أورينت نت – ترجمة: أسامة أسكه دلي
تحمل الانتخابات المحلية في تركيا أهمية كبيرة بالنسبة إلى الأحزاب السياسية الموجودة، وغالباً ما يتم الإعلان عن أسماء المرشحين من قبل زعماء الأحزاب قبل أشهر من موعد الانتخابات، وذلك استعدادا للترويج لهم، وبالتالي الفوز برئاسة البلديات وخصوصا في الولايات الكبيرة مثل إسطنبول وأنقرة.
واعتادت الأحزاب السياسية التركية لعقد تحالفات فيما بينها، استعدادا لخوض غمار الانتخابات المحلية المزمع عقدها في 31 آذار من عام 2019، وذلك توسيعا لنطاق التحالفات التي عقدتها خلال الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الـ 24 من حزيران العام الجاري.
وينص التحالف ما بين حزبي العدالة والتنمية (الحاكم) والحركة القومية -والذي يُسمّى بتحالف الجمهور – على التعاون المشترك بما يصب لصالح كل من الحزبين، وبالتالي رفع نسبة فوز مرشحي الحزبين.
وأعلن زعيم حزب الحركة القومية “دولت باهشلي” في مطلع الشهر الجاري في إطار ما أسماه بالتحالف والتعاون المشترك عن عدم تقديم حزبه لمرشحين لرئاسة بلديات أهم الولايات وعلى رأسها “إسطنبول وأنقرة وإزمير” مضيفا: “ننتظر من حزب العدالة والتنمية لفتة مشابهة”.
في المقابل أشارت صحف تركية إلى أنّ حزب العدالة والتنمية لن يقدّم مرشحين في ولايات تركية أخرى، دعما لمرشحي الحركة القومية، وعلى رأس تلك الولايات “مرسين وأضنة وعثمانية”.
تجدر الإشارة إلى أنّ التحالف بين الحزبين لا يشمل على رئاسة البلديات الكبرى أو العامة فقط، وإنما على الأحياء داخل الولايات أيضا، حيث أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” اليوم عن دعم حزبه لمرشحي الحركة القومية في ثلاثة أحياء من أجمالي أحياء إسطنبول، وهذه الأحياء “بشيكتاش، وسليفري، ومالطيبيه”.
وعلى غرار حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، عقد حزبا الشعب الجمهوري والصالح تحالفا ينص على دعم كل من الحزبين للآخر في الولايات التركية، حيث وعلى سبيل المثال لن يقدّم حزب الصالح مرشحا في ولايات “إسطنبول وإزمير وانقرة” مقابل عدم تقديم حزب الشعب الجمهوري مرشحين في 10 ولايات أخرى دعما لمرشحي حزب الصالح.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد أعلن خلال الشهر المنصرم عن كون “محمد أوزحسكي” وزير البيئة السابق، مرشح حزبه لرئاسة بلدية أنقرة، ليعلن اليوم خلال برنامج التعريف بمرشحي حزبه لرئاسة بلدية إسطنبول العامة، ولرئاسة بلديات الأحياء المتواجدة فيها، عن كون “بن علي يلدريم” – رئيس البرلمان الحالي – مرشح حزبه لرئاسة بلدية إسطنبول خلال الانتخابات المقبلة.
وبحسب استطلاع للرأي أجرته مركز (فريانس وجينار) إلى جانب مركز الاستشارات “ماك” فإن نتائج الانتخابات المحلية المزمع عقدها في الـ 31 من آذار 2019 ستكون مشابهة لحد كبيرة بنتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت في الـ 24 حزيران.
وأضاف الاستطلاع الذي أجري وفقا لما نقلته صحيفة “يني عقد” بأنّ التوقعات والدراسات تشير إلى أنّ بن علي يلدرم سيفوز على مرشح حزب الشعب الجمهوري “أكرم إمام أوغلو” بفارق مريح.
جدير بالذكر أنّ مرشح العدالة والتنمية “بن علي يلدرم” يُقترن اسمه قبيل تسلّمه منصب رئاسة الوزراء عقب سلفه “أحمد داوود أوغلو” بتنفيذ مشاريع كبيرة في إسطنبول وغيرها، ويأتي في مقدّمتها مشروع نفق مرمراي الواصل بين جزئي إسطنبول الأوروبي والآسيوي، وغيره العديد من المشاريع الأخرى.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=82050