بعد ثلاثة أيام من انطلاق آخر حملة سعودية لجمع المساعدات للاجئين السوريين، فاقت حصيلة تبرعات السعوديين 278 مليون ريال، عبر إرسال رسائل نصية قصيرة، أو إيداع مبالغ في حسابات محددة في المصارف السعودية.
الحملة التي اختتمت قبل أسبوعين لم تكن الأولى، إذ سبقتها أخرى في العام 2013، بلغ حجم التبرعات النقدية التي جمعتها حوالى بليون و146 مليون ريال.
وسجلت المملكة مواقف متعددة في دعم الشعب السوري الذي عانى ويلات الحرب، واضطر أكثر من سبعة ملايين إلى النزوح الداخلي، فضلاً عن أكثر من خمسة ملايين لاجئ في مختلف أنحاء العالم لا سيما تركيا ولبنان والأردن، يعيش عدد كبير منهم في مخيمات اللجوء ومراكزٍ إيواء في ظروف قاسية، ما يستدعي مد يد العون لهم بالمساعدات الإغاثية والإنسانية.
إعلان
وكانت السعودية أسست في العام 2013، «الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية»، لتنظيم حملة لجمع التبرعات في جميع مناطق المملكة، ووضع النظم والدراسات والخطط التي تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها بشكل مباشر.
وتهدف الحملة إلى تقديم العمل الإنساني والإغاثي إلى السوريين، وإيصال المساعدات إلى مستحقيها مباشرة لتساهم في تخفيف حجم المأساة التي يعيشها هذا الشعب، وأن تكون البرامج المقدمة ذات طابع إغاثي عاجل تخفف من المعاناة، وتؤمن الغذاء والدواء والإيواء، وتوفر الخدمات الضرورية التي تمكنهم من العيش في حياة كريمة.
وفاقت كلفة المشاريع والبرامج الإغاثية التي نفذته الحملة 883 مليون ريال، قدمت خدماتها إلى اللاجئين السوريين، لا سيما ذوي الإعاقات والمفقودين والأيتام والذين يعانون من الإصابات التي سببتها الحرب وكبار السن والأرامل والحالات الأكثر حاجة.
إعلان
واطلقت حملات إغاثية موسمية عدة، منها: شقيقي دفؤك هدفي، وشقيقي سفرتك هنية، وشقيقي صحتك غالية، لتلبي حاجات الأسر السورية التي تعاني ظروفاً معيشية صعبة.
وتضمنت المساعدات العينية المواد الغذائية و«السلات الرمضانية» للصائمين في رمضان، و«كسوة شتوية» لإعانة اللاجئين على مواجهة البرد القارس، مؤلفة من بطانيات وثياب وستر وقبعات وغيرها، إضافة إلى «الحقيبة الصحية» التي تحوي مواد النظافة الأساسية للأسرة بشكل عام، و«حقيبة العناية الشخصية» وأطقم الأواني المنزلية وغيرها.
إعلان
ونفذت الحملة برامج ومشاريع إغاثية في كل من الأردن ولبنان وتركيا، أبرزها توريد وتركيب الوحدات السكنية الجاهزة وتوريد خيام للاجئين في الأردن، وتأمين إيجار مباني سكنية لإيواء الأسر السورية في لبنان، وسداد الرسوم الدراسية لثلاثة آلاف طالب سوري في المدارس اللبنانية، وتأمين وتوزيع الحقائب المدرسية التي تحوي المستلزمات والدفاتر المدرسية للطلاب اللاجئين، وتقديم برنامج تعليمي للتدريب على الحاسب الآلي والخياطة النسائية والطبخ، وتأمين مخابز أتوماتيكية متنقلة لخدمة اللاجئين في تركيا والنازحين في الداخل السوري، وغيرها الكثير.
وعلى الصعيد الطبي والعلاجي، قدمت العيادات التخصصية السعودية خدمات لمئات الآلاف من المرضى في مخيم الزعتري بالأردن ومخيمات اللجوء الأخرى، وتعاملت عيادة التطعيمات التابعة إلى العيادات التخصصية السعودية مع الأطفال المحتاجين إلى تطعيم، إضافة إلى علاج الجرحى وكفالة حالات الولادة وتخصيص موازنة لإنشاء مركز للدعم النفسي.
ووزعت «الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية» من خلال المبادرة التي أطلقتها منذ أيام تحت شعار «لأجلك يا حلب»، المساعدات الإغاثية على النازحين السوريين من حلب، وتأمين المواد الإغاثية الأساسية في منطقة باب الهوى الحدودية بين تركيا وسورية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مدير مكتب الحملة الوطنية السعودية في تركيا خالد السلامة أن مكتب الحملة قام منذ بدء الأحداث الدامية في حلب بالتنسيق مع الجهات الرسمية التركية، لإدخال القوافل الإغاثية إلى الداخل السوري، إذ تم إدخال قافلتين تضمان 30 شاحنة، ويتم الإعداد حالياً لإدخال القافلة الثالثة بهدف تغطية أكبر عدد ممكن من النازحين السوريين في مخيمات الداخل السوري والمحاذية للشريط الحدودي التركي.
من جانبه، أوضح المدير الإقليمي للحملة بدر السمحان أن هذه المساعدات الإغاثية التي تقدمها الحملة الوطنية السعودية هي «للوقوف مع النازحين السوريين الذين ما يزالون في محنتهم منذ اندلاع الثورة السورية بهدف سد حاجاتهم والتخفيف من معاناتهم التي يمرون بها».
وأشار السمحان إلى أن العمل جار لإدخال المساعدات إلى الداخل السوري لتشمل جميع النازحين السوريين في الشمال السوري في حلب وإدلب وأريافهما خلال موسم الشتاء الحالي.
الحياة
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=1984