الغارديان: سوريا هزيمة أخلاقية للأوروبيين

Alaa28 فبراير 2018آخر تحديث :
بشار الأسد بين جنوده

وصفت صحيفة الغارديان البريطانية ما يجري في سوريا بأنه “هزيمة أخلاقية للأوروبيين”، معتبرة أنها أزمة لأوروبا لا للشرق الأوسط فحسب.

ونشرت الغارديان مقالاً للكاتبة البريطانية ناتالي نوجايريد ترجمتها الخليج أون لاين، ذكرت فيه أن التاريخ سيقول إن الغرب فشل في إجبار بشار الأسد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأوضحت: “كان بإمكان الغرب أن يفعل هذا؛ من خلال توجيه ضربات موجهة، تماماً كما فعل مع سلوبودان ميلوسيفيتش في البوسنة، عندما أجبره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوقيع على اتفاقية دايتون عام 1995، التي نجحت في وضع حد للفظائع التي ارتكبت في البوسنة”.

وتشير الكاتبة إلى صيف 2013، حينما كان من الممكن توجيه ضربة لبشار الأسد ونظامه في أعقاب استخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه.

إعلان

وتقول: “يومها كانت أمريكا قد اعتبرت أن لجوء الأسد إلى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه خط أحمر، ولكن الفرصة ضاعت؛ مما شجع الأسد على التمادي، وأيضاً شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التدخل العسكري في سوريا لدعم ديكتاتور يقتل المدنيين منذ عام 2011”.

واستطردت نوجايريد قائلة: “لقد كانت الطائرات الفرنسية، في أغسطس من العام 2013، جاهزة للإقلاع، ولكنها لا تريد أن تذهب وحدها، خاصة أن بريطانيا كانت تمارس ما تعتبره سياسة ضبط النفس، في حين أن أمريكا لم تتخذ أي قرار”.

الكاتبة البريطانية ترى أن “ويلات ما يجري في سوريا والشرق الأوسط عموماً، تجعل من الضروري البحث عن إيجاد مخرج؛ فهذه المنطقة تؤثر بشكل كامل على أوروبا، وأثر الفوضى في الشرق الأوسط يؤثر علينا بشكل كامل”.

إعلان

وتشير إلى أنه “في ذروة التفاؤل في أعقاب نهاية الحرب الباردة، كان المفترض أن تكون أوروبا قادرة على صنع الاستقرار، لكن بدلاً من ذلك باتت أوروبا نفسها غير مستقرة”.

وأوضحت: “لقد ولد المشروع الأوروبي كحاجة من أجل عدم تكرار سنوات الماضي، أما اليوم فإن المشهد مختلف تماماً؛ فألمانيا دولة مترددة في أوروبا، وأكثر تردداً تجاه أي عمل عسكري، أما بريطانيا وفرنسا، وهي القوى الاستعمارية السابقة في الشرق الأوسط، فإنه لا يبدو أن لها إلا القليل من النفوذ”.

إعلان

“سوريا سوف تطاردنا طويلاً”، تقول الكاتبة البريطانية، مبينة أنه “منذ سقوط الرقة في العام الماضي، تحولت الأزمة في سوريا تدريجياً إلى ما يشبه الحرب العالمية، فعلى الرغم من أن بعض القوى العظمى التي تشارك بها، مثل روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة، لا تخوض حرباً صريحة ومفتوحة بعضها مع بعض، إلا أنهم يتنافسون من أجل السيطرة على الأراضي”.

واسترسلت بالقول: إن “بعض الخبراء باتوا يرون في الصراع السوري نسخة من الصراع الدموي في لبنان الذي استمر 15 عاماً، مما يعني أن سوريا ما زالت في منتصف طريق نهاية حربها التي تجري بالوكالة”.

إن سوريا اليوم، كما تصفها الكاتبة، باتت الأزمة التي تتفكك على أبوابها قواعد النظام العالمي، وبالنسبة لأوروبا فإنها ستكون أكثر تضرراً من انهيار قواعد النظام العالمي من الولايات المتحدة، تماماً مثلما حدث عندما انهارت عصبة الأمم في ثلاثينيات القرن الماضي؛ فسوريا اليوم أصبحت مثالاً للعجز الأوروبي، والعالم كله متهم بما وصلت إليه الأوضاع في هذا البلد”.

وتتحدث الكاتبة عن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، مؤكدة أن هذا التحالف “لم يتدخل في سوريا بسبب قتل العرب أو الإيزيديين، وإنما لأن هذا التنظيم أقدم على قطع رؤوس رهائن غربيين؛ وهو ما سيفتح الباب أمام استجواب سياسات أوروبا التي باتت تمتاز بلامبالاة تجاه الاستبداد”.

وختمت الكاتبة البريطانية بالقول: إن “سوريا اليوم مأساة لأوروبا التي باتت تتأثر بموجات اللاجئين، ونحن اليوم مسؤولون عما جرى فيها بسبب سياستنا العدمية تجاه ما جرى فيها، فسوريا اليوم هي عار أوروبا وهزيمة أخلاقية لها”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.