السفير التركي لدى بروكسل: نتوقع انتعاش العلاقات مع الاتحاد الأوروبي

Alaa14 نوفمبر 2017آخر تحديث : الثلاثاء 14 نوفمبر 2017 - 6:38 مساءً
السفير التركي لدى بروكسل: نتوقع انتعاش العلاقات مع الاتحاد الأوروبي

توقع ممثل تركيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي السفير فاروق قايمقجي، أن التقارب في العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي سيتصاعد خلال الفترة المقبلة، بما يصب في خدمة المصالح والأهداف والطموحات المشتركة للطرفين.

جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول مع قايمقجي في بروكسل، قبيل بدء اللقاءات المشتركة بين تركيا والاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، والتي ستتناول مسيرة تركيا نحو الانضمام إلى الاتحاد.

ولفت السفير إلى أن بعض الدول الأوروبية التي تعتبر مهمة بالنسبة إلى تركيا تحررت من أجواء الانتخابات، “ما نقل العلاقة بين أنقرة وبروكسل إلى مرحلة أكثر هدوءا ونضجا”، مشددا على أن مبدأ انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يشكل قاعدة للعلاقات المشتركة.

قايمقجي أوضح أن “العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي شهدت تقلبات وأزمات بعد 15 يوليو / تموز (المحاولة الانقلابية الفاشلة في 2016)، إلا أن تلك العلاقات تم إحياؤها مجددا بعد اللقاء الثلاثي الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يانكر، في 25 مايو / أيار الماضي”.

وتوقع السفير التركي حصول انتعاشة في العلاقات بين الطرفين خلال الأشهر المقبلة انطلاقا من قاعدة المصالح المشتركة، مؤكدا أهمية قطاعات “الطاقة” و”المواصلات “و”الاقتصاد” في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

ولفت إلى أن العلاقات الاقتصادية بين تركيا والاتحاد تشكل ثلثي الفصول الـ 35 في مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وأن تطوير تلك العلاقات سيسهم في تحقيق تقدم في الجهود المتعلقة بفصول التفاوض خلال اجتماعات الحوار المشتركة المقبلة.

وتوقع قايمقجي أن يتم إجراء حوار بين الجانبين حول الطاقة في المرحلة الأولى، مبينا أن العمل جارٍ في الوقت الراهن لعقد لقاء في 20 من الشهر الجاري، للتباحث حول مشاريع الطاقة المشتركة التي تهم كلا من تركيا والاتحاد الأوروبي بشكل مباشر.

وقال في هذا الصدد: “يعتبر ممر الغاز الجنوبي أحد تلك المشاريع المشتركة، وتركيا تعتبر أكثر دولة بإمكانها المساهمة في أمن وتنويع مصادر الطاقة للاتحاد الأوروبي”.

وشدد على وجود مصالح مشتركة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في قطاع الطاقة، مبينا أنه سيتم إجراء حوار وتبادل الأفكار في مجال الطاقة المتجددة والمستدامة أيضا، الذي يعد قطاعا للعمل المشترك.

وبخصوص الحوار بين تركيا والاتحاد الأوروبي حول قطاع المواصلات، أشار السفير قايمقجي إلى أنه من المنتظر أن يتم عقد اجتماع في هذا الصدد في الـ 27 من الشهر الجاري، مؤكدا أهمية الحوار في مجال المواصلات بالنسبة إلى الجانبين، حيث سيتم بحث إمكانات العمل المشترك بين الطرفين.

واستشهد قايمقجي بمشروع خط سكك الحديد بين “هالكالي (إسطنبول) ـ قابي قوله (أدرنة على حدود بلغاريا)”، مؤكدا أهمية هذا المشروع الذي سيتم ربطه بالمطار الثالث بإسطنبول، وبالجسر الثالث على مضيق البسفور أيضا.

واستطرد متحدثا عن المشروع المذكور: “المشروع يربط أوروبا الغربية بتركيا، ويربط أوروبا بآسيا الوسطى عبر تركيا، وهو مشروع هام للاتحاد الأوروبي، وتتابعه بروكسل عن كثب، وسيتم التطرق لتطوراته في الاجتماع (اجتماع 27 نوفمبر / تشرين الثاني)”.

كما أوضح أنه “في مجال النقل الجوي هناك مشاورات، حيث توجد مفاوضات عديدة بهذا القطاع، كما أن خط سكك الحديد الرابط بين باكو ـ تبليسي ـ قارص مشروع مهم للاتحاد الأوروبي، وتركيا تسهم بعملية المواصلات لأوروبا حتى ما قبل العضوية”.

لكنه اشتكى من حصول تمييز في التعامل مع سائقي الشاحنات التركية في المعاملات وتطبيق الضرائب، لافتا إلى أنه “تم البدء بمتابعة ذلك قضائيا، حيث تخالف المجر بعض بنود التفاهم مع الاتحاد الأوروبي”.

وفيما يتعلق بالحوار الاقتصادي، أفاد قايمقجي بأنه من المتوقع انعقاد اجتماع بين تركيا والاتحاد الأوروبي حول ذلك في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.

وقال: “هناك علاقات تجارية بين الطرفين، والاتحاد الأوروبي سوق اقتصادي كبير لتركيا، والشريك التجاري الرابع لها، لذا فإن هذه الحوارات هامة، وتشكل 65 % من المكتسبات بالمفاوضات الأوروبية”.

وبين أن “الحوار مهم من أجل تناول موضوع تحديث التعاون الجمركي بين الطرفين، حيث توجد معوقات قابلة للحل، وينبغي ألا تكون حكرا لعرقلة من دولة أو عدة دول، ضمن إطار المصلحة الوطنية”.

السفير تطرق إلى موضوع إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات الدخول لمنطقة شنغن، مبينا أنه “موضوع مهم بالنسبة إلى الأتراك”، وأن تركيا عملت على تطبيق آخر الخطوات في هذا الإطار”، معربا عن اعتقاده بحدوث انفراجة في هذا الإطار، لما له من أهمية في السياحة والتجارة، وفي عدد من القطاعات في التعاون المشترك.

وأوضح أن “تركيا باتت مفهومة أكثر من قبل بلدان ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، وأن الأوروبيين بدأوا برؤية حقيقة منظمة فتح الله غولن الإرهابية، وهو ما سيجعل الطرفين يقتربان أكثر في المرحلة المقبلة”.

كذلك بين أن النقاشات ضد تركيا داخل الاتحاد الأوروبي لم تلق قبولا، مؤكدا أن على تركيا أن تجد نفسها “في قلب المؤسسات الأوروبية”.

وذكر أن الأيام المقبلة ستشهد انعقاد اجتماعات لجنة الشراكة التركية الأوروبية في بروكسل، واجتماعات التشاور في مجال مكافحة الإرهاب وتنسيق سياسات الدفاع والأمن المشترك في أنقرة، دون تحديد مواعيدها.

وأردف أن الاجتماعات المذكورة ستجري بمشاركة نائب رئيس الوزراء محمد شيمشك، ووزير الطاقة التركي براءت البيرق، ووزير المواصلات أحمد أرسلان، مشيرا أن الوزراء المذكورين سيجرون مطلع الشهر القادم زيارات إلى بروكسل لعقد لقاءات رفيعة المستوى مع المسؤوليين الأوروبيين.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.