لازال تصعيد نظام الأسد في الشمال السوري مستمراً، بسبب عدم تحقيق روسيا لأي مكاسب على المستوى السياسي وذلك ضمن مساري سوتشي وأستانة، حيث لم يصل المسارين حتى الآن إلى حل للوضع السوري.
كما أن تصريحات نظام الأسد تؤكد دائماً على أن هنالك معركة وشيكة على كامل محافظة إدلب، وربما لن تكون المعركة هجوماً شاملاً وإنما عمليات سيطرة على منطقة تلو الأخرى.
إلا أن المعلومات المسربة تشير إلى أن تركيا لن تسمح لقوات الأسد بمهاجمة فصائل المعارضة في محافظة إدلب شمال البلاد، كونها مسألة تهدد أمنها القومي وحدودها الجنوبية، وخاصة في ظل وجود حوالي 3 ملايين سوري في تلك المناطق المحررة.
حيث أنه في حال فتحت معركة إدلب، فستكون تركيا أول الذين سيتأثرون من خلال حركة النزوح الكبيرة من الشعب السوري باتجاه الأراضي التركية.
إعلان
بالإضافة إلى أن المدن التركية الجنوبية ستكون في مرمى نيران نظام الأسد وحزب “ب ي د” في حال فقدت المعارضة سيطرتها على المنااطق المحررة، وبالتالي فإن هذا يعتبر مساس مباشر بالأمن القومي التركي.
حيث أن تركيا في حال مهاجمة النظام مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية، ستسمح لقوات المعارضة بمهاجمة قوات نظام الأسد في مناطق أخرى كما أنها ستساعدهم في ذلك، حيث ستكون كارثة حقيقية على النظام وسيكون الخطر الأكبر على الساحل السوري المتاخم لمحافظة إدلب لأن المعركة ستنتقل إلى معقله الرئيسي.
فالواقع الحالي وهجمات النظام على المنطقة، والتي نتج عنها عشرات الشهداء والجرحى المدنيين يحتاج إلى إجابات من الجانب التركي، خاصة أنه أحد الضامنين لوقف التصعيد في تلك المنطقة، حيث إن عدم فرض وقف إطلاق النار على النظام واستمراره بالقصف يثير تساؤلات عدة.
إعلان
ومن المرجح أنه في حال لم يتم الضغط على نظام الأسد بشكل حقيقي وفعلي، لوقف الهجمات على مناطق سيطرة فصائل المعارضة في إدلب شمال سوريا، فستذهب الأمور لسيناريوهات أخرى، ومنها تغيير التحالفات السياسية في المنطقة أو معارك من قبل المعارضة للرد على قصف النظام.
يذكر أن قوات نظام الأسد كانت قد بدأت في الآونة الأخيرة حملة تصعيد عسكري طالت بشكل خاص المنطقة العازلة المفترضة في الشمال السوري، وقصفت مناطق عدة في ريفي إدلب وحماة، موقعة العشرات من الشهداء والجرحى المدنيين.
إعلان
المصدر: مدونة هادي العبد الله