تعيش عديد من المدن الإيرانية منذ نحو أسبوع، على وقع احتجاجات تختلف حدتها من مدينة لأخرى، رفضًا لإجراءات التقشف ورفع الأسعار على العديد من السلع الرئيسية في موازنة 2018. حيثُ قُتل 5 أشخاص اثناء محاولتهم السيطرة على مبنى المحافظة في أصفهان، ليرتفع عدد ضحايا الاحتجاجات إلى 23 شخصًا.
وفي أول تعليق للمرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، اتهم “أعداء” بلاده، باستخدام أدوات مختلفة مثل”المال والسلاح والسياسة وأجهزة المخابرات” لإثارة مشاكل للدولة الإيرانية”. وبينما تحذر طهران المتظاهرين باستخدام الشدة معهم، لفت الانتباه لعدم وجود قائد أو أيديولوجيا في الميداين.
وكان قد أقرّ الرئيس الإيراني حسن روحاني، حق شعبه في التظاهر والنقد البناء للنظام، لكن شرط ألا تؤدي تلك الاحتجاجات إلى ” اندلاع أعمال عنف وتخريب وشعور المواطنين بالقلق والخوف حيال أمنهم”.
بدأت الاحتجاجات بدعم من المحافظين، بعد تصريحات أئمة الخامنئي حول الأحوال الاقتصادية في البلاد. لكن الأوضاع لم تجرِ كما كانوا متوقعين. ليجدوا أنفسهم أمام الكتل المعارضة المناهضة للنظام. ومع مرور الأيام تزداد المظاهرات حدّة ولم تعد تقتصر على المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية بل اتخذت طابعًا سياسيًّا، حاملين شعارات سياسية ضدّ الرئيس الإيراني روحاني والمرشد الديني الأعلى الخامنئي. وفقدت الدولة السيطرة على زمام الأمور في عدة مدن.
ما تشهده البلاد من احتجاجات لا تشبه الحركة الخضراء الإيرانية في 2009، لأنها ليس لها قائد و إيديولوجية واحدة. كل مظاهرة يخرج أفرادها للشوارع بمطالب تختلف عن الأخرى. كما لا يمكن التنبؤ لأيّ حد ممكن أن تصل ردود أفعال المتظاهرين. وعلى عكس عام 2009 لا يؤيد الإصلاحيون الاحتجاجات الأخيرة. والملفت للانتباه هو كيفية حشد المواطنين في الشوارع بآن واحد بتلك السرعة، مما يشير إلى “تدخلات خارجية”.
كما أنّ تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تشير إلى تدخل أجنبي بشكل كبير.
وكانت قد دعت وزارة الخارجية التركية إلى تغليب الحكمة للحيلولة دون تصاعد الأحداث في إيران، وتجنب التدخلات الخارجية المحرضة التي من شأنها مفاقمة الأوضاع. وأبدت الخارجية تمنياتها في أن يسود الهدوء البلاد بأسرع وقت، ويتم تغليب الحكمة، للحيلولة دون تصاعد الأحداث، وتجنب الخطابات والتدخلات الخارجية المحرضة.
المصدر: يني شفق
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=38096