انطلقت صباح اليوم السبت، فعاليات المؤتمر السنوي الرابع، لمنتدى الشرق الشبابي 2017، تحت عنوان “ننحاز للمستقبل”، بمنطقة تقسيم في مدينة إسطنبول التركية.
ويشارك في المؤتمر الذي تنتهي أعماله الإثنين القادم، أكثر من ألف مشارك، من نحو 40 دولة حول العالم، بينهم أكاديميون وإعلاميون ومهتمون بمجالات السياسة والعلاقات الدولية.
ويهدف الملتقى إلى توعية المشاركين بالمستقبل الجديد والتعاطي معه، إضافةً إلى تغطية مجموعة واسعة من التوجهات المستقبلية، على الصعيد السياسي والاقتصادي والتكنولوجي والإعلامي والفني، بحسب المنظمين.
وقال وضاح خنفر، رئيس منتدى الشرق، في الكلمة الإفتتاحية، إن الشرق كان خلال المائة عام الماضية، ينتقل من واقع إلى آخر لا يقل سوءاً عن سابقه.
إعلان
وعلّل خنفر ذلك بأن “التخطيط للمستقبل لم يكن من أبناء الأمة، وإنما كان مستورداً من الخارج، أو أنه كان مفروض علينا بالاستعمار وبطش السلاح”.
وأضاف، “المستقبل لا يمكن أن يستقر إلا إذا بناه أبناء الشرق والأمة بأنفسهم، وإذا كان غير ذلك فسيكون مشروعاً للدمار، ولا نريد أن يعيش أبناؤنا وأحفادنا ما عاشه آباؤنا، كنا دائما ننتظر المستقبل، وحينما نهاجر إليه نأتي إلى صراع جديد، لأنه لم يبن بغاية الإستقرار”.
وتابع “نحن أمام تطورات تقنية وعلمية، سوف تفرض واقعاً إجتماعياً وعقدياً جديداً على أبنائنا، وسنتحدث في مؤتمرنا عن الذكاء الصناعي، وفكرة الشبكات الإجتماعية، والتكنولوجيا، وثلاثتها فريدة بالتطور الإنساني، أي أن الإنسان لم يعيش من قبل مثل هذا التطور”.
إعلان
ورأى أن “أوروبا استطاعت أن تتخلص من شهوات السلطة منذ ثلاثمائة عام، وأن تبني نظماً جديدة، ولم نعلم نحن المسلمين أن التنوير الذي تعيشه أوروبا عاشته أمتنا الإسلامية قبل أكثر من ألف عام، فكان الأطباء منها والفيزيائيين والفلكيين والعلماء والفلاسفة، لكننا تركنا التنوير ودخلنا إلى عالم الظلام”.
من جانبه، أفاد محمد الزود، المنسق السابق للمنتدى، أنه “كان هدفنا خلال الفترة الماضية هو تكوين فرق شبابية للعبور إلى المستقبل”.
إعلان
وتابع “وضعنا في دربنا العديد من الورشات لمقابلة الناس، وكيفية أن نجعل كل طاقاتنا تتجسد في أعمال إيجابية”، مضيفاً “في زمن الحروب أحيانا يكون من الصعب أن نكون متفائلين، لكننا نؤمن أن المستقبل زاهر، ولكننا لا نريد أن نعلق في الماضي، لكن نريد أن نستفيد منها”.
بدوره، قال إبراهيم الجنيدي، المنسق الحالي للمنتدى، “لا نعرف كيف سيكون المستقبل، ولكن في هذه الأوقات العصية التي تمر بها بلداننا نعرف أن العالم يتقدم، لذلك ينبغي أن نكون عارفين لمجاراة المستقبل، ومنتدى الشرق أخذ على عاتقه منصة تجمع الشباب بغض النظر عن أعراقهم أو أديانهم”.
من جهته، أضاف عبد الله النجار، المدير التنفيذي للهوية المؤسسية والاتصال الدولي بشبكة الجزيرة، أن”العالم الأفضل لا يصنعه الذين يقلدون آباءهم، بل الذين يجرأون على أن يصنعوا شيئاً من الرماد”.
وشدد على أن “سوء الحكم ورؤية الشر، أدى إلى الكثير من الكوارث حول العالم، وبسبب كل هذه المعاناة في البشرية نتغير”، مضيفاً “نحن لدينا طرق لحل مشاكل العالم، من خلال الأدوات التي نمتلكها، في الاقتصاد والتقنية والإعلام والسياسة”.
ويرعى المؤتمر كلاً من شبكة الجزيرة الإعلامية، ووزارة الثقافة والسياحة التركية، والوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”، و”انتغرال ميديا”.
ويشهد المؤتمر كلمات لمتحدثين بارزين من الساسة المؤثرين ورواد الأعمال والإعلام والتكنولوجيا والعلوم، أبرزهم مهاتير محمد، رئيس الوزراء الماليزي السابق، وسيلسو أموريم، وزير العلاقات الخارجية البرازيلي السابق، ومارسيل خليفة، أحد أساطير الغناء اللبنانيين، ونهاد عوض، مدير عام مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير”.
وتضم أنشطة المؤتمر فعاليات تناقش التوجهات المستقبلية في كل من السياسة والاقتصاد، وريادة الأعمال والإعلام، بالإضافة إلى التكنولوجيا والعلوم والفن والثقافة، وورش العمل والدورات التدريبية ومسابقة الشرق للمشاريع الناشئة.
وتقام على هامشه العديد من الفعاليات وورشات العمل، حول السياسة والإقتصاد والمجتمع والإعلام، والفقرات الفنية، وإدارة الأعمال، والعلوم والتكنولوجيا.
ومنتدى الشرق تأسس عام 2012، وهو مؤسسة عالمية مستقلة، تهدف إلى ترسيخ قيم التواصل والحوار والديمقراطية بين أبناء الشرق، والمساهمة في بناء مستقبل مستقر سياسياً ومزدهر اقتصادياً، عبر تنمية الوعي السياسي وتبادل الخبرات وتحديد الأولويات وتعزيز الفهم المتبادل بين المنطقة ومحيطها الدولي، بحسب ما يعرّف نفسه.
ويسعى المنتدى المسجل رسمياً في جنيف السويسرية كمؤسسة غير ربحية، إلى تحقيق أهدافه من خلال إدارة حوار عميق بين القوى السياسية والقيادات الفكرية والاجتماعية والحركات الشبابية ورجال الأعمال.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=28777