البقلاوة التركية.. من حلب إلى غازي عنتاب فموائد العالم

زياد شاهين
المطبخ التركيعادات وتقاليد تركية
زياد شاهين22 يوليو 2018آخر تحديث : الأحد 22 يوليو 2018 - 8:06 مساءً
البقلاوة التركية.. من حلب إلى غازي عنتاب فموائد العالم

كخلية نحل متكاملة الوظائف، يعمل نحو 100 شخص في مصنع “قره كوي غولّو أوغلو” الشهير بإسطنبول؛ لإخراج حلوى البقلاوة صاحبة الانتشار الأبرز في تركيا.

فالبقلاوة التركية انتشرت بمذاقها اللذيذ المقرمش، والذي نجح في جذب السياح والزائرين قبل المواطنين الأتراك الذين يعتبرونها حلواهم المفضلة.

والبقلاوة حاضرة في طقوس احتفالات الأتراك ومناسباتهم، حتى أنها تُقّدم كهدايا، ويتم دعوة الأصدقاء لتناولها في المطاعم فيما بينهم.

وليس غريبا أن يحمل زائر تركيا كميات منها إلى بلده، حيث يراها هدية قيّمة يمكن أن تقدّم لأصحابه وأقاربه.

ورغم قِدم البقلاوة التي تزيّنت بها موائد السلاطين العثمانيين، فإنها لم تكن معروفة شعبيا بالشكل الذي هي عليه اليوم.

وفي بدايات القرن التاسع عشر، استطاع المواطن التركي محمد غولّو، نقل هذا النوع من الحلوى من مدينة حلب السورية، إلى غازي عنتاب جنوبي تركيا، ومنها إلى عموم البلاد فالعالم.

بقلاوة “قره كوي غولّو أوغلو” تعتبر الأشهر والأشهى في تركيا حاليا، ومصنعها هو الأول من نوعه في العالم، والذي يديره “نادر غولّو أوغلو”، من الجيل الخامس للعائلة.

الأناضول زارت مصنع العائلة الشهير وتابعت مراحل طريقة صنع البقلاوة.

ويعمل في المصنع نحو مائة شخص، تظهر عليهم علامات الحرص الشديد على النظافة والجودة والقيمة الصحية للمنتج.

وبعملية متقنة، يفرش هؤلاء رقائق العجين الخاصة بالبقلاوة، والتي تخضع لفحص جيد قبل وضعها في الصواني وحشوها.

وقبيل وضعها في أفران خاصة، يتم تقطيعها ثم يضاف إليها القطر (الماء المسبّك مع السكر)، فتصبح جاهزة للأكل والبيع.

وفي حديثه للأناضول، يقول “غولّو أوغلو”، إنه “يتابع مسيرة (مراحل) صنع البقلاوة التي ورثها عن أجداده في قره كوي بإسطنبول”.

ويضيف أنّ “صنع البقلاوة فن حقيقي، ونحن نحافظ عليه. نصنع نحو عشرين صنفاً مختلفاً، كلها مناسبة حتى لمرضى السكر والقلب”.

وبحسب نادر، فإنه يحضر لشرائها كثير من السائحين العرب والأجانب، “وهذا شيء يُسعدني حقاً”.

ويتابع: “وُلد جدّي في إسطنبول، وخلال رحلته إلى مكة المكرمة (في السعودية)، مرّ بمدينة حلب (السورية)، فشاهد البقلاوة هناك”.

“أُعجب جدّي بشكلها ومذاقها، فنقلها إلى غازي عنتاب وبدأنا بصنعها إلى هذا اليوم”، يقول نادر.

ويستطرد: “انتقل والدي إلى محلّنا في قرة كوي بإسطنبول. واليوم أنا في الجيل الخامس (للعائلة) وأواصل عملي منذ 45 عاما”.

وبعد وفاة الحاج “محمد غولّو” الذي كان معروفاً بأول بائع للبقلاوة في تركيا، استكملت زوجته “غولو” صنع الحلوى في البيت، وإرسالها إلى أبنائها للبيع في السوق، وهذا سبب تسميتها بـ”غولو أوغلو” (أبناء غولو).

وعام 1949 افتتح مصطفى غولو، حفيد الحاج محمد، أول محل لبيع البقلاوة في منطقة قره كوي بإسطنبول، ومنذ ذلك الحين يعمل هذا المحل المعروف بنفس الاسم.

ويتميّز المتجر بتنوّع حلوياته، ويعرض للزّبائن تشكيلة واسعة من الحلويات المحلّيّة التّركيّة والشّرقيّة، ويتخصّص بصناعة البقلاوة.

ويقدّم أنواعاً عديدة كالبقلاوة السّادة، والبقلاوة بالفستق، أو بالجوز، أو بالتّمر، والبقلاوة بالشّوكولاتة، والبورمة، وحلويات أخرى، فضلا عن الفطائر الشّهيّة المحشوّة بالجبنة والسّبانخ والزّيتون واللّحمة المفرومة.

وتاريخيا، كانت طريقة صُنع البقلاوة مدوّنة في مطبخ قصر “توب كابي” الذي كان يقطن فيه آنذاك السلطان محمد الفاتح عام 1473م، حيث كانت تُقدّم في الحفلات والمناسبات في كل ولايات الدولة العثمانية.

وبعد سنوات جعلت طبقات الببقلاوة أكثر رقّة وتم وضع الفستق بكمية أكبر بين طبقاتها، ما يدُل على رقّتها الشديدة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.