يسود محافظة إدلب هدوء حذر بعد ساعات من حملة قصف جوي مكثف من الطيران الحربي التابع للنظام السوري على عموم المدن والبلدات.
وبحسب صحيفة عنب بلدي، فأن حصيلة القصف على ريف إدلب الجنوبي بلغت 13 مدنيًا بينهم أطفال، وتوزعت على مدينة خان شيخون وبلدة التمانعة وبلدتي التح والدرابلة.
وأوضحت الصحيفة أن حصيلة الضحايا الأكبر تركزت في بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي، والتي قتل فيها أكثر من 20 مدنيًا وتجاوز عدد الجرحى 50 آخرين.
وجاء التصعيد الجوي بشكل مفاجئ، بالتزامن مع الحديث عن نية قوات الأسد والميليشيات المساندة لها بدء عملية عسكرية في الأيام المقبلة.
ونقل مراسل عنب بلدي في ريف حماة عن قيادي في “الجيش الحر” أن القصف جاء ردًا على الحملة الأمنية التي بدأتها “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” في الأيام الماضية، والتي اعتقلت فيها العشرات من الشخصيات المرتبطة بالنظام السوري.
وأوضح القيادي لعنب بلدي (طلب عم ذكر اسمه) أن ترتيبات كان يجهز لها لخروج مظاهرات مؤيدة للنظام السوري في الأيام المقبلة في منطقة شرق التمانعة، وعلى إثرها ستتقدم قوات الأسد عليها بحجة أن الشعب يريد تقدمه إليها.
لكن العملية الأمنية لـ “الجبهة الوطنية” و”تحرير الشام” قطعت الطريق على هذه الخطة، واعتقلت رؤوس المصالحات من بينهم ابن أخ أحمد الدرويش المعروف بعلاقته القوية مع النظام السوري.
وفي حديث سابق مع الناطق الرسمي باسم “الجبهة الوطنية”، ناجي المصطفى، قال إن الحملات الحالية جاءت بعد معلومات أمنية بشأن وجود بعض الشخصيات التي تروج للمصالحة مع النظام السوري، وتسهّل دخوله إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية في محافظة إدلب.
وأضاف لعنب بلدي أنه تم إلقاء القبض على كثيرين منهم، بعد الحصول على أدلة حول تورطهم بالتواصل مع النظام السوري.
واعتبر المصدر الذي نقل عنه المراسل أن النظام السوري لا نية له في الهجوم على أي منطقة تتبع للمعارضة السورية في الشمال.
وأشار إلى أن “الدول الضامنة” وخاصة روسيا وتركيا تناقشت، أمس الجمعة، عن أسباب القصف الذي بدأه النظام، وردت عليه فصائل المعارضة في عدة مناطق بريف حماة وريف حلب الغربي.
وتتخوف الفصائل العاملة في إدلب من سقوط المناطق في الشمال، بموجب اتفاقيات “تسوية” مع النظام، والذي يروج حاليًا لها كخطوة “سليمة” يستعيد فيها مناطقه بأقل الخسائر العسكرية.
وأوضح المصدر أنه يوجد أمر للقوات التركية بالوجود في مقدمة جبهات فصائل “الجيش الحر”، لصد أي هجوم يحصل من قبل قوات الأسد.
واستند المصدر في الحديث المذكور على اجتماع جمع فصائل “الجيش الحر” مع النقطة التركية في منطقة الصرمان، لافتًا “لا توجد أي خطة من قبل القوات التركية للانسحاب من مواقعها”.
وجاء قصف الطيران الحربي، أمس، من جانب النظام رغم نشر نقاط المراقبة التركية، بموجب اتفاق “تخفيف التوتر”، والذي لم تحدد ماهيته في الشمال حتى الآن.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=64313