السوريون في قلب غازي عنتاب التركية .. يحولونها إلى “سوريا المصغرة”

Amani Kellawi
أخبار تركيا المحليةتركيا والعرب
Amani Kellawi18 مايو 2018آخر تحديث : الجمعة 18 مايو 2018 - 5:12 مساءً
السوريون في قلب غازي عنتاب التركية .. يحولونها إلى “سوريا المصغرة”

يشير البعض مازحين إلى غازي عنتاب باسم “سوريا المصغّرة”، بعد أن نمت كثيرا المحلات التي تبيع المنتجات السورية فيها، وبعد أن باتت اللغة العربية متداولة بشكل واسع في شوارع هذه المدينة التركية الواقعة في جنوب تركيا.

ويبلغ عدد سكان غازي عنتاب نحو مليوني نسمة، وهي تستقبل نحو نصف مليون سوري من أصل السوريين الـ3،5 مليون اللاجئين في تركيا، وتقع المدينة على مقربة من الحدود بين البلدين واستقبلت خلال سنوات الحرب السورية الطويلة أفواجا كبيرة من اللاجئين السوريين، إلا أن هذا التعايش لا يخلو أحيانا من بعض التوتر رغم الخطاب المطمئن للسلطات.

يقول عديل بيراز الذي يملك محل بقالة منذ ثلاثين عاما “هنا يمكن أن نقول أن المدينة باتت عاصمة لسوريا بعد أن تجاوز عدد السوريين عدد الأتراك”.

ويضيف بيراز مبتسما ولكن من دون أن يخفي بعض الضيق، أن 80% من التجار في شارعه باتوا سوريين بينما يشير تاجر آخر إلى 90%، المهم في الأمر هو أن اللغة العربية باتت متداولة بشكل أكبر من التركية في هذا العصب الاقتصادي للمدينة، فالعطارين وتجار النارجيلة والحلويات السورية منتشرون إلى جانب مطاعم لوائح الطعام فيها باللغة العربية دون سواها.

إعلان

ويضيف بيراز “زبائننا من غازي عنتاب توقفوا عن التسوق من عندنا، فقد باتت هذه السوق للسوريين”، مؤكدا أنه على توافق مع جيرانه السوريين ويتناول المأكولات السورية حتى أنه بات يتقن استخدام بعض الكلمات العربية.

أما حسن امناخ البقال القريب فاشتكى من أن أسعار الإيجارات في ارتفاع بينما مردوده في تراجع.

وقال متوجها بغضب إلى السلطات “لقد سمحتم لهم بالقدوم لكن لا تدعوهم يفتحون متاجر، بل عليهم أن يأتوا للشراء من عندنا”.

إعلان

في المقابل، تسعى رئيسة البلدية فاطمة شاهين الى الطمأنة فهي تحرص على أن تكون مدينتها مثالا على التعايش، وتقول لوكالة “فرانس برس”، “كنا بين المدن التي تمكنت من تجاوز فترات صعبة بأقل ضرر ممكن بالنسبة إلى السكان”.

ويبدي عدد كبير من السوريين المقيمين في غازي عنتاب الامتنان الكبير إزاء “الأشقاء الأتراك” ويؤكدون أنهم يشعرون بأنهم موضع ترحيب في المدينة.

إعلان

من بين هؤلاء محمد الحموي الذي يملك محلا صغيرا يبيع فيه البن والتوابل. ويقول “لقد مضى على وجودي هنا سبع سنوات وأصبحت معروفا في الشارع”، مضيفا أن “العلاقات طبيعية وليس هناك أي مشكلة”.

لكن آخرين رفضوا الكشف عن هوياتهم يروون واقعا آخر مع تعرض محلات سورية للتخريب ورفض مالكين تأجير شققهم إلى سوريين والصعوبات في الحصول على قروض أو حتى فتح حساب مصرفي بالإضافة اإى التعليقات المعادية للسوريين التي يتعرضون لها بشكل يومي.

وفي تقرير نشر في يناير، أكدت مجموعة الأزمات الدولية أن أعمال العنف بين المجموعتين ازدادت ثلاثة اضعاف في النصف الثاني من العام 2017 بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام 2016.

وأوضح التقرير أن “35 شخصا على الأقل قتلوا في مواجهات في العام 2017 من بينهم 24 سوريا، مضيفا أن التوتر شديد خصوصا في المدن الكبرى مثل أسطنبول وانقرة وازمير.

ويضيف التقرير أن الخطاب الإيجابي للسلطات الذي يقلل من أهمية التوتر يحول دون نقاش عام يمكن ان يؤدي إلى حلحلة، ولتبديد هذه الأجواء، يكرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، علنا أن اللاجئين يجب أن يعودوا غلى بلادهم في النهاية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.