إسطنبول تحبس الأنفاس وسط دعوات لإعادة انتخاباتها المحلية

ADNAN10 أبريل 2019آخر تحديث : الأربعاء 10 أبريل 2019 - 7:35 مساءً
إسطنبول تحبس الأنفاس وسط دعوات لإعادة انتخاباتها المحلية

لا يبدو بأن نتائج الانتخابات المحلية في مدينة إسطنبول، أكبر المدن التركية ذات الثقل الاقتصادي والسياسي، تسير إلى الحسم القريب بعد النظر في الطعون المقدمة للجنة العليا للانتخابات.

معركة القانون بدأت مباشرة بعد ظهور النتائج الأولية في إسطنبول، والتي أفرزت فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، بفارق بسيط على مرشح العدالة والتنمية، بن علي يلدرم، ليفتح ذلك الأبواب أمام الطعون التي أظهرت فيما بعد خروقات وصفت بالكبيرة من قبل حزب العدالة والتنمية.

في غضون ذلك، بدأت التصريحات تشتد بين الطرفين، ليتطور الأمر تدريجياً من المطالبة بإعادة فرز الأصوات في عدد من أقضية المدينة إلى إعادة فرز الأصوات كلها، بل وصل إلى أكثر من ذلك، وتمثل في المطالبة بإعادة الانتخابات في إسطنبول بالجملة.

جولة أخرى؟

إعلان

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وخلال عودته إلى البلاد قادماً من روسيا، أشار إلى إمكانية إجراء جولة انتخابات جديدة في إسطنبول، وقال إن “مستوى الشبهات يفترض أن يقود لإلغاء الانتخابات وإعادتها”.

واعتبر الرئيس التركي أن الفوز بفارق 13 ألف صوت قليل جداً مقارنة مع 11 مليون، لكن ذلك لا يعني عدم قانونية الأمر، مشدداً على احترامه للقرار النهائي للجنة العليا للانتخابات.

ومهما كان قرار اللجنة حول نتائج الانتخابات فإن وزير الداخلية سليمان صويلو يرى أن “هذه النتيجة ستبقى مثيرة للجدل”، وأكّد على دعمه خيار إعادة الانتخابات “لحل كل الإشكاليات وإبعاد الشكوك”.

إعلان

ورغم عدم موافقتها على طلب حزب العدالة والتنمية لإعادة فرز جميع الأصوات في 31 دائرة من دوائر إسطنبول البالغ عددها 39، فإن مهمة اللجنة تبدو هذه المرة أصعب من أي وقت مضى.

فمع الطعن القانوني لحزب العدالة والتنمية على النتائج التي لا زالت قيد التدقيق، انضم الضلع الثاني في تحالف الشعب الممثل في الحركة القومية إلى المطالبة بإعادة عملية الاقتراع برمتها في إسطنبول.

إعلان

وأشار زعيم الحركة دولت باهجلي، إلى إمكانية إعادة عملية الاقتراع في إسطنبول، لطمأنة الشعب وتجنب اضطراب المجتمع، مشدداً على إن إعادة الانتخابات “تعد من مقتضيات الديمقراطية”.

وربما سيكون المؤشر على إمكانية إجراء جولة جديدة هو القرار الذي ستتخذه لجنة الانتخابات في بلدية “بيوكشيكمجي” التي طالب حزب العدالة والتنمية بإبطال كل الأصوات فيها، بسبب تلاعب في سجلات الناخبين حسب شكوى تقدم بها الحزب للجنة العليا للانتخابات والجهات الأمنية.

الحزب الجمهوري يستنفر

بدى حزب الشعب الجمهوري، في مجمل تصريحاته غير مقتنع سوى بنتيجة واحدة في إسطنبول وهي الفوز لا غير، الأمر الذي أكده زعيمه كمال قليجدارأوغلوبقوله إن “قرار اللجنة العليا للانتخابات حول مدينة إسطنبول إما سيخرج تركيا إلى النور أو إلى الفوضى”.

من ناحيته دعا مرشح الحزب في إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الرئيس التركي إلى إعلانه رئيساً للبلدية الكبرى قبل النظر في الطعون المقدمة وانتظار قرار اللجنة.

مظاهر الحفاوة التي رافقت إمام أوغلو إلى ضريح الزعيم الراحل مصطفى كمال أتاتورك، وخاصة الظهور العسكري المرافق له، والذي أعطاه صفة الرسمية قبل أوانها، طرحت أكثر من تساؤل عن مدى احترام المرشح للإعلان النهائي عن النتائج، وذلك وفقاً للانتقادات التي وجهها حزب العدالة والتنمية له، وتصريحات وزارة الدفاع التي قالت إنه زيارته قبل صدور النتائج النهائية وتسجيل اسمه بوصفه رئيساً لبلدية إسطنبول خارجة عن الذوق.

إلا أن الخيارات تبقى مفتوحة أمام حزب الشعب الجمهوري – الذي أحرز تقدماً هاماً بالنسبة له – في حال تقرر إعادة الانتخابات، والتي لمّح إليها زعيمه حين قال إن “الخروج للشارع قد يكون خياراً ممكناً”.

لماذا إسطنبول؟

رغم أن العاصمة السياسية للبلاد هي أنقرة، والتي حُسمت فيها النتيجة لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري منصور ياواش، إلا أن لإسطنبول أهمية سياسية ورمزية ثقافية وثقل انتخابي، ما يجعل الزخم حولها كبيراً دائماً.

وخصوصاً أن المدينة فيها أكبر خزان من الناخبين بواقع 10 ملايين و560 ألف و963 ناخب من أصل نحو 57 مليون ناخب، حسب اللجنة العليا للانتخابات.

وفقًا للإحصاءات الرسمية، بلغت ميزانية إسطنبول الموحدة لعام 2018 بما في ذلك الشركات التابعة لها حوالي 42.6 مليار ليرة تركية أي ما يعادل 7.5 مليار دولار.

ويعادل هذا الرقم تقريباً ميزانية وزارة الدفاع التركية البالغة حوالي 8 مليارات دولار، فيما يتجاوز ميزانية وزارات أخرى بما فيها وزارة العدل ووزارة الصحة ووزارة الخارجية.

إعلان

وتوفر البلدية، حسب رئيسها المنتهية ولايته مولود أويصال، فرص عمل لأكثر من 80.000 عامل، موزعين بين الشركات التابعة لها.

إعلان

إعلان

من ناحية أخرى، للمدينة رمزية خاصة في السياسة التركية الحديثة، حيث بدأ منها الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان مسيرته، وأدى التغيير الذي قدمه في المدينة إلى صعوده لسدة الحكم، وهو ما يفسر مقولة عن المدينة بأن “من يحكم إسطنبول يحكم تركيا”.

إعلان

المصدر: TRT عربي

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.