بمؤسساتها ومنظماتها الحكومية والمدنية، تسعى ولاية بارطن شمالي تركيا إلى إدراج منطقة أماصرا وقلعتها التاريخية، ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وتعود القلعة التاريخية المدرجة حاليا في القائمة المؤقتة للتراث الثقافي العالمي، إلى عهد جمهورية جنوة التي امتدت بين عامي 1005 و1797 ميلاديا.
وتحفل منطقة أماصرا بآثار عديدة تعود لحضارات مختلفة مثل الهلنستية والرومانية والبيزنطية والعثمانية، فضلا عن آثار من حقب أقدم.
وأُدرجت قلعة أماصرا التاريخية في القائمة المؤقتة للتراث الثقافي العالمي لليونسكو عام 2013، ومنذ ذلك التاريخ، تقوم مؤسسات ولاية بارطن ومنظماتها المدنية بتحسين صورة المنطقة وقلعتها من أجل إدراجها في القائمة الدائمة لليونسكو.
** جنة تنتظر الاكتشاف
وفي تصريح لمراسل الأناضول، وصف فؤاد دورسون مدير دائرة الثقافة والسياحة في ولاية بارطن، منطقة أماصرا بالجنة التي تنتظر الاكتشاف.
وأوضح دورسون أن منطقة أماصرا تعد واحدة من المناطق التركية الغنية بالآثار التاريخية التي يعود عمرها لنحو 3 آلاف عام، إلى جانب جمال طبيعتها.
وعن قلعة أماصرا التاريخية قال دورسون: “بنيت القلعة في العهد الروماني، ودخلت حيز الاستخدام في عهد جمهورية جنوة، وتعد هذه القلعة شاهدة على تاريخ الإنسانية نظرا لعمرها الطويل”.
وأردف قائلا: “تعمل مؤسسات الولاية الحكومية والخاصة بشكل منسق من أجل إدراج القلعة ضمن القائمة الدائمة للتراث الثقافي العالمي لليونسكو، وقمنا بوضع خطة عمل استراتيجية للمنطقة، والهدف من ذلك تحقيق المعايير المحددة لدى اليونسكو وتنمية الولاية من النواحي السياحية والاقتصادية والثقافية”.
وأضاف دورسون أن فريقا خاصا ضم خبراء في الفن والعمارة والبيئة، حدد عددا من المشاريع التي سيتم تنفيذها في منطقة أماصرا على المدى القريب والمتوسط والبعيد، بغية إدراج القلعة والمنطقة برمتها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وذكر أن قائمقامية أماصرا شكلت بالتعاون مع بلدية المنطقة ومديرية دائرة الثقافة والسياحة في بارطن، وجامعة بارطن والعديد من المنظمات المدنية، لجنة معنية بالحفاظ على الميراث الثقافي والتاريخي الموجود في أماصرا، وكذلك العناية بجمال الطبيعة.
وأوضح دورسون أن هذه اللجنة تعقد اجتماعات دورية ومنظمة لمناقشة كيفية تحسين صورة أماصرا والترويج لها، وسبل إدراج أماصرا وقلعتها التاريخية ضمن القائمة الدائمة للتراث العالمي.
وتطل منطقة أماصرا على البحر الأسود، وكانت تحمل اسم “سيساموس” في القرن الـ 12 قبل الميلاد، وكانت إحدى مستعمرات الفينيقيين الساحلية، وشهدت أوج ازدهارها خلال حكم الأميرة الإيرانية أماستريس.
وتدل الآثار المكتشفة عبر أعمال الحفر في المنطقة على وجود أبنية تعود لعصور قديمة، حيث تتواصل الحفريات لإماطة اللثام عن العديد من الأبنية العامة ودور العبادة العائدة للعصرين الروماني والبيزنطي، وإزالة غبار الزمن عن المنطقة التاريخية.
وإلى جانب قلعتها التاريخية، تشتهر منطقة أماصرا بشواطئها وطبيعتها الخضراء، وتتمتع بمقومات عديدة تجذب السياح مثل الكنائس الأثرية، والمساجد العائدة للعهد العثماني، والأسواق القديمة.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=62141