التفجيرات التي ضربت العديد من المدن التركية منها إسطنبول وعنتاب وأنقرة في العام الماضي دفعت الحكومة التركية إلى تشديد المراقبة الأمنية لتحركات السوريين اللاجئين على الأراضي التركية، حيث فرضت إجراءات وصفها السوريون «بالمعقدة» على تنقلاتهم بين المدن التركية مع منع دخولهم وخروجهم إلى أراضيها.
فقد أصدرت الحكومة التركية توجيهات جديدة على إذن السفر الذي يمنح للسوريين أثناء تنقلاتهم بين المدن التركية، ويعتبر «الإذن» أساسياً للتنقل بين المدن أو السفر عبر المطارات حتى في «كراجات البولمان»، وبدأت الكثير من شركات النقل الداخلي بطلب «إذن لحجز تذكرة السفر» أما المطارات فإن «إذن السفر» مطلوب حتى لو قام اللاجئ بحجز تذكرة الطيران فعدم الحصول على إذن يعني فوات الرحلة وخسارة التذاكر.
وتبدأ إجراءات الحصول على جواز السفر من ولاية إلى أخرى بالحصول على صورة لهوية الحماية المؤقتة التي تمنحها الحكومة التركية للاجئ السوري وصورتين شخصيتين، وحضور شخصي للمسافر لاستخراج «إذن السفر»، كما فرضت الحكومة إجراءات إضافية جديدة مؤخراً على الأوراق المطلوبة ما جعل الأمر أكثر صعوبة.
وقال الناشط ساري الحسن المقيم في مدينة إنطاكيا (ولاية هاتاي) في لقاء مع «القدس العربي»ـ «توجهت إلى دائرة حكومية تركية مختصة بمنح ورقة إذن السفر للاجئين فتفاجأت بقرارات جديدة للحصول على الإذن، وهو شريطة جلب عقد إيجار المنزل لشخص يقطن في الولاية المراد السفر إليها، بالإضافة إلى طلب صورة عن فواتير المياه والكهرباء للشخص ذاته للتأكد من العنوان المدون على عقد الإيجار».
إعلان
وتـابع «لم يتـوقف الأمـر عند هذه الأوراق فـقط، بـل أصـبح الشـرط للحصـول على الإذن تـأمين سنـد إقـامة للشخص الذي يريد أن يسافر ويستخرج ورقة إذن السفر، وطبعاً يتطلب الحصول على الورقة يوماً كاملاً حتى يستطيع الشخص السفر من ولاية إلى أخرى». وأضاف ساري الحسن «ويتضمن إذن السفر تحذيراً من عدم تسليم الورقة إلى الجهة التي أصـدرتها وذلك بعد العودة من الولايـة التي يـريد اللاجـئ السـفر اليـها، وقد تضمن الإذن تنويهاً بحذف البيانات والحـماية المؤقتـة كاملة في حــال عـدم التســليم.
ويمنح «إذن السفر» لمدة خمسة عشر يوماً من تاريخ إصداره، وبعدها يعتبر لاغياً ووجب تسليمه كضمان للحكومة التركية إلى عدم تغيير اللاجئ مدينته من ولاية إلى أخرى داخل الأراضي التركية، ولمراقبة تحركات السوريين وتوجهاتهم.
إعلان
وختم بالقول: «نحن نتفهم أنّ الحكومة التركية لديها الحق في حفظ أمن أراضيها، وضبط توزع اللاجئين السوريين على الولايات، لكن تستطيع أن تقوم بذلك من خلال شكل أقل تعقيداً».
وتوقفت الحكومة التركية عن إعطاء هويات الحماية المؤقتة للسوريين، والذين يصلون إلى الأراضي التركية بشكل غير قانوني، وأصبحت تسلّم اللاجئ الواصل حديثاً «وصل حماية» ما يفقد اللاجئ الكثير من التسهيلات والمزايا على الأراضي التركية، وقد تطول فتـرة تـحويل «الوصـل» إلى «هـوية مـؤقتة» إلى أشـهر.
إعلان
يذكر أنّ وكالة «الأناضول» قالت في تقرير لها في الشهر الجاري إنه يتواجد على الأراضي التركية ما يقارب مليوناً و580 ألفًا و866 رجلاً، ومليونً و376 ألفاً و588 امرأة سورية وهم مسجلون بشكل رسمي في الإدارة العامة للهجرة التركية.
كما أعلنت الحكومة التركية عن عودة 50 ألف لاجئ (الشهر الماضي) إلى المناطق التي سيطرت عليها فصائل الجيش الحر بمساندة من الجيش التركي خلال عملية درع الفرات شمال سوريا.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=8642