يستمتع السياح العرب القادمين إلى إسطنبول، بسحر مضيق البوسفور، عبر الإبحار مساء كل يوم على متن سفينة مخصصة لهم، تُقام فيها فعاليات تراثية وشعبية تعكس تقاليد الشعوب العربية.
فكرة تخصيص سفينة خاصة بالسياح العرب، جاءت نتيجة الإقبال العربي الكبير خلال السنوات الأخيرة، على زيارة تركيا وإسطنبول بشكل خاص.
وتنطلق السفينة يومياً من ساحل “كاباطاش” بمنطقة تقسيم في الشق الأوروبي من إسطنبول، اعتباراً من الساعة التاسعة مساء، لتعود الى الساحل مرة أخرى عند حلول منتصف الليل.
وتشهد الرحلات السياحية على متن السفينة المذكورة، التي يقصدها السياح العرب، إقامة فعاليات تراثية وشعبية مثل ما تعرف بـ”العراضة الشامية”.
إعلان
كما تتخلل الرحلة، حفلات موسيقية يحييها فنانون أغلبهم من سوريا، إضافة إلى رقصات وفولكلور شعبي.
وإلى جانب ترديد الأغاني الشعبية والشهيرة عربياً، يتطرق الفنانون في أغانيهم إلى الصداقة القائمة بين الشعبين التركي والعربي.
وبإمكان السياح العرب الذين يبحرون في البوسفور على متن السفينة، تذوق مختلف أنواع الأطعمة الخاصة بالمطبخ العربي.
إعلان
وفي ختام الرحلة، التي تستغرق 3 ساعات في البوسفور، تنظم مسرحيات قصيرة تتطرق إلى الصراع الجاري في منطقة الشرق الأوسط، وإلى المآسي والأزمات الإنسانية التي تشهدها المنطقة، واشتياق العالم الإسلامي إلى السلام والاستقرار.
ويقول القبطان التركي مراد تشالان، للأناضول، إنه يتولى قيادة السفينة في مضيق البوسفور منذ 8 سنوات، ويقود السفن التي تنظم رحلات سياحية في البوسفور.
إعلان
ويضيف أنهم يقدمون الخدمات للسياح العرب منذ 4 سنوات، لافتاً إلى الإقبال العربي الكبير على الرحلات السياحية على متن سفن البوسفور.
وشدد على أن عام 2018 شهد إقبالاً كبيراً من قبل السياح العرب، على رحلات السفن في البوسفور، متوقعاً ازدياد هذا الإقبال خلال العام الحالي أيضاً.
من جهته، قال السوري محمد رفاعي، إنه يقوم منذ أعوام بتنظيم رحلات وحفلات، وعروض فلكلورية للسياح العرب.
ويضيف أنه نقل عمله هذا الذي كان يمارسه في دمشق، إلى السفن في البوسفور بعد أن لجأ إلى تركيا نتيجة الصراع الذي يشهده بلاده منذ سنوات.
وذكر أنهم يستقبلون ضيوفاً من مختلف البلدان العربية، ومن كافة الأديان والطوائف، مشدداً على حرصهم على عدم التمييز بينهم، وخدمتهم بأفضل صورة ممكنة.
وأعرب المواطن السوري عن شكره وامتنانه لتركيا حكومة وشعباً، لتوفيرهم لهم فرصة القيام بهذا العمل على أراضيهم.
بدوره، قال السوري محمد عبدو، الذي يردد الأغاني العربية والتركية خلال الحفلات المقامة على متن السفينة، إنه قدم إلى تركيا قبل 5 سنوات.
وأعرب عبدو، الذي ينحدر من مناطق التركمان في محافظة حلب شمالي سوريا، عن سعادته للعمل في هذا المجال.
وتوجه محمد عبدو، في ختام حديثه، بالشكر للحكومة التركية ولشعبها، لاستضافتهم، مبيناَ أن تركيا لا تمد يد المساعدة للسوريين فقط، بل للعراقيين، والفلسطينيين، وكافة الشعوب المظلومة.