شهدت مدينة هجين التابعة لدير الزور السورية المشهد الختامي من المسرحية المستمرة بين داعش وبي كا كا. ففي الوقت الذي سلم فيه داعش إلى بي كا كا المناطق التي كان يسيطر عليها منذ عامين، أبعد عن المنطقة أكثر من 25 ألف مدني خلال 20 يومًا.
من جانبه قال الناشط الحقوقي المقيم في دير الزور قيس الأماني في تصريحات خاصة أدلى بها ليني شفق “يتم إخلاء المناطق المنتزعة من داعش. إنهم يطردون سكان تلك المناطق من ديارهم وقراهم. لقد أخلوا بالكامل منطقة انتزعها بي كا كا من داعش بمساحة 4 آلاف كم”.
وأضاف الناشط السوري أن المهجرين من المنطقة يتعرضون لضغوط من أجل الانتقال إلى تركيا أو منطقة درع الفرات، موضحا أن سكان سوريا الذين أصبحوا لاجئين يستغلون كأداة لابتزاز تركيا.
290 ألف شخص خلال عام واحد
إعلان
وألمح الأماني إلى أن الأشخاص والجماعات الداعمة للأسد انتقلت إلى مناطق سيطرته عام 2012، مشيرًا إلى أن بي كا كا أقدمت على اتهام المدنيين بالانتماء لداعش وهددتهم بتسليمهم إلى النظام.
وأضاف بقوله “أصبحت هجين الحلقة الأخيرة في مسلسل التغيير الديموغرافي الذي تعيشه سوريا”، لافتا إلى أن أكثر من 290 ألف مدني أخرج من المنطقة خلال 2017-2018.
وأشار الناشط السوري إلى أن آلاف الأشخاص الذين لا تربطهم أي علاقة بداعش يتعرضون للتهديد بالحبس داخل معسكرات الإرهابيين، موضحًا أنّ أكثر من 200 عناصر من المنتسبين للتنظيم الإرهابي أخذوا من هجين ونقلوا إلى معسكر تدريب خاص لودعهم بالقتال ضد تركيا لصالح بي كا كا.
إعلان
مضيفًا أنه يحاول العمل في ظل ظروف قاسية مع زملائه في دير الزور، وتابع تصريحاته كما يلي:
تغيير صكوك الملكية
إعلان
لقد صادروا من خلال إجراءات مزيفة منازل وأراضي 1760 عائلة هجرت مؤخرا من دير الزور.
وبخلاف ما نسجله، فإنّ صكوك ملكية العديد من الممتلكات بالمدينة تتغير بسرعة كبيرة.
فالنظام يتعاون مع بي كا كا لإنجاز هذه المهمة؛ إذ إنهم يقسمون الأراضي والمنازل المستولى عليها بتوقيعات مزورة بين أعضاء بي كا كا والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران. يوجد 8 مخيمات للاجئين في عموم الرقة والحسكة ودير الزور.
كما أن بلدات Ayn İsa-Hol, Tuveyhina, Mişleb, Sahel, Haşeb, Tuvamiyye, Suvvar ve Zaman لا تزال مخيمات مفتوحة للاجئين. فالظروف المعيشية هناك قاسية للغاية. ونعتقد أن المخيمات المقامة في منطقة سيطرة بي كا كا تأوي حاليًّا 10 آلاف و150 عائلة.
دير الزور تتحول لمدينة أشباح
إنّ عدد من هُجّروا خلال الصراع المفتعل بين داعش وبي كا كا تخطى 65% من تعداد سكان الحسكة ودير الزور والرقة مجتمعين. وهي نسبة تفوق 4 ملايين شخص. ولقد انتقل معظم من هجروا من ديارهم إلى إدلب ومناطق درع الفرات وتركيا. ولا تزال بي كا كا، المدعومة من الولايات المتحدة، تطبق بالطريقة ذاتها سياسة استغلال المدنيين كورقة ضغط على تركيا، وهي السياسة التي بدأ الأسد انتهاجها أواسط عام 2013.
كان تعداد سكان دير الزور قبل الحرب مليون و700 ألف نسمة، واليوم فإن 130 ألف نسمة فقط يعيشون في المناطق التي دخلها النظام وتلك الواقعة تحت احتلال بي كا كا. لكن أكثر من 60 جامعا في عين علي ودير الزور والميادين حولوا إلى حسينيات.
تشييع الجوامع
يتعرض أئمة الجوامع لضغوط ليدعوا في الخطبة للإمام علي والخميني والدولة في إيران التي تفرض ذكر إمامها في الخطب من خلال مفهوم الاحتلال التقليدي. ولهذا السبب تحديدا يعزف الناس عن الذهاب لصلاة الجمعة.
كما يتعرض المؤذنون لضغوط ليؤذنوا على الطريقة الشيعية. لقد جعل النظام والإيرانيون إجباريا أن يقول المؤذنون أشهد أن عليا ولي الله بعد أشهد أن محمدا رسول الله، وأن يقولوا حي على خير العمل بعد حي على الفلاح. وقد سجن 7 أئمة لم يذكروا اسم الخميني مع الخلفاء الأربعة.
كما أسكنوا في عدة أحياء عائلات العديد من عناصر الميلشيات الأجانب الذين يحاربون في صفوف النظام.
المصدر:يني شفق
إعلان
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=86656