تبادلت الأحزاب التركية فيما بينها الاتهامات باستغلال الدين في السياسة، وخصوصا بعد التصريحات التي أدلى بها مرشحو الأحزاب المعارضة، والتي تخللتها رسائل دينية، فسّرت على أنّها محاولة لاستمالة الفئة المحافظة من المجتمع.
اتسم المسار السياسي الذي انتهجه حزب العدالة والتنمية منذ توليه السلطة عام 2002 بالطابع الإسلامي المعتدل، ولا سيّما أنّ مؤسس الحزب (رجب طيب أردوغان) هو أحد تلامذة الزعيم الإسلامي الراحل (نجم الدين أربكان).
الأحزاب السياسية التركية المعارضة اتّهمت على مدار السنوات الـ 16 الماضية حزب العدالة والتنمية ومؤسسه أردوغان باستغلال الدين في السياسة، مدّعين أنّ أردوغان يلعب على وتر الدين لاستمالة الفئة المحافظة من المجتمع التركي لصالحه بعدف تنفيذ أجندته الخاصة.
وكل من يراقب خطابات العدالة والتنمية بإمكانه أن يلاحظ الصبغة الدينية التي لا تفتأ تظهر في تصريحات أردوغان وغيره من المسؤولين، وخصوصا لدى استشهادهم بأحاديث نبوية تارة، وآيات قرآنية تارة أخرى، منها على سبيل المثال الآية: (استقم كما أمرت)، والآية: (إنّما المؤمنون إخوة)، وغيرهما الكثير.
اللافت للانتباه أنّ الأحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه الزعيم الراحل (أتاتورك) -والتي اتهمّت على مدى السنوات السابقة حزب العدالة والتنمية باستغلال الدين في السياسة- بدأت مع إعلان الحكومة التركية عن الذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكرة، بانتهاج سياسة دعائية تعتمد في ترويجها على اللعب على وتر الدين أيضا، حيث سارعت وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلى التركيز على أنّ مرشح الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية (محرّم إنجه) ينحدر من عائلة محافظة.
النبرة الدينية في تصريحات المعارضة
زعيمة حزب الصالح (مرال أكشينر) أشارت في وقت سابق خلال لقاء تلفزيوني إلى أنها منذ السابع من عمرها وهي تحرص على إقامة الصلوات الخمسة المفروضة، قائلة: لدي أخطاء كثيرة، ولكني أحرص على الدوام على إقامة صلواتي، وتعلّمت من والدتي ما يلي: لا تأكل الحرام، ولا تكذب، صلّ خمسا لتنفُد برأسك”.
وكذلك تحرص الزعيمة السياسة في كلّ يوم جمعة النشر على حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تغريدات تهنّئ المسلمين فيها بجمعتهم المباركة.
منذ أن كان عمري 15 عاما وأنا أصلي الجمعة
مرشح حزب الشعب الجمهوري، الحزب اليساري الأبرز في تركيا (محرم إنجه) ظهر في حوار مع صحيفة حرييت، لفت خلاله إلى أنّه لم يفوّت منذ أن كان في الـ 15 عشر من عمرة صلاة الجمعة، قائلا: “حدث خلال لقاء في كركلار إيلي أمر أزعجني إلى حدّ كبير، حيث كانت ساحة الخطاب جنبا إلى جنب مع مسجد تاريخي، بعد انتهاء الخطاب صعدنا لنتوضّأ، وذهبنا بعدها إلى المسجد لتأدية صلاة الجمعة، حينها جاء أحدهم وهمس في أذني ما يلي: (نحن من حزب العدالة والتنمية، وكنا تراهنا بالأمس بأنّك لن تصلّي الجمعة، ولا سيّما أن وقت الصلاة سيصادف وقت عقدك للاجتماع إلى الناس، ولكن خسرنا الرهان، هذا ما قالوه لي، ولكن في المقابل أريد أن أقول، أنني لم أذهب إلى صلاة الجمعة لغاية ما، فأنا منذ أن كنت في الـ 15 من عمري أذهب إلى تأدية الجمعة”.
وتابع إنجه في حواره موضحا أنّه يؤمن بمبادئ وعقائد خاصة به، قائلا: “الجميع يعلم أنّ لدي عقائد أؤمن بها، على سبيل المثال لا أخرج إلى الشارع من دون وضوء، ولا أخرج إلى أي اجتماع من دون أن أقرأ آية الكرسي”.
انتقادات لإنجه عقب تصريحه
عقب نشر موقع سبوتنيك تصريح إنجه المقتبس من الحوار على حساب تويتر الخاص به، انهال سيل من الانتقادات التي طالت إنجه، كان أبرزها: تغريدة (تركواز): يظن إنجه أنّ جميع من يصوت للعدالة والتنمية يتحرّك من منظور ديني فقط، ولذلك يلجأ هو نفسه لمثل هذه التصريحات، فإلى جانب الدين يلزم إبراز المواقف الوطنية، فالدين لا يكفي، فأين الوعود فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب؟ أتساءل هل يا ترى سيحارب إنجه الإرهابيين وسيطردهم بقراءة آية الكرسي؟”.
أورينت
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=56296