تلجأ وسائل إعلام النظام ووسائل الإعلام الروسية والإيرانية الداعمة له لفبركة أخبار وتقارير لا أساس لها من الصحة، في محاولة منها لرفع المعنويات، والاحتفال بانتصارات وهمية لا يقبلها سوى العقل المؤيد.
وعندما لا يجد الإعلام الموالي قصصاً وفبركات يمكن الاعتماد عليها، يلجأ إلى اجترار تقارير قديمة كان قد نشرها قبل سنوات، معولاً على نسيان جمهوره لها، وسهولة تقبله لها كأخبار جديدة.
أما أحدث هذه الأخبار الكاذبة والتي نشرتها وكالة سبوتنيك الروسية، ووكالة مهر الإيرانية، فكان فحواها “إغراق سوريا لغواصة إسرائيلية”.
وجاء في الخبر الذي نشر الأربعاء، أن “مجلة أمريكية نشرت تقريرا عسكريا سريا كشفت خلاله حادثة أدت الى إغراق غواصة إسرائيلية من قبل القوات البحرية السورية قبالة شواطئ سورياً”.
إعلان
وأضاف المصدران الروسي والإيراني: “في التفاصيل كشفت المجلة الأمريكية أن غواصة إسرائيلية كانت في مهمة استطلاعية عسكرية في البحر الأبيض المتوسط، وقامت خلال جولتها بدخول المياه الإقليمية السورية، وحاولت القيادة العسكرية المسؤولة عن الغواصة اتخاذ تدابير وقائية من خلال الغوص أكثر لعدم رصدها من القوات السورية”.
وأضافا أيضاً نقلاً عن مصدرهم الأمريكي: “على عمق 1500 متر قامت الغواصة بمهمة استطلاعية، لكن بعد ساعات اطمأنت قيادة الغواصة أن لا خطر عليها، واتخذت قرارا بالصعود إلى 150 مترا، فما كان أن تعرضت الغواصة الإسرائيلية في تمام الساعة الثانية صباحا إلى هجوم من قبل الزوارق البحرية التابعة للقوات البحرية السورية التي أطلقت طوربيدات روسية استهدفت الغواصة”.
وختاماً: “أشارت مصادر للمجلة الأمريكية أن الطوربيد الذي استهدف الغواصة أصابها بشكل مباشر، ما أدى إلى إغراقها سريعا وقامت الحكومة السورية في تللك الفترة بعملية تمشيط كبيرة في المنطقة، لكن الفشل بإيجاد الغواصة وتحديد مكانها في قعر المياه أرغم الحكومة والقيادة العسكرية السورية التكتم عن الموضوع وذكرت مصادر إسرائيلية أن البحرية الإسرائيلية خسرت بالفعل غواصتين في ذلك العام بظروف لم يعلن عنها يعتقد أن هذه إحداها”.
إعلان
وبالعودة إلى المصدر الأصلي للخبر، فإنه موقع أمريكي لا يحظى بانتشار واسع (veteranstoday.com)، وكان نشر الخبر في أيار من العام 2015.
وعندما نشر الموقع الخبر في ذلك الوقت، كان يتحدث عن التدمير المزعوم مع الإشارة إلى أنه حدث قبل 24 شهراً، أي عام 2013.
إعلان
واستقى الموقع معلوماته من مدونة موالية مغمورة، لا تختلف عن غيرها من المصادر الإعلامية الموالية التي تؤلف وتخترع قصصاً وأخباراً لا أساس لها من الصحة.
ونوه الموقع في بداية خبره إلى أن “هذه القصة محيت من الإنترنت بعد نشرها بقليل، وعادت لتظهر اليوم (2015)”.
المصدر: عكس السير