في ظل سياسة الاندماج التي تقوم بها الحكومة التركية بين اللاجئين السوريين والشعب التركي وبعد نقل مئات الطلاب السوريين إلى مدارس تركية (عامة وشرعية)، أعلنت المدارس المهنية في تركيا هذا العام استعدادها لقبول الطلاب السوريين لديها ممن أنهوا المرحلة الإعدادية (الصف التاسع) ليكملوا دراستهم فيها ومن ثم تأمين فرص عمل لهم.
وجاء هذا الإعلان بعد عام فقط من فرض تدريس اللاجئين السوريين في المدارس التركية، رغم الاحتفاظ ببعض المدارس السورية، إلا أن مشكلة التعديل التي فرضتها التربية التركية على (شهادات البكالوريا) الصادرة عن المدارس السورية، دفعت بالعشرات لترك هذه المدارس والاتجاه لتدريس أبنائهم في المدارس التركية، لا سيما أن غالبية الطلاب ما يزالون في المرحلة الإعدادية.
تسهيلات دراسية
إعلان المدارس المهنية التركية قبول الطلاب السوريين لديها قابله إقبال جيد نسبياً من الطلاب، حيث اتجه عشرات الطلاب إلى (مدرسة المسلك) أي (مدرسة المهن) للتسجيل فيها، بعد الاطلاع على شروط التسجيل ومستقبل الطلاب فيها ورغبة ذوي الطلاب بتخريج أبنائهم من مدرسة مهنية يتقنون بها عملاً قد يدخلهم مستقبلاً أحد المجالات الحكومية.
إعلان
ويقول الطالب السوري الذي يحضر لبدء دراسة الصف التاسع (عبد الله مصطفى) في حديث لـ “أورينت نت”، إن المدرسة المسلكية جيدة ولكني فضلت “مدرسة التمريض”، هناك سيكون التدريس مركزاً في المجال العملي كما أن مستقبل المدرسة أجده رائع، حيث سيتخرج الطالب بعد ثلاث سنوات فقط ثم يدرس سنة اختصاص ويتوجه من فوره إلى المستشفيات للعمل كممرض أو مساعد طبيب بالاختصاص الذي اختاره.
ويضيف: “كل ما أخشاه هو موضوع التدريس باللغة التركية فقط رغم أني أتقنها بدرجة متوسطة ولكن بالنسبة للمنهاج لن يكون سهلاً وبخاصة في السنة الأولى من الدارسة. سأتجه من منهاج عربي بحت إلى منهاج تركي بحث فدراستي في تركيا كانت في جميع السنوات ضمن مدارس سورية”، مشيراً إلى أن مشكلة اللغة تفرض حالة من الخوف على الطلاب بسبب خشيتهم من ورقة امتحانات مليئة بالأسئلة باللغة التركية، فيما عبر عن امتنانه للحكومة التركية لكونها منحت الطلاب هذه الفرصة.
من التمريض إلى الطب والهندسة
إعلان
وفقاً لما قالته إحدى المشرفات في مدرسة التمريض بمدينة أنطاكية التركية في حديث لأورينت نت، فإن “الحاصلين على الدرجتين الأولى والثانية خلال سنوات الدراسة الثلاث بإمكانهم الإكمال في كلية الطب أو الهندسة، وهذا يعتمد على المعدل، أي يجب أن يكون الطالب المتخرج هو الأول على المدينة ككل وكذلك الأمر بالنسبة للثاني؛ أما البقية فبإمكانهم الإكمال كموظفين في المستشفيات بصفة (ممرضين) مساعدين أو (موظفين في المستشفى) كـالاستعلامات وغيرها”.
وتضيف: “في جميع الأحوال رغبة الطلاب بمدرستنا تعود لاختصارها زمن طويل قد يصل لخمس سنوات، فالدراسة في الجامعة تستغرق أربع أو خمس سنوات إضافية، كما أن الدراسة في المعاهد تستغرق 3 سنوات وأعتقد أن هذا معروف في جميع الدول التي تنتهج هذا السياق التعليمي”، لافتة إلى أنه من حق الطلاب أيضاً ترك المدرسة بعد الانتهاء من السنوات الثلاث، أي أن الطالب بإمكانه عدم الاستمرار في التخصص بعد الانتهاء من سنوات الدراسة الرئيسية.
إعلان
مشاكل محتملة
رغم جميع الإيجابيات الموجودة في المدارس المهنية من تمريض وغيرها، إلا أن بعض الطلاب أبدى مخاوفه من هذا الأمر، وقد قالت الطالبة السورية (مها عبد الباقي) في حديث لأورينت نت، إنها غير جيدة باللغة التركية وهذا يخلق لها مخاوف كبيرة من دخول مثل هذه المدارس، وأن الدراسة في (مدرسة عامة) تركية أفضل من الخوض في مصطلحات علمية بحاجة لجهد كبير في اللغة من أجل فهمها، مشيرة بقولها: “إن عدت لرغبتي فرغبتي تقول أن أكمل تعليمي بالمدارس السورية ومن ثم أقوم بتعديل شهادتي البكالوريا، أعتقد أن ذلك أفضل من أن أخوض في منهاج لا أفهم منه شيئاً وأعلم أن دخول الجامعة سيفرض علي تعلم التركية ولكن الآن أفضل المنهاج السوري أكثر”.
جدير بالذكر أن مسألة الدمج بين السوريين والأتراك لم تقتصر على المدارس فحسب، بل سعت الحكومة التركية لإضفاء الصبغة التركية على جميع مجالات حياة السوريين، مع فرض بعض الحقوق والواجبات لهم تزامناً مع منحهم بطاقات (هوية) جديدة تحمل رقماً وطنياً أو ما يعرف بـ الـ (T.C).
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=66657