تركيا بالعربي / م. خالد عماد عبد الرحمن
لاشك أن الإنسان كثيرا ما يصاب بالفتور والكسل والخمول ويمر بفترات يضجر من وضعه أو عمله وقد يصل إلى اليأس والإحباط في أمور كثيرة ومواقف عديدة فما العمل وكيف يتخطى تلك اللحظات المظلمة البائسة في حياته ؟؟
ان تلك المقدمة تدفعنا وبكل تأكيد لمعاودة شحن الهمم وإرجاع الثقة بالنفس ولو فقدت لبعض الوقت وهذا يتطلب تحفيز النفس على مواصلة الدرب و عدم الاستسلام للواقع مهما كان مريرا وفي هذا الإطار فهناك نوعان من التحفيز هما :
التحفيز الخارجي : وهذا التحفيز يتم من جهة خارجية كالأصدقاء والعائلة والمقربون فما أن تقع في شده حتى تجدهم بجانبك يؤازرونك ويرفعون من همتك سواء أكان معنويا أو ماديا الا أن هذا التحفيز هلى أهميته فهو ينحصر بمرور الوقت ويخفت شيئا فشيئا ولذلك فأنت بحاجة الى تحفيز من الداخل .
التحفيز الداخلي : وينبع من النفس من أهدافك التي آمنت بها ومن طموحك وأمانيك التي ترغب في تحقيقها فما تلبث الا أن تشتعل فيك طاقة داخلية كامنة محركة تستطيع بها ومن خلالها التغلب على العقبات ومواجهة التحديات ومن وسائل شحذ الهمم والدوافع تنمية الدافع الداخلي هو تصور ثمرة النجاح وثمرة التفوق وأن تعيشه في أحلامك وواقعك , حاضرك ومستقبلك وعليك بتفريغ عقلك وذاكرتك من الأفكار السلبية ومن طرق التفريغ التأمل والتقرب الى الله بالعبادة والمناجاة والدعاء ولا مانع من الحديث مع المقربين عن مشاكلك لتفريغ الكبت والاحاسيس السلبية ويا حبذا لو خرجت في رحلة مع نفسك الى المتيسر من الطبيعة ولو كانت بسيطة وصغيرة في المساحة بشرط الهدوء وتوفر جو من الراحة والطمأنينة وأنصحك بأن تغلق هاتفك المحمول في تلك الفترة وتختار مكانا مريحا لتجلس فيه وتتأمل بديع صنع الباري وتتعانق مع الطبيعة وتستمتع بجمالها وأنت تستحضر بعض الذكريات السعيدة في حياتك كيوم تخرجك أو زواجك أو أيام من طفولتك …الخ
– إذا كنت عافا لرائحة طعام , ولا تهفو إليه , ولا يروق لعينيك ولا تتقبله , فهل تأكله ؟؟ وان فعلت أفلا يكون على مضض ؟؟ إن كنت لا تحب السفر في البحر , وتخاف من ركوب السفن , وتصاب بدوار البحر وإعياء شديد فهل تسافر بحرا ؟؟ إن كنت لا تحب تخصصا ما , بل ولا تجد نفسك فيه ؟؟ ولا تهوى القراءة في مجالاته وفروعه , فهل ستلتحق بهذا التخصص وان التحقت به فهل ستكمل على ما يرام أم ستكون متعثرا وبطيئا وربما تفشل فيه ؟؟ إن كنت كارها لمهنة ما , لا تجيد العمل بها ولا تستمع بوقتها بل وتكره أدواتها ومعداتها فهل ستجبر نفسك لتتعلمها وان فعلت هل ستبدع فيها ؟؟ هل يمكن أن تركب السيارة وتذهب لمكان لا حاجة لك فيه؟؟ هل من الممكن ان تفعل أي شيء بدون دافعية أو حافز أو حاجة لذلك ؟؟ ان لم لديك الحافز للقيام بأي عمل فلا تفعله , إن لم يكن لديك رغبة ودافعية للقيام بعمل ما فلا تقوم به ؟؟ إذن فالحافز يقف وراء كل عمل ونجاح , فمن يمتلك الحافز تجده يشحذ كل طاقاته ويركز كل قدراته ويستغل كل مهاراته فيحقق كل عمل يصبو إليه لأنه امتلك الحافز فالحافز هنا بمثابة الطاقة بل قل طاقة النجاح الأولى , فالحافز هو عجلة النجاح لا تدور إلا به وكما قال البرت انشتاين ” إن الحافز لأعمالي العلمية هو توقٌ لا يقاوَم من أجل فهم أسرار الطبيعة, وليس بسبب أي شعور آخر ” فالتوق هنا دافع والدافع حافز لا يقاوم ونجاح لا يتوقف , فلكل عمل فتش عن الحافز , اصنعه ان لم تجده , لابد أن يكون هناك دافعا لك كي تسير وتنجح تتفوق وتبدع , فان فتشت في ذاتك وداخلك ومحيطك وظروفك وبيئتك ومن حولك فلم تجد الحافز المعنوي أو المادي أو أي نوع من الحافز ولم تعثر عليه فلا تضيع وقتك وتهدر جهدك في عمل أنت تسير به بلا دافع أو حافز .
– هناك معادلة تقيس مدى الأداء باعتبار الأداء مقدار حاصل ضرب القدرة في الدافعية أي أن :
الأداء = ( القدرة * الدافعية ) , ولو تأملنا تلك المعادلة فإننا نجد أن الأداء قد يساوي صفرا في حالتين إما أن تكون القدرة صفرا وإما أن تكون الدافعية صفرا , فان كانت قدرة الموظف صفرا عززنا من قدراته وطورنا من مهاراته بالتدريب والتأهيل و لكن ماذا لو كانت الدافعية صفرا أي أن الحافز لديه معدوم فهنا لابد وان نوفر له الحافز وهو بدوره يصنع حافزا لنفسه أيضا فمهما كانت الحوافز الخارجية فلن تستمر وتثمر إلا إن سلكت طريقا للتحفيز الداخلي فالحافز الخارجي يشتعل لفترة ثم يخبو , أما ان ارتبط بتحفيز من ذات الشخص وداخله فانه يمتد بلا حدود ويستمر كالنهر الجاري ويبقى شعلة لا تنطفئ وخلاصة القول , لا إنتاج بدون حافز مطلقا .
– واختم بقول ريتشارد برانسون ” أكبر حافز بالنسبة لي هو أن أتحدّى نفسي دائماً. أنا أعتبر الحياة مدرسة، ففي كلّ يومٍ أتعلّم درساً جديداً ”
م . خالد عماد عبد الرحمن
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=28106