خاص تركيا بالعربي
في حوار خاص أجراه موقع تركيا بالعربي مع المدرِّس والمهتم بشؤون التعليم والمعلمين في تركيا الأستاذ أحمد جميل نبهان حول واقع المعلمين السوريين العاملين في المدارس السورية المؤقتة في تركيا.
ولدى سؤالنا له حول طبيعة وماهيِّة الزيارات والاجتماعات الأخيرة والتي تجريها وزارة التربية التركية مع المعلمين السوريين في الولايات التركية ؟
كان جوابه التالي :
أوعزت الحكومة التركية وبأوامر خاصة من رئاسة الجمهورية التركية في الفترة الأخيرة من العام المنصرم وبداية العام الجاري إلى وزارة التربية التركية لتوجيه وفود وزارية لزيارة المدارس السورية المؤقتة والاجتماع بالمعلمين السوريين العاملين في المدارس السورية المؤقتة في كافة الولايات التركية وكانت البداية من ولاية إسطنبول ثم ولاية قونيا مروراً بولاية أضنة ثم ولاية غازي عنتاب
بالإضافة إلى زيارات مندوبين من منظمة اليونيسيف الدولية لأغلب المدارس السورية المؤقتة في كافة الولايات التركية
وأوضح الأستاذ نبهان لـ تركيا بالعربي:
أن الهدف من هذه الزيارات والاجتماعات هو جمع استبيانات واستقراءات واقعية واقتراحات من المعلمين السوريين لإيجاد الحلول المستقبلية المناسبة للطلاب وللمعلمين السوريين في تركيا وفقاً للأوضاع السياسية المتعلقة بالداخل السوري وعودة اللاجئين إلى المناطق الآمنة في سوريا والتي تشرف عليها الحكومة التركية ودوريات المراقبة التابعة للجيش التركي وفقاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية والبروتوكولات الخارجية والداخلية في حال الأزمات والحروب الإقليمية والدولية
وأشار الأستاذ نبهان قائلاً :
في الأمس القريب زار وفد من وزارة التربية التركية من العاصمة أنقرة مدرسة ( AŞKALELİ İBRAHIM POLAT İLKÖĞRETİM OKULU )
في ولاية إسطنبول – منطقة باغجلار
نقلاً عن الزميل المدرِّس خالد الأسعد مدرِّس في المدرسة المذكورة لتفقد أحوال الطلاب والمعلمين السوريين والأتراك وامتد الاجتماع لمدة ساعتين وتم سؤال المعلمين عن أوضاع الطلاب السوريين وتقييم مستواهم التعليمي ومدى تقبل اللغة التركية لديهم.
ونقل رئيس الوفد الوزاري للمعلمين خبر إغلاق المدارس السورية المؤقتة نهاية العام الدراسي الحالي مع احتمال إبقاء مدرسة أو مدرستين في ولاية إسطنبول وإبقاء مدرسة مخيم ولاية أضنة الكبير في منطقة ساريجام
وتوقع الأستاذ نبهان عدم إغلاق مدارس آفاد.
وقال رئيس الوفد الوزاري والذي يتكلم اللغة العربية بطلاقة بأنه متضامن مع كل طلبات المعلمين الذين طالبوا بتدريس اللغة العربية للطلاب السوريين وإشرافهم على ذلك ولو ساعات مضافة إلى المنهاج التركي كي لا ينسوا هذه اللغة كونها لغتهم الأم ولغة القرآن الكريم وفي حال عودتهم إلى بلادهم كي لا يصعب عليهم استكمال دراستهم ومناهجهم العربية.
وقال رئيس الوفد : نحن نخاطب الحكومة السورية المؤقتة للاجتماع بهم بخصوص هذا الأمر وهو أمر هام جداً وذلك تحت سقف بروتوكولات خاصة لتدريس اللغة العربية للطلاب السوريين خارج أوقات الدوام التركي الرسمي وذلك عن طريق جمعيات ومنظمات دولية خاصة من أجل الدعم المادي واللوجستي.
ومن ناحية أُخرى طالب المعلمون أيضاً بزيادة رواتبهم أسوةً بالسنوات الماضية وبالعاملين مع بقية المنظمات الدولية ضمن الأراضي التركية وكون الحد الأدنى للأجور أصبح ( 2020 ) ليرة تركية وكون الليرة التركية تهبط أمام الدولار ولا زال راتبهم ( 1600 ) ليرة تركية.
كما طالبوا بإذن عمل وضمان اجتماعي وسيغورتا وتأمين صحي وبتثبيتهم في وظائفهم وخاصةً الذين حصلوا على الجنسية التركية وإيجاد وظائف وشواغر مناسبة لهم في المدارس التركية الرسمية أو في بقية المراكز التعليمية التركية الرديفة للمدارس التركية الرسمية ومنحهم كروت المساعدات الاجتماعية الدولية لتكون عوضاً عن زيادة الراتب ريثما يتم صرف الزيادة لهم وجعل الأولوية لهم في ذلك كونهم لم يتقاضوا زيادة الراتب لهذا العام حتى اللحظة.
وطالبوا الوفد الوزاري بعدم تجاهل طلبات المعلمين وبتنفيذ رغباتهم ومتطلباتهم ومقترحاتهم وأفكارهم.
وناقش الوفد الوزاري وسجَّلَ جميع طلبات المعلمين وتم أخذها بعين الاعتبار ونقلها للعاصمة أنقرة.
وكان المعلمون السوريون في تركيا في وقت سابق قد رفعوا كتاب يناشدون فيه رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان بزيادة رواتبهم كون المعيشة أصبحت صعبة وبدأ الكثير من المعلمين باللجوء إلى عمل آخر لتغطية مصاريف الحياة المعيشية الصعبة.
وقال الأستاذ نبهان في الختام لـ تركيا بالعربي : هذا ومازال مصير الطلاب والمعلمين السوريين في تركيا مجهولاً حتى اللحظة وعزا ذلك لعدة أسباب منها :
– ضبابية الوضع السياسي في المنطقة بما يتعلق بالداخل السوري والثورة السورية .
– عدم وجود جهة رسمية تمثل المعلمين السوريين وتتحدث بلسان واحد وصوت واحد .
– قرارات الوزارة التركية المتقلبة آنياً بسبب الظروف والنزاعات والخلافات الإقليمية وبسبب الظروف الحرجة والحساسة التي تمر بها تركيا والمنطقة بشكل عام .
– الصراعات الدولية في الداخل السوري الأمر الذي يجعل عودة السوريين أو بقائهم في دول اللجوء مجهول الزمان والمكان .
– عدم اهتمام المنظمات الدولية باللاجئين السوريين وجعلهم مادة إعلانية لجني الأموال والأرباح وجمع التبرعات فقط .
وختم حواره بجملتين اثنتين :
– ( العَاْلَمُ ليسَ جمعيةً خيرية…العَاْلَمُ مُسْتَعْمِرٌ باسم الخيرية )
– ( شكراً لتركيا التي حاربت كل العَاْلَم من أجلنا ) .
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=93257