأوضح أنهم يعملون على مشروع لتطوير التقنيات الجديدة التي من شأنها زيادة مستوى الأمان وخفض نسبة الوفيات وخسارة الأعضاء خلال العمليات الجراحية الحساسة والمعقدة.
وأشار الطبيب التركي إلى أن من أسباب الوفاة بعد زراعة الكبد، صعوبة العملية الجراحية ومشاكل مفاجئة قد تصادف الأطباء خلالها، كما أن معظم المرضى في هذا الأطار هم من المسنّين.
إعلان
وتابع بالجي: “بحثنا عن كيفية تسهيل هذه العمليات الجراحية، والتقليل من مخاطرها على أرواح المرضى، وتمكنّا في النهاية من إيجاد هذه التقنية الحديثة التي تضمن لنا الأمن خلال العملية وتساعد على شفاء المرضى”.
وأكّد أن الطريقة الحديثة نجحت في العمليات، وخاصة لدى مرضى القلب، وقد تم تطبيقها على المريضين “م.أ” (60 عامًا)، و”و.ي” (64 عامًا)، لافتًا إلى أن حالة الأخير كانت حرجة للغاية.
إعلان
وأضاف: “المريض (و.ي) كان يحتاج لزراعة الكبد والكلى، ويعاني من نوبات متكررة ناجمة عن المضاعفات في الكبد، فضلًا عن انسداد في القلب، الأمر الذي جعله معرضًا للموت خلال فترة وجيزة”.
وقال بالجي، إن الفريق الطبي استخدم التقنية الحديثة على هذا المريض، قبل 6 أشهر، بعد تزويده هو وأقاربه بالمعلومات اللازمة بشكل مفصّل، واليوم باتت صحته في حالة جيدة للغاية.
أمّا فيما يتعلق بالمريض الآخر (م.أ)، أفاد الطبيب التركي أن العملية الجراحية تمت قبل شهر، نُقل إلى منزله بعد أيام، حيث كان يعاني من طفيليات في الكبد، وانسداد في الأوعية الدموية.
وأشار بالجي، إلى أن الفريق الطبي قام بخياطة الكبد الممنوح على وريد اصطناعي، ليتم بعدها وضعه في جسم المريض.
وفيما يتعلق بتفاصيل العملية، قال بالجي إن الفريق الطبي يعمل على إزالة الكبد بالكامل من الجسد، بعد ربطه بآلة خاصة، ثم يتم إدخال القسطرة من الوريد البابي الذي يجلب الدم إلى الكبد لضمان وصول الدم إلى القلب”.
وبعد إخراج الكبد، يتم فصل الوريد الرئيسي منه، لخياطته على الكبد الممنوح، ثم يُعاد وريد فينا كافا والوريد البابي إلى مكانهما، بحسب الطبيب التركي.