يصطف عشرات الأتراك في طوابير طويلة للحصول على احتياجاتهم من الخضراوات الأساسية من مراكز البيع التي أقامتها بلدية إسطنبول في كافة مناطق المدينة، قبل شهر ونيف من اصطفافهم في طوابير الاقتراع للانتخابات البلدية المنتظرة نهاية مارس/آذار المقبل.
وانقضى أكثر من أسبوع منذ أن شرعت بلديتا إسطنبول وأنقرة ببيع الخضار من المنتج للمستهلك مباشرة لتخفيف تداعيات الارتفاع الكبير في أسعار تلك المنتجات على كاهل المواطن.
وخصصت خمسون نقطة بيع ارتفع عددها لاحقا إلى ثمانين تقدم سبعة أصناف من الخضراوات أهمها البصل والباذنجان والبندورة بالسعر القديم بعدما تضاعفت أسعار هذه المنتجات عدة مرات خلال الأسابيع الأخيرة، فصار سعر كيلو البصل مثلا أكثر من سعر كيلو لحم الدجاج.
تأثير على السوق
إعلان
وقالت إحدى السيدات اللاتي التقتهن الجزيرة نت بمركز بيع الخضروات بمنطقة باشاك شهير إنها توقفت عن شراء الخضار من المحال التجارية وحتى من البازارات الأسبوعية رغم أن أسعارها انخفضت نوعا ما بسبب منافسة مراكز البيع.
وأضافت أن سعر كيلو الباذنجان عاد إلى نحو ست ليرات في المتاجر بعدما وصل 15 ليرة، مشيرة إلى أن هذا الانخفاض يرجع إلى عرض الباذنجان بسعر يقل عن أربع ليرات بمراكز البلديات (الدولار 5.3 ليرات).
ويعتمد المطبخ التركي بشكل كبير على الخضار، لكن ارتفاع سعرها الكبير دفع بعض الباعة لاستبدال بضاعتهم من الخضار بالفواكه التي ما زالت أسعارها معقولة مقارنة بأسعار الخضار في السوق التركي.
إعلان
ورغم الإسهام الواضح لهذه الحملات في تخفيض أسعار الخضار في بقية المحلات فإن الارتفاع المتصاعد بأثمان السلع المختلفة بات يثقل كاهل المواطن قبل شهر ونيف من انتخابات البلديات التي يتوقع مراقبون أن تكون اختبارا جديا لتماسك حزب العدالة والتنمية الحاكم.
البعد الانتخابي
إعلان
ومنح الاكتظاظ الشديد -الذي تشهده نقاط بيع الخضار التابعة للبلديات- المعارضة فرصة ذهبية كي تهاجم السياسة الاقتصادية للحزب الحاكم قائلة إن الحزب حوّل تركيا إلى “بلد الطوابير”.
وقالت وزارة التجارة إنها سجلت 88 شركة تعمل بالجملة استغلت انخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار -وما نتج عن ذلك من ارتفاع غير مسبوق بمستويات التضخم- لرفع أسعار البضائع التي توردها لتجار التجزئة وفي مقدمتها الخضار بما يتراوح بين 100% و800%.
ووفق صحيفة “حرييت” فقد فرضت الحكومة غرامات بقيمة مليوني ليرة (378 ألف دولار) على هذه الشركات عقابا لها على رفع الأسعار، رغم ثبات معدل سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأشهر الأخيرة.
وأطلق الرئيس رجب طيب أردوغان تهديدا شديد اللهجة بتوقيع غرامات مالية باهظة على التجار الذين يقومون برفع أسعار الخضراوات متهما إياهم بتكوين نظام استغلال.
وأوضح خلال حديثه لتجمع انتخابي بولاية دنيزلي (غرب) أنه من الممكن أن تبدأ حكومته بتوسيع فكرة مراكز البيع المخفض إلى الأحياء النائية إذا لم يحدث تحسن بالأسعار حتى 31 مارس/آذار المقبل (موعد الانتخابات البلدية).
حلول إسطنبول
وتعهد بن علي يلدرم مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول بتخفيض أسعار الخضار بالمدينة من خلال مشروع اقتصادي كبير.
وقال إن المشروع يرتكز على إقامة مركزي تسوق كبيرين أحدهما في توزلا بالمنطقة الآسيوية من إسطنبول والآخر بمنطقة أرناؤوط كوي بالجزء الأوروبي، موضحا أنهما سيوفران الخضراوات والفواكه والحبوب بأسعار مخفضة.
ويحتوي المركزان -وفق يلدرم- على نقاط لبيع اللحوم والحليب ومشتقات الألبان والأسماك والمنتجات الغذائية البحرية والأغذية الجافة والزهورات وغيرها.
وقد ارتفعت أسعار الخضار بين عامي 2004 و2018 -وفق معطيات دائرة الإحصاء المركزية- بنسب تتراوح بين 105% و1308%، حيث سجل نبات الهليون (الأسبراغوس) أعلى قيمة ارتفاع، بينما ظل القرنبيط أقل الخضراوات ارتفاعاً.
وتظهر المعطيات ارتفاعا طبيعيا ومتوازنا في الأسعار خلال الأعوام الـ 14 الماضية، قبل أن يسجل الارتفاع الكبير العام الماضي.
المصدر : الجزيرة
إعلان
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=90015