يُعد إتقان اللغة التركية بمستوى مقبول من اﻷساسيات للحصول على فرصة عمل في تركيا، ومع نزوح اﻵلاف من الشباب السوريين إليها، كان سوق العمل بشكل عام مفتوحًا لأصحاب المهن أكثر من حملة الشهادات الجامعية.
ومع الصعوبات التي واجهت الشباب السوري الجامعي، اضطر العديد منهم للعمل في المطاعم أو محلات الألبسة وغيرها من المهن المختلفة عن اختصاصهم الجامعي، ومن كان يملك رأس مال افتتح مطعمًا أو محلًا تجاريًا.
يقول أحد أصحاب المطاعم السورية إنّ فتح المطعم هو أفضل استثمار يمكن أن يُقبِلَ عليه السوري في تركيا لأن سوقه مضمون وربحه عالٍ، ويضيف: “فضلا عن أن هذه المهنة لا تتطلب إتقان اللغة التركية، فإن معظم زبائنها من السوريين، وتكفي الاستعانة بنادل يتقن التركية ليتعامل مع الزبائن اﻷتراك”.
تعددت المطاعم التي تقدم أكلات سورية في المدن التركية، حتى باتت مثالًا لتعايُش وصف بأنّه لا يخلو من التنافس.
إعلان
وفيما يتعلق بالمنافسة بين المطاعم السورية والتركية، يرى صاحب مطعم سوري أنّ بعض الأطعمة السورية ليست جاذبةً للأتراك مثل الفلافل والحمص والفول، إلا أنّ الشاورما التركية بدأت تلقى رواجًا وإقبالًا كبيرًا من قبل الأتراك.
أما المطاعم التركية، حسب صاحب المطعم السوري، فهي تتميز بنوعها الخاص من الأطعمة مثل اللحوم المشوية والكباب والشيش طاووق واللحم بعجين التي يبرعون بصناعتها.
مراسل سكاي نيوز عربية تحدث لمدير مطعم تركي يُدعى شعيب في منطقة زيتينبورنو بإسطنبول، قال له: “إن المطاعم السورية لا تنافسنا لأن الرزق على الله أولًا، ولأن المطاعم السورية تقدم مأكولات خاصة بالسوريين”، موضحًا أن المطاعم التركية لم تفقد زبائنها “بل على العكس كسبنا زبائن جدد من الإخوة السوريين”.
إعلان
المطاعم التركية تبحث عن النادل السوري
بات النادل السوري مؤخرًا يحظى بمكانة مميزة في المطاعم التركية خاصة السياحية منها، مع زيادة عدد السياح العرب القادمين إلى تركيا وزيادة الحاجة للعاملين الناطقين بالعربية في مختلف الأعمال السياحية.
إعلان
فقد ذكرت قناة “سي أن أن تورك” التركية في تقرير لها أن النادل السوري في المطاعم التركية السياحية كان يحصل على مبلغ لا يتخطى 1500 ليرة تركية (تعادل 384 دولار تقريبًا)، أما اﻵن ارتفع أجره ليصل في بعض الأحيان إلى 4000 ليرة تركية (1020 دولار تقريبًا).
وتناول التقرير لقاء القناة بعثمان ألتنوك الذي يملك مطعمًا تركيًا بحي كادي كوي في إسطنبول، الذي أشار إلى أن اللاجئين السوريين سدّوا حاجة المطاعم التركية للناطقين باللغة العربية، ونجحوا في ذلك.”
وأضاف ألتنوك: “عندما أدرك النادل السوري حاجتنا له، أصبح يطالب بأجور عالية ونحن نادرا ما نجد نادلًا تركيًا يتحدث العربية بشكل جيد”، مؤكدًا أنّ “السوريين كانوا يقتنعون بالأجر الذي نحدده لهم، أما اليوم فهم الذين يحددون الأجر. ولكن لولا وجود السوريين لن يسير العمل كما يسير الآن”.
وقال ألتنوك: “كان اعتمادنا في السابق على السياح اﻷوروبيين،أما اﻵن فقد حل العرب محلهم،أصبحنا نحتاج إلى اللغة العربية للترويج، لهذا السبب استعنا بالسوريين لسد احتياجاتنا”.
ومنذ انطلاق الثورة في سوريا في 2011، ازداد تواجد السوريين في تركيا، إذ تشير السلطات التركية إلى جود أكثر من ثلاث ملايين لاجئ سوري على أرضها.
وكشفت الغرفة التجارية بإسطنبول أن السوريين كانوا في مرتبة متقدمة بين أكثر الجنسيات استثمارًا في تركيا.
المصدر: ترك برس
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=46198