عاش سكان منطقة الغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق مأساة حقيقية لا سيما على الصعيد الطبي، بسبب قصف وحصار قوات النظام، بحسب روايات أطباء سوريين عملوا في مستشفيات بالمنطقة قبل سقوطها في يد النظام السوري، ولجوئهم إلى الجارة تركيا.
وفي 22 مارس / آذار الماضي، بدأت أعمال التهجير من الغوطة الشرقية، آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة دمشق، بموجب اتفاقات فرضت على المعارضة، إثر حملة برية وجوية لقوات النظام بدعم روسي، استخدمت خلالها غازات سامة.
وقال إسماعيل صالحاني طبيب في جراحة الفم والأسنان والفك، للأناضول، اليوم الأربعاء، إن النظام السوري حرم أهالي الغوطة (نحو 400 ألف مدني) من كل أنواع الاحتياجات الإنسانية.. النظام وداعموه قتلوا وأصابوا الآلاف جراء الغارات والهجمات.
وتابع أن عدد الأطباء كان ضئيلا، وعانى الأطباء صعوبات كثيرة في علاج المصابين.
إعلان
وأضاف صالحاني أن “النظام لم يسمح بدخول الاحتياجات الأساسية والمستلزمات الطبية والأدوية خلال الحصار، وكانت المنطقة أشبه بسجن مفتوح”.
ومضى قائلا: “لسنوات حاول الناس البقاء على قيد الحياة، رغم حرمانهم من الطعام واللباس والمستلزمات الصحية.. نحن الأطباء لم نتمكن من منح الناس ما يكفي من الرعاية الصحية، فالإمكانات كانت محدودة”.
بدوره، قال الطبيب أحمد سهام، متخصص في الجراحة العامة، للأناضول، إنهم بذلوا قصارى جهدهم لإبقاء الجرحى على قيد الحياة، رغم انعدام الإمكانات.
إعلان
وأردف: “اضطررنا إلى إجراء عمليات جراحية في الملاجئ، وكانت المساعدات لا تصلنا جراء الحصار”.
وتابع بقوله: “رغم المستحيلات كنا نسعى إلى معالجة جرحانا. فقدنا أشخاصا بسبب عجزنا الطبي وشح الأدوية، فلم يكن لدينا ما نحتاجه من معدات طبية، ولم نتمكن من الحصول على دم وأمصال”.
إعلان
فيما قالت طبيبة العيون دانا سام في حديث للأناضول: “كنا مستهدفين من قوات النظام بشكل مستمر”.
وتابعت: النظام كان يشن يوميا هجمات على الغوطة، لذا كان الناس لا يعرفون إلى أين يفرون، ونحن الأطباء قدمنا خدمات بمعدات طبية بسيطة ومحدودة”.
ويعاني مهجّرو الغوطة الشرقية الذين أجبروا على ترك ديارهم، صعوبات في توفير مستلزماتهم المعيشية والسكنية في الشمال السوري الذي انتقلوا إليه.