الاعلام و المجتمع .. بقلم أحمد دقو

Amani Kellawi22 ديسمبر 2018آخر تحديث :
الاعلام و المجتمع .. بقلم أحمد دقو

خاص تركيا بالعربي / أحمد دقو

سؤلت من احد اصدقائي ، لماذا لا تكتب عن الاخبار اليومية المهمة او المتابعة من قبل المجتمع من احداث يومية مواكبة لمتطلبات الانسان الحياتية ، فانت في النهاية كاتب و اعلامي ، وهذه الامور تهم الناس بشكل عام ????!!!!

فاجبته اصبت في ما قلت ، فالاخبار اليومية هي العامود الفقري و اللبنة الاساسية للاعلام دون شك و كما عُرف الاعلام سابقا (( إن الوظيفة الاخبارية للصحافة تتصل بأهم الغرائز البشرية و إظهار صفة الانسان الاجتماعي من حب استطلاع لمعرفة الانباء و الاطمئنان على البيئة داخليا و خارجيا )) .ٰ

ولكن دعنا ننظر للقضية من زاوية اخرى ، فالمواطن العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص مُورس عليه الاضطهاد الفكري من الحكومات الديكتاتورية لفترة ليست بقليله ، فالنظر و التخطيط المستقبلي السياسي لديه اصبح شبه معدوم ، واصبحت الاخبار اليومية المتداولة هي محور الحياة بالنسبة له .

إعلان

بمعنى اخر عدم قدرة المواطن التفريق بين الدائم و المؤقت ، وفقدان الامل بالغد لاعتقاده ( لا غد ) .

فالحراك الثوري الذي اجتاح الوطن العربي وعدم وجود القيادة الثورية المحركة له ، ((ففي النهاية هو حراك شعبي )) ، ادى الى خلق شيئ من ردت الفعل الغير منظمة ، المترافقة للتطور في الاتصالات و مواقع التواصل الاجتماعي ، طفرة يخُشى على المجتمع منها وهذا ما حصل .
فتدفق المعلومات من افكار و آراء و احداث عن طريق عدد من الجهات المتفاوت انضباطها و ولائها ، ادى الى تشويش الافكار لدى عدد كبير من الجماهير .

لا ننسى المواطن هو نفسه ، ففي كثير من الاحيان يتحول من متلقي الى ناقل للخبر فمصطلح ( المواطن الصحفي ) هو التعبير الوحيد الذي يطلق على المواطن في هذه الفترة ، ولنأخذ بعين الاعتبار عدم قدرته على التأكد من صحة الخبر من عدمه في اوقات كثيرة ، او كيفية استيعابه للخبر او حتى عن طريقة نشر الخبر ، و بالطبع هذا لا يعيب المواطن ، فهو بالنهاية غير مختص .

إعلان

فضخ المعلومات الغير متجانسة ذا عدة توجهات ادت الى فقدان المواطن للمنهجية الفكرية السليمة المرافق للشتات و الضياع الذي يمر فيه من تشرد و تهجير و لجوء لعدد من الدول الغير مترابطة فكريا واجتماعيا و حتى اخلاقيا مع عاداتنا و تقاليدنا ، مما سمح لكثير من التيارات و الحركات الغير سوية ، لفرض أجندتها في الشارع و إيجاد الاذن الصاغية ، مهما كانت متطرفة او غير متجانسة .

لذلك ارى ان الاعلام لا بد ان يكون لديه دور اخر غير الاخبار والاحداث المتداولة ، فالتوجيه و التصحيح و فتح آفاق جديدة للمواطن و إرشاده الى الطريق السليم هو ايضا من سمات الاعلام ، فتوضيح فكرة ما ، او تسليط الضوء على الاحداث و الازمات و تعرية الاجندات الغير سوية ، و فتح باب الحوار الهادف من اجل كشف و من ثم ردم النقاط الخلافية من سمات الاعلام ، و التحليل والدراسات و الحوارات من اجل ايصال بعض النقاط الغير واضحة و توضيحها للمواطن هي من مهام الاعلام ، و الطروحات السياسية و تعريف المسميات هي من اساس الاعلام.

إعلان

فالإعلام السليم هو العنصر الاساسي في بناء مجتمع سليم .

هوامش
1 ٰ فن الخبر الصحفي (تاليف الدكتور عبد الجواد سعيد ) ص32

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.