إسطنبول، المدينة التي سحرت كل من مرّ فيها، وتغنى بها الشعراء والأدباء، وتهاوت أمام جدرانها أعتى الجيوش، إسطنبول بأحيائها الفارهة وأزقتها الضيقة ومقاهيها المزدانة بأعلام أندية كرة القدم، مازالت حية في مخيلة 50 ألفا من الروم الإسطنبوليين، قاطنو اليونان.
ينقلنا متين موطان نائب المدير العام رئيس تحرير وكالة الأناضول، في لقاء جمعه مع ثلة من أشهر الصحفيين الروم الإسطنبوليين المقيمين في العاصمة اليونانية أثينا، إلى عالم آخر من النوستالجيا (الحنين إلى الماضي) يعيشه هؤلاء مع مدينتهم القديمة إسطنبول. وذلك في أقدم مطاعم المدينة، وهم ستيليو بيربيراكيس، ويورغو قيرباكي ومانوليس كوستيدس.
وأكد الصحفيون على أنهم ولدوا في إسطنبول، ثم اضطروا للانتقال إلى اليونان، قبل عقود قليلة، وأنهم مازالوا يحملون الجنسية التركية.
وقال ستيليو بيربيراكيس: “في تاريخ 90 عاما من عمر الجمهورية التركية، بعد أتاتورك لم يساوِ أحد الروم بمستوى المواطنين الأتراك إلا أردوغان”
وأضاف:” نشعر الآن بأننا مواطنون، وثمة شيء منسي، هو أن السبب في ذلك هو رئيس وزراء تركيا أردوغان (سابقا).
وأشار إلى أن الروم على الرغم من تكلمهم مع اليونانيين اللغة نفسها واعتناقهم لنفس الدين إلا أنهم يشعرون بأنهم أجانب في اليونان.
ويروي بيربيراكيس في حديثه جملة سمعها من رؤساء جمعيات للروم في اليونان عندما كانوا يتهامسون بينهم، أثناء زيارة أردوغان لأثينا عندما كان رئيسا للوزراء قولهم : “لو كان في زماننا رئيس وزراء مثل هذا ما كنا أتينا إلى هنا”.
أما يورغو قيرباكي، فبدأ حديثه متسائلا:”هل يوجد رئيس وزراء سابق تطرق لأحداث 6 و7 سبتمبر/ أيلول 1955، لا يوجد سوى أردوغان، الذي قال “ارتكب خطأ بإرسال الروم – الى اليونان-” وقال ذلك مرارا.
وأعرب كوستيدس عن امتنانه للاهتمام الذي توليه تركيا للروم في اليونان، قائلا:اليونان أحيانا يفهمون الأمور خطأ في بعض الأحيان، أقول لهم دائما، إن الجمهورية التركية ترعانا أكثر مما تتم الرعاية بدبب الباندا. نحن مجتمع انقرض”
وأكد قرباكي أنه مازال إلى الآن من مشجعي نادي فنر بخشة الإسطنبولي، ويتابع الدوري التركي أكثر من اليوناني.
تجدر الإشارة إلى أن أحداث شغب وقعت في 6-7 سبتمبر 1955 في إسطنبول، طالت الأقلية الرومية، ناجمة عن ردة فعل إثر ادعاءات تفيد بالاعتداء بقنبلة على منزل أتاتورك في مسقط رأسه بمنطقة سلانيك اليونانية.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=71292