تدل كل المؤشرات أن الليرة التركية تواصل استعادة قوتها تدريجيا مع بداية العام الجديد، تزامنا وبيانات اقتصادية إيجابية، وانحسار المخاوف الجيوسياسية، إلى جانب التحسن الملحوظ الذي تشهده العلاقات التركية الأمريكي.
أرقام وتعاليق
تطرقت وسائل إعلام أجنبية مؤخرا إلى واقع الإقتصاد التركي الذي استرجع عافيته مع الثلاثي الأخيرة من سنة 2018 ،بعد أن سجلت الليرة التركية ارتفاع ملحوظا , عقب نكسة عاشتها خلال الصائفة , وتحدثت تلك التقارير عن توقعات باستمرار هبوط التضخم السنوي في تركيا للشهر الثاني على التوالي، متراجعا إلى 20.52 بالمئة نهاية الشهر الجاري وذلك من أعلى مستوى في 15 عاما الذي سجله في أكتوبر تشرين الثاني الماضي.
بالمقابل واصل مؤشر الثقة الاقتصادية ارتفاعه للشهر الثاني على التوالي، مسجلا 75.2 بالمئة في ديسمبر/ كانون الأول، وهي الزيادة الشهرية الثانية منذ أن سجل أدنى مستوى في عشر سنوات في أكتوبر/ تشرين الأول.
بأتي هذا في وقت مسح للبنك المركزي في ديسمبر/ كانون الأول أن مؤشر أسعار المستهلكين من المتوقع أن يبلغ 21.28 بالمئة في نهاية 2018.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن خطة لزيادة الحد الأدنى للأجور بأكثر من 25 بالمئة، وخفض أسعار الغاز والكهرباء بنسبة 10 بالمئة
انتصار
تطرقت صحيفة ” عربي21″ إلى واقع الليرة التركية وكذا مستقبلها بالتحليل والتدقيق مع خبراء ماليون, حيث توقع المحلل المالي أحمد عبد الظاهر، أن تكسر الليرة التركية نقاط الدعم القوية للدولار وترتفع إلى مستويات 5 ليرات و4 ليرات ونصف للدولار الواحد خلال العام 2019
وقال عبد الظاهر ، إن الليرة التركية ستواصل خلال الأيام المقبلة تماسكها أمام العملات الأجنبية وخاصة اليورو والدولار، وستستمر في النطاق العرضي المائل للصعود، حتى تستقر نسبيا عند مستويات مرتفعة بين 5 ليرات و4 ليرات ونصف للدولار الواحد.
وأضاف: “لكن مع توقعات باتجاه البنك المركزي التركي لخفض أسعار الفائدة، قد يستبطئ نسبيا ارتفاع الليرة التركية إلى مستويات مرتفعة أخرى”.
وأشار المحلل المالي، إلى أن الليرة التركية نجحت في استعادة جزء كبير من قوتها بعد انخفاضها لمستويات مدنية غير مسبوقة أمام سلة العملات الأجنبية، أثناء الحرب الاقتصادية علي تركيا، بلغت ذورتها يوم 10 آب/ أغسطس 2018، عندما لامست مستوى 7.10 ليرات للدولار الواحد.
بالمقابل , قال عبد الظاهر أن تدني لغة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتراجع النبرة التشددية لعام 2019، سيدعم الليرة التركية في تخطي نقاط المقاومة القوية للدولار الأمريكي والوصول إلى مستويات مرتفعة.
وأكد المحلل والخبير الاقتصادي عمرو السيد أن تركيا حققت انتصارا كبيرا في الحرب الاقتصادية التي تعرضت لها خلال الأشهر الماضية، ونجح الاقتصاد التركي في التعافي تدريجيا مدعوما بتحركات سياسية واقتصادية تركية على الصعيدين الداخلي والخارجي استعادة ثقة المستثمرين وأدت إلى استقرار نسبي في الأسواق.
وقال السيد في تصريحات لـ “عربي21″، إن التحسن الكبير في العلاقات التركية الأمريكية، وانحسار المخاوف الجيوسياسية في المنطقة خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، وإشادته بدور تركيا في قدرتها على حفظ الأمن بالمنطقة، ساهم بشكل كبير في دعم سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.
تحسن الليرة والعقار
يرى مراقبون أن سوق العقار التركي بين أكثر أسواق المنطقة جذبا، وحتى مع تحسن سعر الليرة، فإن الأسعار تبقى جاذبة للأجانب، كما أن الشراء بدأ يتنوع من مناطق رئيسية إلى ثانوية إذ بدأ المستثمرون يتجهون للبلدان المُطلة على شاطئ البحر المتوسط في الجنوب الشرقي للبلاد، كما أن ربط العقارات بمنح الجنسية التركية يعتبر محفز خاصة لمواطني الدول غير المستقرة في المنطقة، حتى في حال ارتفاع أسعار العقارات.
المصدر: نيو ترك بوست
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=82580