أطفال سوريا يصلون إلى برامج الأطفال البريطانية

Alaa17 أبريل 2017آخر تحديث : الإثنين 17 أبريل 2017 - 5:43 مساءً
أطفال سوريا يصلون إلى برامج الأطفال البريطانية

ارتدى الفتى السوري عادل ثيابه الجديدة، إذ إن هناك أسباباً عدة للترقب والاحتفال، فاليوم البريطاني المشمس النادر يصادف عيد الأضحى، المناسبة التي يحتفل بها مع عائلته. وهو أيضاً سيقابل للمرة الأولى فتية سوريين بعمره وأصغر، لجأوا أخيراً إلى مدينة بريستول البريطانية، حيث يعيش مع عائلته.

انتظر الفتى الذي لا تفارق الابتسامة وجهه هذا اليوم طويلاً، منذ أن قرر أن يساعد الوافدين الجدد ويسهل أشهرهم الاولى في المدينة التي لا يعرفون عنها شيئاً، إذ إنه يتذكر جيداً قسوة الغربة التي عاشها عندما وصل إلى بريستول، قبل ثلاثة أعوام، والصعوبات التي تعثر بها قبل أن يعتاد على المدينة وينشئ صداقات فيها، وأصبحت موطنه الجديد، على رغم أنه يتذكر سورية دائماً، ويتمنى العودة إليها بعد أن يسودها السلام.

قصة الصبي السوري عادل الذي بلغ لتوه الـ12 من عمره، ستكون موضوع إحدى حلقات البرنامج التسجيلي «حياتي» الذي يُعرض ضمن برامج الأطفال على قناة «سي بي بي سي»، التابعة لـ «هيئة الإذاعة البريطانية». حملت حلقة عادل عنوان «صبيان جُدد في المدينة»، وسجلت يوميات الصبي السوري وهو يرافق الأطفال السوريين الجدد في مدينته، والذين يتنوعون بخلفياتهم وما مرّوا به من تجارب ومحن قبل أن يصلوا إلى أمان المدينة البريطانية الجميلة التي تقع على البحر.

بعد أن تعرف الحلقة التسجيلية بقصة عادل ذاته والطريق الصعب الذي أوصل عائلته إلى بريطانيا، ترافق شخصيتها الرئيسية في محاولاتها البسيطة لتقديم المساعدة لصبيان وأطفال سوريين، بعضهم وصل منذ أشهر قليلة فقط إلى بريطانيا، غالبيـــتـــهم لا تــجيــد اللغــة الإنكليزية، ويشكل ترك البيت والتجول في المدينة مُغامرة كبيرة تخيفهم كثيراً.

يُرافق عادل في مهمته صديقه وجاره الكندي. وهو صبي ذكي وحساس كثيراً، وستكون شهادته الأعمق والأكثر تأثيراً في البرنامج، فبعد أيام من التجول مع الأطفال السوريين، سيتحدث للكاميرا بنضوج كبير عن الحياة الصعبة التي لا يعرفها كثر للذين يجبرون على مغادرة بلدهم، وأن التحدي لن ينتهي بعد الوصول بالطائرة أو عبر البحر إلى البلاد الجديدة، إذ تبدأ بعدها تحديات جديدة، منها التغلب على مشاكل العزلة وصعوبات التأقلم مع الحياة الجديدة والمشكلات اليومية، بخاصة للأطفال.

يبتعد البرنامج التسجيلي تماماً من عالم الكبار، الذين بالكاد نرى ظلالهم وخيالاتهم. لكنه يجبر وفي مسعاه لعرض ظروف حياة إحدى العائلات السورية، أن يظهر الوالدين في البيت المتألف من غرفة صغيرة، والتي يتم استخدامها للنوم والأكل واللعب.

يستعيد الأطفال عالم الكبار، عبر ذكريات الحرب، وأحياناً بتـــذكر أقـــاربهم، وخصوصاً جداتهم اللواتي مازلن يعشن في سورية. والحنين الغامر للأقارب الذي يعيش بعضهم على خطوط النار.

يأخذ عادل وصديقه الكندي أخوين سوريين في جولة لأهم معالم المدينة السياحية. ويشتركان مع أطفال لاجئين آخرين في يوم لتعلم الرسم في الهواء الطلق. وسيلعبان في عطلة نهاية الأسبوع كرة السلة مع أطفال سوريين بدا عليهم الذكاء الشديد، إذ إنهم وبعد أسابيع قليلة من وجودهم في بريطانيا أصبحوا قادرين على نحو ما التفاهم مع رفاقهم باللغة الإنكليزية، إضافة إلى أنهم يعرفون تماماً ماذا يتوجب عليهم لتحقيق مزيد من الاندماج مع المجتمع البريطاني.

وعلى رغم أن بريطانيا ولأسباب عدة بعضها جغرافي، كانت أقل الدول الأوروبية الغربية بعدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم، فإن هؤلاء بدأوا يتسللون إلى برامج التلفزيون البريطاني، سواء تلك التي تتوجه إلى البالغين، وأخيراً في برامج الأطفال، التي تتوجه إلى فئات عمرية ما زالت أرواحها صافية، ولم تتعكر بتعقيد العالم القاتم من حولها.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.