استلم بشار الأسد الحكم في سورية بعد وفاة والده حافظ الأسد بترتيب من الحرس القديم الذي نفذ وصية والده فجرى تغيير الدستور السوري في دقائق معدودة في مجلس الدمى، عفوا قصدت مجلس الشعب، وتم اختيار الأسد بعدها رئيسا للجمهورية العربية السورية.
بعد عدة سنوات أزاح بشار الأسد الحرس القديم الذي أوصله إلى السلطة وحاول بث إشاعات أمل للمواطنين السوريين بأنه رجل متعلم وطبيب رحيم درس في الغرب ورأى جمال الديموقراطية وعاش الحرية وفهم معانيها، وأنه شاب طموح متواضع يريد أن يغير وجه سورية.
إلا أن المتابع للأحداث يعرف أن كل هذا لم يكن إلا فقاعات تمويه للشعب السوري. على العكس من ذلك، تحالف الأسد مع إيران وأعطاها المجال كله لتغيير ثقافة الشعب السوري وسمح لها بافتتاح المراكز الثقافية في كل مدينة سورية تقريبا، بل وفي بعض القرى، لتزرع مثقفيها وأيدولوجيتها في المجتمع. سار الأسد على نهج أبيه الدكتاتوري فاعتقل المثقفين والمعارضين واستخدم كل أنواع التعذيب في معتقلاته، فكان يعتقل كل من له هوى ديموقراطي أو تعددي. اعتقل رياض سيف وكمال اللبواني وغيرهما الكثير. وسار على ذات النهج الطائفي الخفي المغلف بالعلمانية، فكان يمكن طائفته ويزرع الفتنة بين الطوائف الأخرى. ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما كان يقوم به من تأليب أبناء الطائفة الدرزية الكريمة على جيرانهم في درعا والعكس عبر أذرعه وأجهزة استخباراته.
وبعد إحدى عشرة سنة من حكمه الاستبدادي انطلقت التحركات الشعبية المطالبة بالإصلاح وتغيير الوضع الحالي فقابلها بالرصاص والمعتقلات والحلول الأمنية وبدأ يقتل شعبه ليحافظ على حكمه وكرسيه ودفع كل ثمن ممكن ليبقى على سدة الحكم في سورية. حرك الجيش واقتحم المدن وقصفها بالطائرات واستهدف الأحياء المدنية بالقنابل والبراميل المتفجرة، وهو اختراع رخيص الثمن ولكن يسبب خسائر ضخمة للغاية وكان يرميها فوق رؤوس المدنيين العزل وفي قلب الأحياء السكنية.
قيصر، البطل الذي كان يعمل في سجون النظام واستخدمه بشار الأسد وأجهزته الأمنية لتصوير ضحايا التعذيب، خاطر بحياته ليهرب آلاف الصور لهؤلاء المظلومين ليعرف العالم ما يحصل في سجون الأسد من تعذيب وتجويع. هذا البطل تقطع قلبه ألما على أبناء شعبه الذين كان يراهم يوميا يتألمون ويفقدون الوعي من شدة الألم. 44 ألف صورة للمعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب والتجويع حتى الموت كانت حصيلة ما استطاع تهريبه من الصور، وما خفي كان أعظم. هذه الصور تذكرنا بصور الهولوكوست وبشاعته.
حاصر بشار الأسد المدن والقرى التي طالبت بالإصلاح والتغيير والتي ثارت على حكمه ليموت أهلها جوعا. تحولت أوراق الشجر، أو ما تبقى منها، إلى غذائهم الوحيد في مشهد لم تعتد البشرية والعالم على رؤيته. قطع كل أشكال المساعدات عن المحاصرين وسرق واستولى على أغلب المساعدات الدولية حتى لا يصلهم شيء.
هذا المدعو بشار الأسد قتل أكثر من نصف مليون إنسان على أقل تقدير وبعض الأرقام والإحصائيات تقول إن عدد القتلى وصل إلى مليون إنسان. هجر داخليا وخارجيا أكثر من 11 مليون إنسان. اعتقل مئات الآلاف، وهؤلاء كلهم أبناء شعبه ومواطنيه لكنه لا يكترث لهذا.
ولا ننسى أن الأسد صنع وخزن السلاح الكيميائي المحرم دوليا ثم استخدمه مرات ومرات؛ أولها كانت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما (2013) الذي لم ينفذ وعده بعد تجاوز الأسد لخطوطه الحمراء وقبل بمعاهدة لتسليم السلاح الكيميائي. استخدم الأسد هذا السلاح الكيميائي ضد شعبه في خان شيخون وعندها أمر الرئيس ترامب بضربة عسكرية على مطار الشعيرات العسكري ليعاقبه على فعلته الشنيعة.
وفي الذكرى الأولى لمجزرة خان شيخون عاد الأسد ليقصف مدينة دوما والمدنيين هناك بالسلاح الكيميائي والغازات السامة. سقط الأطفال والنساء ضحايا، ليخرج الزبد من أفواههم ولنرى آثار الألم على خلجاتهم ولنسمع صوت أنفاسهم وهم يختنقون ويتألمون ولم يستطع أحد أن يقدم لهم أي مساعدة.
بعد كل ما قرأت ألا تعتقد عزيزي القارئ أن بشار الأسد يستحق لقب الحيوان؟ وهو اللقب الذي أطلقه عليه الرئيس ترامب وأصبح أحد أشهر الهاشتاغات على موقع تويتر، أم أنه لا يستحق؟
عبد الحفيظ شرف / الحرة
تنويه: (المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي تركيا بالعربي بل عن رأي كتابها)
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=50484
مهندمنذ 7 سنوات
يستحق ولكن اخي صاحب المقال اعتقد ان الحيوان يعيش علي طبيعته فنحن هنا نسئ للحيوانات عندما نشبه هذا القذر بشار لهم .. اقول انه اقبح من الحيوان بل هوا شيطان علي هيئة انسان .. وحيواااااااااااان لقب استفزازي له فاعجبني اللقب لاستفزازه واقهر كلابه مع احترامي للحيوان الحقيقي