تحظى صور وفيديوهات الشاب التركي باركين أوزدمير، باهتمام ومتابعة كبيرتين على موقع “إنستغرام” لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو.
في هذه الصور والفيديوهات يظهر أوزدمير (23 عاما) برفقة عدد كبير من طيور البطريق، خلال زيارته للقارة القطبية الجنوبية، بجانب رحلاته الأخرى، فهو أصغر تركي تطأ قدميه القارات السبع.
أوزدمير قال، في مقابلة مع الأناضول، إنه بدأ زيارة قارات العالم خلال دراسته الجامعية، بفضل إدخاره أموال المنح الجامعية.
وأعرب عن سعادته البالغة لتمكنه من زيارة القارة الأخيرة في العالم، وهي القارة القطبية الجنوبية.
وأوضح أنه لجأ إلى طريقة التمويل الجماعي عبر شبكة الإنترنت، لتمويل رحلته إلى القطب الجنوبي.
وأضاف: “رغم أن هذه الطريقة ليست منتشرة كثيرا في بلادنا، إلا أنني أردت التجربة”.
وتابع: “أردت من خلال هذه الطريقة توجيه رسالة إلى الشباب التركي مفادها أنه لا حدود للأحلام، حيث فتحت باب التبرع لجمع عشرين ألف ليرة تركية خلال ستين يوما”.
وأردف أنه عندما فتح باب التمويل كان يهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية، أولها هو التأكيد للشباب على أهمية إيجاد فرص بأنفسهم وزيارة العالم، تماما كما فعل هو بعمر 22 عاما.
والهدف الثاني، بحسب الشاب التركي، هو تسليط الضوء على أزمة الاحتباس الحراري العالمية، أما الهدف الأخير فهو زيارة القارة السابعة والأخيرة في العالم.
** تمويل سريع
الشاب التركي قال إن فكرة تحقيق لقب أصغر تركي يزور القارات السبع أدت إلى زيادة الإقبال على حملة تمويل رحلته، إذ وصل المبلغ إلى 21 ألف ليرة تركية خلال 27 يوما فقط.
وأضاف أوزدمير أنه زار حتى اليوم 52 دولة، بفضل إدخاره لأموال منحه الجامعية، وأن زيارة القطب الجنوبي كانت الأكثر كلفة.
وأوضح أن الحد الأدنى لرحلة إلى القطب الجنوبي لمدة عشرة أيام يبدأ من ستة آلاف دولار.
وأردف أن القطب الجنوبي يزداد شعبية عاما بعد آخر، ما يجعل أجور الرحلات إليه تزداد أيضا.
لكن ثمة خياران للحصول على رحلة رخيصة إلى القطب الجنوبي، وفق الشاب التركي.
وأوضح أوزدمير أنه يمكن حجز الرحلة قبل عام من انطلاقها، أو المغامرة بالذهاب إلى مدينة أوشوايا الأرجنتينة، وانتظار العروض الأخيرة للرحلات قبل انطلاقها بدقائق.
أما عن تجربته هو، فقد اشترى رحلة بأجر مخفض، قيمتها 9 آلاف و500 دولار، لمدة عشرين يوما.
وزاد بأنه انطلق من إسطنبول إلى مدينة فرانكفورت الألمانية، ومنها إلى العاصمة الأرجنتينية بيونيس آيريس، حيث مكث لمدة أسبوع.
بعدها توجه إلى مدينة أوشوايا، ومنها انطلق في رحلته إلى القطب الجنوبي مع مئة سائح آخرين.
** سعادة حتى البكاء
نظرا للطبيعة الخاصة للقارة القطبية الجنوبية كان الشاب التركي، كما حال بقية السائحين، في عزلة عن العالم.
وقال أوزدمير إن “الإنترنت والهواتف لم تكن تعمل خلال رحلة القطب الجنوبي”.
وتابع: “كما كنا مجبرين على النظر إلى الساعة باستمرار، حيث كان الظلام يخيّم في الواحدة ليلا، وتشرق الشمس في الرابعة فجرا”.
ولفت إلى أن الرحلات بين المناطق في القطب الجنوبي كانت أحيانا تستمر أياما.
وأضاف أنه كتب حوالي 250 صفحة عن هذه الرحلة على شكل يوميات، ويعتزم إصدارها في كتاب بمساعدة ممولين.
وأعرب عن إعجابه الكبير بجزيرة جورجيا الجنوبية في القطب الجنوبي، حيث توجد أكبر مستعمرة للبطريق حول العالم.
وقال أوزدمير إنه بكى من شدة سعادته في هذه الجزيرة، إذ تضم حوالي 250 ألفا من طيور البطريق، إلى جانب الفقمات، والجبال الثلجية.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=66361