تركيا بالعربي / بقلم عمر شحرور
هذا خطأ تاريخي علمي وقع به السابقون ونقع بها الآن فهم يخلطون بين التتار وغيرهم .. فالذي اجتاح البلاد الإسلامية هم قبائل المغول المتوحشة الذين اجتاحوا تركستان ثم فارس والعراق والشام بدءاً من 1221 م وحتى سقوط بغداد 1258 م , بعد ذلك احتلوا حلب ومدن الشام حتى صدهم عن مصر الأمير التركي المملوكي قطز ثم قام التركي – المملوكي الآخر الظاهر بيبرس في موقعة عين جالوت في فلسطين عام 1260 م بدحرهم إلى شرق نهر الفرات وأبعد خطرهم عن الشام ومصر ..
دخل ولد هولاكو الثاني الذي خلف أخاه أبغاخان ( توفي هولاكو عام 1265 ) الإسلام وهو تكودار وسمي بالسلطان أحمد الذي قتل بعد عامين ليعود الحكم في أحفاد هولاكو المغولي في فارس والعراق إلى الشامانيين – المسيحيين حتى عام ( 1295 م ) عندما أصبح المغولي الاليخان غازان المسلم حاكما” لفارس والعراق وبدأ عهد رائع وعظيم من البناء والتعليم والآداب والفنون وتطور الزراعة والصناعة والتجارة ( الاقتصاد بشكل عام ) دخل بعدها جميع المغول في بلاد المسلمين الإسلام وحُرمت الكبائر وبنيت الجوامع وشهدت نهضة عظيمة اتصلت مع دولة المغول في تركستان ( بلاد ما وراء النهر ) التي حكمها ( منذ 1226 م عام وفاة جنكيز خان) بركة خان حفيد جنكيز خان وابن ولده البكر المسلم جوجي ( قتله أباه جنكيز خان بدس السم بعد أن علم أنه يعمل على قتله لما ارتكبه من جرائم بحق المسلمين ) ..
ورث بركة خان ربع مملكة جده جنكيز خان ( التي قسمها وهو حي ) الذي اتخذ من مدينة السرا ( استراخان اليوم وتقع شمال بحر قزوين على نهر الفولغا وتحت السيطرة الروسية ) عاصمة له وهي عاصمة شعب الفولغار ( التتار ) ومن هنا جاءت التسمية , التتار هم شعب دخل الإسلام عام 923 م علي يدي الرحالة ابن فضلان مبعوث الخليفة الواثق بالله وحسن إسلامهم حتى أن بركة خان كان يخوض المعارك بهم وبالترك أيضا” ضد ابن عمه هولاكو ، وقد تصاهر بركة خان بقرابة مع الظاهر بيبرس ووحدوا جهودهم شرقا” وغربا” وقطعوا عن قادة المغول ( هولاكو وخليفته ولده ابغا خان ) الدعم والتواصل مع الخان الأعظم في منغوليا وهذا عسكريا وسياسيا” أدى إلى هزيمة ابن هولاكو أبغاخان و ثم دخول المغول الإسلام كما ورد بعد انكسارهم وحصارهم ونتيجة أيضاً للدعوة بينهم التي قام رجال الدين وخاصةً المتصوفة ولعوامل التجارة مع المسلمين ولأن البلاد في فارس والعراق كانت شعوبها مسلمة ومتفوقين حضارياً على المغول .
نعود إلى بركة خان الذي بني جيشا” فتح به معظم بلاد أوربا ووصل إلى عاصمة المجر ثم عادت جيوشه إلى شرق موسكو حيث أقام التتار ( وقد اختلطوا بالترك والمغول ) خانيات التتار وبقيت دولهم وممالكهم قائمة حتى تفرقت واستطاع القضاء عليها الأمير الروسي ايفان الرهيب الذي قتل الملايين من التتار المسلمين وأجبر الأحياء على التنصر وسموا المعمدين القدماء ( ستاري كريشوني بالروسية ) ولا زال المسلمون في روسيا قوة كبيرة تصل إلى 50 مليون شخص , وأهم جمهورياتهم التتارية : جمهورية تتارستان وعاصمتها أوفا وبشكيرستان وداغستان و غيرها .. وقد لعبوا الدور الأعظم في نهضة روسيا القيصيرية منذ وصول ال رومانوف الحكم وتحديدا” على يد القيصر بطرس الأكبر ( توفي 1725 م ) وزوجة ابنه يكاترينا الثانية .. أما ما جاء خطأ” في تسمية الهجوم التدميري الذي شنه التركي الأكول الختول الأمير تيمور ( تيمور الأعرج ) في نهاية القرن الرابع عشر الميلادي فقد كان تحت شعار ” اله واحد في السماء وخليفة واحد على الأرض ” هذا الهجوم اكتسح كل من وقف أمامه وأما مشروعه الوحدوي ( وقد قام بمثيله بسمارك في ألمانيا وغاريبالدي في إيطاليا تحت شعار قومي ) ودمر جميع المدن التي قاومته واستباحها لجنوده وقد دخل دمشق عام 1400 م وكان قد انتصر قبل عامين قرب أنقرة على ابن عمومته السلطان العثماني بايازيد الصاعقة وأسره ويقال قتله في الأسر .. وفي دمشق التقى الأمير تيمور لنك بالعلامة عبد الرحمن بن خلدون وعرض عليه العودة معه إلى بلاده ما وراء النهر وأن يكون مستشارا”له فاعتذرمتحججاًبكبرالسن.
