قال الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الثلاثاء، إن جيش بلاده صادر عربات ومدرعات مصرية كانت بحوزة مسلحين خلال المعارك الأخيرة في إقليم دارفور، غربي البلاد.
ولم يتسن الحصول على رد فوري من السلطات المصرية بشأن تصريحات البشير هذه، لكن القاهرة دائما ما تؤكد على الروابط التاريخية والعلاقات الوثيقة التي تجمع بين مصر والسودان.
وأوضح البشير، في خطابه أمام احتفال بقدامى المحاربين في مقر وزارة الدفاع السودانية بالخرطوم، أن “القوات المسلحة استلمت عربات ومدرعات للأسف مصرية”.
وأضاف: “المصريين حاربنا معهم منذ 1967، وظللنا نحارب (ضد المتمردين) لمدة 20 سنة ولم يدعمونا بطلقة، والذخائر التي اشتريناها منهم كانت فاسدة”.
إعلان
ووفق موقع وزارة الدفاع السودانية، أرسلت الخرطوم كتيبة مشاه لمساندة مصر خلال حرب 5 يونيو/حزيران 1967 في مواجهة إسرائيل، وتمركزت في شرق قناة السويس (شمال شرقي مصر)، وبقيت تلك القوة في المنطقة، والتي تم دعمها لاحقا وتحولت إلى لواء باسم “لواء النصر”، قبل أن تعود إلى السودان في أغسطس/آب 1972.
وتابع البشير في تصريحاته اليوم: “المصريين لم يدعمونا بحجة أنها شؤون داخلية بكل أسف”.
وأشار إلى أن “القوات المسلحة السودانية ظلت الدرع الحصين لأهل السودان جميعاً”.
إعلان
واستطرد: “الدول من حولنا تنهار والجيوش تنهار، لكن القوات المسلحة رغم الكيد والتآمر ظلت صامدة”.
إعلان
واعتبر أن الجيش السوداني حقق “انتصاراً مدهشاً، وخلال يومين دحر مؤامرة كبيرة للمتمردين الذين دخلوا (إلى إقليم دارفور مؤخراً) عبر محورين من ليبيا وجنوب السودان”.
وقال: “الجيش دمر 59 عربة من جملة 64 دخلت من محور دولة جنوب السودان”.
كان الجيش السوداني أعلن، السبت الماضي، أنه يخوض معارك مسلحة مع “قوات مرتزقة” “دخلت الإقليم من حدود ليبيا وجنوب السودان في وقت متزامن”.
في المقابل، اتهمت حركة “تحرير السودان” المتمردة، بقيادة “مني أركو مناوي”، الحكومة السودانية بـ”خرق” إعلان وقف إطلاق النار في دارفور، وشنها هجوما في مناطق سيطرة الحركة.
وأقرت الحكومة السودانية، في يناير/كانون ثان الماضي، تمديد وقف إطلاق النار في دارفور، لمدة ستة أشهر لتهيئة المناخ للسلام.
ومنذ العام 2003، تقاتل ثلاث حركات مسلحة رئيسية في دارفور ضد الحكومة السودانية، هي “العدل والمساواة” بزعامة جبريل إبراهيم، و”جيش تحرير السودان” بزعامة مني مناوي (أعلنتا في وقت سابق من مايو/أيار الجاري وقف العدائيات لمدة 6 أشهر)، و”تحرير السودان”، التي يقودها عبد الواحد نور.
وخلفت الحرب في الإقليم 300 ألف قتيل، وشردت نحو مليونين و500 ألف شخص، وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، لكن الحكومة ترفض هذه الأرقام، وتقول إن عدد القتلى لا يتجاوز 10 آلاف في الإقليم، الذي يقطنه نحو 7 ملايين نسمة.
وفي الفترة الأخيرة، تشهد العلاقات بين مصر والسودان توترا ومشاحنات؛ بسب قضايا خلافية، أبرزها النزاع الحدودي على مثلث “حلايب وشيلاتين”، وموقف الخرطوم الداعم لسد النهضة الإثيوبي، وقيام السودان، في 6 أبريل/ نيسان الجاري، بفرض تأشيرة دخول للأراضي السودانية على الذكور المصريين القادمين إليها من سن 18 وحتى 50 عاما.