تركيا بالعربي / بقلم رئيس التحرير
بات من المعروف والبديهي لدى الشعوب العربية أن مصير أي زعيم عربي يتحدى إسرائيل بشكل واضح ويقصد من وراء هذا التحدي اللفظي التحدي العملي، سيكون مصيره مثل مصير صدام حسين والرئيس المصري المعزول محمد مرسي، الذين كانا صادقين في مواجهة إسرائيل فحيكت حولهم المؤامرات.
ومع فارق المكانة بين هاذين الزعيمين وبشار الأسد الذي قتل من شعبه مليون شخص وشرد 15 مليون بين نازح ولاجئ ها هو يخرج علينا ولأول مرة بتحدي علني صريح عن نيته قلب الإستراتيجية التي عمل عليها هو وأبيه طيلة 50 عاماً من حكم بيت الأسد لسوريا.
فقد تعهد بشار الأسد بحسب ما نقلت وسائل إعلام مقربة منه أن الإستراتيجية الجديدة لحكمه تجاه إسرائيل باتت الهجوم بدلاً من الدفاع.
وقال الأسد بحسب صحيفة مقربة من النظام أنه سينتقل من الدفاع الى الهجوم وأن مساحة سوريا 180 الف كلم، ومساحة كامل فلسطين المحتلة أي إسرائيل 30 الف كلم ولتقع الحرب وسنربح، وتابع القول لقد جهّزت كامل الخطة لحرب شاملة مع إسرائيل وسترى فيها أكبر المفاجآت.
وتابع رئيس النظام السوري بشار الأسد هم لديهم طائرات واسلحة مدمرة ونحن لا نملك هذه الأسلحة لكن نملك قرار استعمال الأسلحة بأسلوب اكثر تدميرا من سلاح إسرائيل وسوف ترى إسرائيل اكبر مفاجآت بطريقة ضرب الصواريخ ومفاجآت لن اكشف عنها الان، مضيفاً أن إسرائيل سترى العجائب من القرارات التي سأتخذها.
طبعاً هذا الكلام وبحسب مراقبون هو كلام إنشائي لا غير حيث لن يتمكن بشار الأسد من إطلاق رصاصة بالمعنى الحقيقي إلى إسرائيل، وإن حصل ذلك سيكون بالتنسيق معهم ليحفظ ماء وجهه، الأمر الذي يذكرنا بالتصريح الغربي بأن الضربة الغربية الأخيرة على نظام الأسد جاءت لحفظ ماء الوجهـ بعد الضغوطات الكبيرة على الإدارة الأمريكية بضرورة الرد على استخدام الأسد للكيماوي.
إذا وإن حصلت أي مواجهة بسيطة بين سوريا وإسرائيل وهو أمر مستبعد جداً فسيكون هناك بكل تأكيد تواصل بين بشار الأسد والإسرائيليين من تحت الطاولة، حتى لا يفقد الكرسي.
فقد بات من البديهيات والمعلوم تماماً أن أي زعيم يقصد فعلياً إذاء إسرائيل فمصيره الموت أو السجن.
وفي حقيقة الأمر نرى من قول بشار الأسد بأن تذهب القضية الفلسطينية إلى الجحيم أوضح موقف لنظام الأسد من العرب والقضية الفلسطينية والذي صدّع رؤوسنا بها طيلة حكمه وحكم أبيه، وإنما الحقيقية تكمن في هذا الفيديو القصير (شاهده).
تخيير روسيا
وإن حصلت وإشتعلت مواجهة كبيرة بين سوريا وإسرائيل فإلى أي جانب ستقف روسيا والتي كانت الدولة الأولى التي أعترفت بوجود إسرائيل بعد وعد بلفو؟
مراقبون قالوا لا مجال للتفكير بهذه المسألة حيث لن تقف موسكو إلا متفرجة على بشار الأسد وهو يسحق هو وجيشه تحت قوة السلاح الجوي الإسرائيلي، مدعوماً بأي نقص من الولايات المتحدة حتى الفوز المؤكد والذي لا شك فيه.
وخلاصة القول أن كل ما قاله بشار الأسد متفق عليه مع الإسرائيليين ليحفظ ماء وجهه وأنها عبارة عن كذب ولا يمكنه أن يرفع حجر على حجر دون موافقة الإسرائيليين والأمريكان وهو أهم وأوفى حارس حدود لهم.
شاهد: هكذا يتعامل الروس مع بشار الأسد
شاهد: هذا ما قاله أردوغان عن بشار الأسد
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=50854