عاد تيمور لنك إلى عاصمته سمرقند ليبني أجمل مدن العالم كله آنذاك ولتشهد تركستان وبلاد ما وراء النهر أعظم نهضة حضارية في التاريخ على يدي أحفاد تيمورلنك , دامت دولة تيمورلنك 105 أعوام وانتهت بتشكل خانيات الترك التي دامت حتى عام 1886 م عندما قضى عليها جيوش القيصر الروسي واحتلوها وبقيت تحت الاحتلال الروسي ثم الروسي – الشيوعي حتى تحررها عام 1991 م وانهيار الاتحاد السوفييتي وحزبه الشيوعي
الخلاصة نقول : التتار شعب مسلم ولم يرتكب أي عدوان على العرب والمسلمين وتاريخهم مشرف والذي شوه صورتهم هم الأوربيون المتصهينون وهم أيضاً الذين شوهوا صورة الإسلام والمسلمين خاصة بعد وصول جيوشهم قلب أوربا وكان لهم أن شوهوا صورة البربر ( الأمازيغ وهم شعب عاش في شمال أفريقيا وحسن إسلامهم ) لأن حانيبعل قام بمهاجمة روما , وأيضاً لكون فاتح اسبانيا طارق بن زياد هو بربري (أمازيغي ) وأيضاٍ كون الحاكم الذي هزم القشتاليين المسيحيين في الأندلس هو يوسف ين تاشفين وهو أمازيغي , بينما صوروا ما فعلته جيوشهم باسم الدين في بلاد الشام وأمريكا وأفريقيا وآسيا على مدى 1000 عام وإلى الآن لا بنشر السلام وتعاليم السيد المسيح عليه السلام بينما كانت في الحقيقة وحشية وهمجية وقتل وإجرام وسرقة لم ولن يعرف له التاريخ مثيل .
أما جيش تيمورلنك ” الأمير الأعرج ” فضم مغول وتتار وبقيادة الأتراك وهم الغالبية في جيشه ، وقد ادعى أن أجداده مغول لكي يشارك معه المغول وقبائلهم في مشروعه لتوحيد بلاد المسلمين بالقوة واعتمد على رجال الصوفية النقشبندية الذين ابلوا بلاء ” عظيما” لنصرة مشروعه التوحيدي – القسري – الدموي ، أما هو ونقصد تيمور فقد تعرض لحملة تشهير وافتراء غير صحيحة فاتهم بالتشيع وذلك لما ارتكبه جنوده من فظائع في معظم البلاد التي اجتاحتها قواته ليقيم امبراطوريته الأسرع في التاريخ كله ، ثم ما لبثت أن عادت قواته إلى تركستان لتتقوقع في بلاد الترك , وقد أعطى تعليماته بتعليم و كتابة اللغة التركية رسمياً وأصبحت منذ ذلك الوقت اللغة الأولى في التخاطب والتعامل لأهل المنطقة وإلى يومنا هذا ( ولد تيمورلنك في بلدة كش قرب سمرقند التي دفن فيها عام 1406 م ) .
هذه لمحة تاريخية – توضيحية لمصطلحات ومفاهيم خاطئة تعلمناها دون تمحيص ولا تدقيق , كتبتها لأني عشت في بلاد ما وراء النهر 17 عاما” ودرست تاريخ المنطقة وكتبت عنها وعن دور الأتراك في الحضارة الإسلامية , لزم البيان لعدم الوقوع في النسيان .. والله العالم العليم .
عمر شحرور / مرشح دكتور في أكاديمية العلوم لجمهورية قرغيزيا
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=37901
الباحث ماجد ابوسيحمنذ 6 سنوات
مع احترامي لشخصك اكثر كلامك متناقض مع حقائق وثوابت .
تيمور لنك مجرم قاتل اباد حلب عن بكرة أبيها وأخذ المسلمات سبايا. دخل دمشق وحمص وعاث جيشه بهن. قتل واغتصاب وتنكيل .