“العودة إلى الوطن”.. يقرب بين تركيا واليابان

زياد شاهين17 ديسمبر 2018آخر تحديث :
“العودة إلى الوطن”.. يقرب بين تركيا واليابان

يُواصل فريق تركي تصوير الفيلم السينمائي “العودة إلى الوطن”، الذي يتناول قصة إجلاء 215 مواطنًا يابانيًا من طهران إلى تركيا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية؛ وذلك خلال الحرب العراقية الإيرانية التي وقعت عام 1985.

وقال الكاتب الصحفي والمنتج السينمائي التركي، أردال غوفان، إنهم يستهدفون من هذا العمل الفني، التقريب بين الشعبين التركي والياباني، وترسيخ العلاقات الثقافية بينهما.

جاء ذلك خلال حديثه للأناضول، حول الفيلم الذي يتخذ من كتابه “الهروب من طهران”، مصدر إلهام له.

وأضاف “غوفان”، الذي يتولى أيضًا مهمة منتج الفيلم باسم الشركة المنتجة له “ماك ميديا”، أن مهنته الرئيسية هي الصحافة، وأنه أمضى الفترة بين عامي 1993 – 2000 في اليابان، كممثل لصحيفة “حرييت” التركية.

إعلان

وأشار إلى أنه اكتشف خلال فترة مكوثه في اليابان، إمكانية تطوير العلاقات بين الشعبين التركي والياباني أكثر مما هي عليها الآن.

وشدد الصحفي التركي على أنه ليس دبلوماسيًا، بل شخصية قادمة من بين الشعب وتعرف نبض الشارع، معتبرًا أن هذا الجانب يعزز إمكانية تحقيق مشروع “العودة إلى الوطن” الذي يشارك فيه، نجاحات أكبر.

ولفت “غوفان” إلى أن معرفة الثقافة اليابانية والتعمق فيها، يُولد العديد من علاقات وفرص العمل؛ لا سيما وأن الثقافة هي إحدى السبل الهامة لمعرفة اليابان، على حد قوله.

إعلان

وأوضح، أن مشروع فيلم “العودة إلى الوطن” يسعى لنقل الثقافة اليابانية إلى المجتمع التركي، وتأمين التقارب بين شعبي البلدين، لافتًا إلى أن تلك الثقافة غير معروفة كما ينبغي لدى المجتمع التركي.

وذكر، أن تاريخ العلاقات التركية اليابانية يمتد من أواخر القرن الـ 18 إلى القرن الماضي، عندما انتبه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، إلى الوجود الياباني وتواصل مع إمبراطوره.

إعلان

وتابع: “هناك محطتان رئيسيتان في العلاقات التركية اليابانية، الأولى هي حادثة غرق الفرقاطة العثمانية أرطغرل قبالة السواحل اليابانية سنة 1890، والثانية هي إجلاء 215 يابانيًا من طهران إلى تركيا على متن الخطوط الجوية التركية، خلال الحرب العراقية الإيرانية”.

وزاد: “وكلتا الحادثتين لا تُعرفان لدى مجتمع البلدين إلا بشكل سطحي. لذا سنعمل من خلال هذا الفيلم على بناء جسر لترسيخ علاقات البلدين وتقريبهما من بعضهما البعض”.

وكانت الفرقاطة العثمانية “أرطغرل” قد غرقت خلال عودتها من رحلة قام طاقمها خلالها بتقديم رسالة وهدايا من السلطان عبد الحميد الثاني إلى إمبراطور اليابان؛ ردًا على الزيارة التي قام بها الأمير أكيهوتو كوماتسو، ابن شقيق إمبراطور اليابان، للسلطان العثماني.

ونوّه “غوفان” إلى مصرع مئات الجنود الذين كانوا على متن الفرقاطة العثمانية، إضافة إلى إصابة 70 آخرين تولى اليابانيون علاجهم، واعتنوا بهم كما ينبغي، على حد قوله.

وأكد الكاتب الصحفي التركي، أنهم ركزوا على الحقائق خلال كتابة سيناريو “العودة إلى الوطن”.

وأردف: “في عام 1985 كان هناك أكثر من 430 مسؤولًا يابانيًا رفيع المستوى في العاصمة الإيرانية طهران. وكانت ظروف الحرب مشتدة حينها، حيث أمهل الرئيس العراقي آنذاك، صدام حسين جميع الدول التي لديها بعثات دبلوماسية ومواطنين في طهران، 72 ساعة لإجلائهم من هناك، وإلا سيقصف جميع أنحاء طهران بما فيها المطار”.

وذكر أن المهلة المذكورة كانت غير كافية بالنسبة لليابانيين في تلك الفترة، لذا دخل على الخط الرئيس التركي آنذاك، طورغوت أوزال الذي كان يمتلك علاقات متينة مع اليابان، وكلّف الخطوط الجوية التركية بالمهمة، والتي استطاعت هي الأخرى إجلاء اليابانيين في طهران، قبل انتهاء المهلة المحددة للقصف بـ 3 ساعات.

وأفاد الكاتب الصحفي، أن الفيلم سيتم تصويره في مناطق مختلفة من تركيا واليابان.

وحول موعد إسدال الستار عن الفيلم، قال “غوفان” الذي له 12 كتابًا وعدة وثائقيات حول اليابان، إن الفيلم سيعرض في الوهلة الأولى في اليابان، بحلول إبريل/ نيسان 2019، ليتم عرضه بعد ذلك في تركيا.

واختتم بالإشارة إلى أن عرض الفيلم السينمائي سيتزامن مع إعلان اليابان عام 2019 “عام تركيا”، لافتًا إلى أن الفيلم يحظى بدعم من مديرية السينما والأفلام لدى وزارة الثقافة والسياحة التركية.

الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.