قال الباحث والمؤرخ والكاتب السوري، محمود السيد الدغيم، إنه أعد فهارس للمؤلفات المخطوطة يدويًّا الموجودة في مكتبة السليمانية للمخطوطات، ومكتبة راغب باشا، مؤكدًا على شعوره بالمسؤولية تجاه هذه المؤلفات من التراث العثماني الممتد 700 عام.
وأضاف الدغيم أن في إسطنبول حوالي 250 ألف مخطوطة، تشكل عالمًا من الكتب ينقل الحضارة الإسلامية عبر الأجيال، موضحًا أنه قدم من سوريا ويقيم في تركيا منذ عام 1983، حيث عمل مدرسًا للغة العربية في الكثير من المدارس.
وأشار الباحث السوري إلى أنه كان يتوجه يوميًّا إلى مكتبة السليمانية للمخطوطات، عندما كان مدرسًا، وأنه عرض على مديرها ذات يوم إعداد فهارس بالكتب الموجودة فيها، ليتحقق الأمر بعد 21 عامًا.
وأفاد أنه أتم دراسة الماجستير والدكتوراه في لندن في تسعينيات القرن الماضي، وعاد إلى تركيا من أجل المخطوطات.
إعلان
ولفت إلى أنه أتم فهرسة مجموعة كتب السلطان سليمان القانوني عام 2010 في ثلاثة مجلدات، مضيفًا: “إلى جانب الفهرس أعددنا ‘دي في دي‘ يحتوي على 15 ألف صورة للمخطوطات الأصلية. دونت هوامش توضيحية عن كل كتاب وكاتب في الفهرس”.
وأشار إلى أنه عمل على مدى عامين على أكثر من ألفين و165 مخطوطة يدوية، موضحًا أن طباعة الفهارس تمت في بيروت، بسب ارتفاع الكلفة في تركيا.
ولفت إلى وجود حوالي 250 ألف مخطوطة في إسطنبول، تشكل عالمًا من الكتب ينقل الحضارة الإسلامية من جيل إلى آخر، مضيفًا: “كان علي القيام بشيء من أجل هذه المؤلفات من التراث العثماني الممتد على مدى 700 عام. لأن هذه المؤلفات يتيمة وتتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة للتاريخ الإنساني”.
إعلان
وبيّن الباحث السوري أنه عمل في مكتبة راغب باشا على مدى خمس سنوات، وأن العمل انتهى في العام الماضي مع إتمام 10 مجلدات، مشيرًا إلى إعداده ‘دي في دي‘ واسع وشامل يحتوي على صور المخطوطات الأصلية.
وأضاف أن راغب باشا كان رجل دولة عثماني ودبلوماسي وشاعر، وضمت مجموعته كتبًا رائعة، مشيرًا إلى أن راغب باشا عمل في ولايات دمشق وحلب ومصر، وله 22 مؤلفًا.
إعلان
ومضى قائلًا: “عملت في مكتبة راغب باشا طوال خمس سنوات، أعددت خلالها 25 فهرسًا. دونت في الفهارس أسماء مؤلفي الكتب ولمن كتبوها، ولمن أعطوها. أعتقد أنه لا يوجد أفضل من هذا الفهرس في العالم”.
وأوضح الدغيم أنه عمل على ألف و112 مؤلف في مكتبة المثنوي خانة، إضافة إلى تصحيح فهرس المخطوطات اليدوية الموجود في مكتبة غازي خسرو بك، في البوسنة والهرسك.
وأشار إلى أن عمله يتطلب المعرفة والصبر، وأنه ليس عملًا يمارس بهدف كسب المال، موضحًا أنه لم يطلب دعمًا من أحد من أجل أعماله.