وزعت الحكومة التركية مساحات من الأراضي الزراعية الجاهزة في بلدة يايلداغ على عدد من اللاجئين السورين، كانت قد نظمت لهم دورة زراعية بتمويل من الاتحاد الأوروبي في إطار المساعدات المقدمة للمشاريع الإنتاجية.
دورة تدريبية
استلم “أبو عدنان” قطعة من الأرض بمساحة تعادل 3500 متر مربع في بلدة يايلداغ القرية من الحدود التركية في ريف اللاذقية، بالإضافة إلى عدد تجاوز الـ “20” من اللاجئين السورين الذين يقطنون البلدة.
وبحسب موقع اقتصاد فقد قال “أبو عدنان” وهو أحد المستفيدين من هذه المنحة الخطوات التي نظمتها الحكومة التركية بالتعاون مع منظمة غير حكومية، تتلقى تمويلها من الاتحاد الأوروبي لتخفيف الأعباء عن السوريين، ومساعدتهم على إيجاد فرص عمل ودخولهم في مجال الإنتاج، والاعتماد على الذات لتأمين متطلباتهم الحياتية.
وقال: “خضعنا لدورة خاصة بزراعة نبات الفريز، تتضمن كافة المراحل، وتبدأ من تسوية الأرض وصولاً إلى زرع الشتول ونموها ومعالجتها من الأمراض، وطريقة حمايتها من العوامل الجوية بتغطيتها بالنايلون، حتى بدء إنتاجها”.
التوزيع بالقرعة
وأضاف أبو عدنان: “بعد انتهاء الدورة التدريبية، جرت قرعة بين كل المشاركين بها لاستلام أراض غير جاهزة للزراعة، وبنتيجة القرعة حصل عشرون شخصاً من المشاركين على فرصة للاستلام”.
وأكمل: “توجه الذين فازوا بالقرعة مع المشرفين على الدورة وبإشراف مهندسين زراعيين إلى قطعة أرض مستأجرة من قبل المنظمة القائمة على المشروع، وباشرنا بالعمل في الأرض لتسويتها وتهيئتها للزراعة على شكل مساكب (مسطبات)، زودتنا المنظمة بكافة الأدوات اللازمة لذلك، وباشرنا العمل بشكل جماعي قبل تقسيمها إلى قطع وتوزيعها علينا، وخلال العمل اعتذر عدد من الذين استفادوا من القرعة نتيجة لظروف خاصة بهم، وتم استبدالهم بمجموعة أخرى من الذين خضعوا للدورة التدريبية النظرية”.
وتابع: “بعد الانتهاء من تسوية الأرض تم تقسيمها بيننا بالتساوي، واستلم كل فرد منا حصته، وبإشراف المهندسين الزراعيين تم تسليمنا شتول الفريز، وزرعناها تحت إشرافهم وقمنا بتغطيتها حسب الإرشادات الزراعية بأغطية النايلون لحمايتها وزيادة سرعة نموها بعد تسميدها وتنظيم سقايتها بواسطة شبكة ري بالتنقيط”.
تعويض ومشاركة
أكد المشرف على المشروع لـ “اقتصاد” أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي الحكومة التركية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لتخفيف الأعباء عن السوريين، وتمكينهم من الاعتماد على النفس وتحويلهم من مستهلكين إلى منتجين.
وأوضح المشرف أنه سيتم تعويض السوريين المستفيدين من الأرض عن الوقت الذي قضوه خلال الدورة وحتى بدء الإنتاج بمبالغ مالية، قد تكون زهيدة مقارنة بالجهد الذي بذلوه، وستقوم المنظمة باستلام إنتاجهم وتسويقه على نفقتها الخاصة، مقابل الحصول على جزء من الإنتاج في العام الأول، سوف يتم تحديده لاحقاً حسب نجاح المشروع والكميات المنتجة، وذلك تعويضاً عن الأدوية الزراعية والأسمدة وأدوات الزراعة المقدمة للمزارعين.
وتابع: “أما في الأعوام المقبلة فسيكون كامل الإنتاج من نصيب المزارعين ولكن بدون التعويض الذي سوف يحصلون عليه في العام الأول، وسيكون عبء الإنتاج والأدوية الزراعية والأسمدة عليهم، وتحت إشراف المنظمة والحكومة التركية، وذلك بغية تحميلهم كامل المسؤولية بعد نجاحهم في العام الأول وإتقانهم العمل بزراعة وإنتاج الفريز”.
وحسب رأي المهندس الزراعي السوري “محمد – ن” فإن دونم الفريز الواحد قد يتمكن من إنتاج ما بين “3 و8” طن سنوياً حسب الاعتناء به وصلاحية الأرض للزراعة وإتقان العمل، وهذا الناتج قد لا يكفي الأسرة السورية، ولكنه سيساعد إلى حد كبير في تغطية قسم لا بأس به من حاجتها، وهي بالتأكيد تحتاج إلى مصدر آخر للدخل لعدم كفاية المساحة الموزعة.
واعتبر المهندس محمد أن هذه الخطوة إيجابية، قد تفتح في حال النجاح فرصاً جديدة للعمل وأفقاً لمشاريع لاحقة، ولكن هناك أمر سلبي وهو تحديد مدة المشروع بعدة سنوات سيتم تسليم الأرض بعدها.
المصدر: موقع اقتصاد
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=30916
