عباس أعومري / خاص تركيا بالعربي
بين الطالب العربي والطالب الأوروبي قصور فكر أم اختلاف الظروف… !!!
_الجزء الثاني_
بقلم الأستاذ الكاتب عباس أعومري.
كاتب في الفكر الإسلامي.
وصف المثقف عبر التاريخ بأنه حامل مشعل النور لينير به الدروب ويفتق به الأذهان فالمثقف هو منارة علمية فصفة المثقف كما يقول سارتر “لا تطلق على علماء يعملون في حقل انشطار الذرة لتطوير أسلحة الحرب الذرية وتحسينها: فهم محض علماء، لا أكثر ولا أقل، ولكن إذا ما انتاب هؤلاء العلماء أنفسهم الذعر لما تنطوي عليه الأسلحة التي تصنع بفضل الجهود هم وأبحاثهم من طاقة تدميرية، فاجتمعوا ووقعوا بيانا لتحذير الرأي العام من استخدام القنبلة الذرية، غدوا من فورهم مثقفين، وذلك بالفعل، لأنّهم تجاوزوا صلاحياتهم “.
إعلان
لعلّ ما يمكن أن نقوله هنا هو أنّ سارتر باعتباره أحد أقطاب الفكر الغربي بمثاله هذا جعل معيار وصف المثقف بهذه الصفة هو الوعي أولا والدفاع عن القيم الإنسانية ثانيا، ولعلّ هذا النوع من المثقفين هو الذي يحتاجه حاضر أمتنا، فالفكر الآمن يجعل من المثقف قادرا على فهم واقعه بوعي لما يجري حوله وهو الذي يمده بالقوة والقدرة على التغيير فضلا عن الاعتزاز بالهوية تلك الهوية التي تئن توجعا مما أصابها من شبابنا من مظاهر الانسلاخ في الجامعات سواء في لباسهم أو طريقة أكلهم أو أسلوب تفكيرهم ورؤيتهم للحياة عامة فأي حصافة ننتظرها منهم أو نقد بناء للمجتمع سنراه منهم أو تطلع لتبني مشاريع عظيمة تخدم الأمة فضلا عن الإنسانية… !!!.
فنحن هنا لا نعدم وجود الخير في شباب أمتنا في جامعاتنا العربية رغم الظروف القاهرة التي تحيط بهم من كل صوب وحدب فهناك الشاب الوعي الذي يحسن النقد في الوقت والمكان المناسب وهنا يحضرنا قول فيلسوف الكوجطو الديكارتي “أنا أفكر إذن أنا موجود” رغم التحفظ الكبير على فلسفته هذه وأبعادها الأيديولوجية حيث يقول في موضع رؤيته للمثقف بأنه “ناقد اجتماعي يسعى إلى نقد الممارسات انطلاقا من مرجعية نظرية موحدة و محددة”.
فالمثقف الحق يتميز بالحس النقدي البناء، والوعي الكبير الذي يجعله قادرا ومتمكنا من تفحّص سلوكيات مجتمعه، وإيجاد السبل الكفيلة التي تسهم في تعديلها أو تغييرها وتكون عملية التغيير من منطلق مرجعية واضحة الرؤية ومحدد معالم طريقها حتى لا يتوه أو تغيب عنه أهدافه الكبرى فلطالما رأينا شبابا مسلما ذهب هناك لبلاد الغرب فأخذ العلم منهم دون ذوبان في طبيعة تلك الحضارة والثقافة المنفلتة أخلاقيا، فرأينا فيه مدى تمسكه بهويته الاسلامية وتمثله لها تمام التمثل رغم كل الفتن التي كانت تحيط به، فعاد بذاك العلم وكله وعي بما هو ملقا على كاهله فرسم أهدافا وشيد مشاريعا تبصم بصمته الخاصة وهنا يحضرنا المفكر والداعية الكبير طارق سويدان الذي كان شابا يافعا في بلاد الغرب وعاد لوطنه مقيما مشاريعا تشهد على مدى وعيه بقضايا أمته والأمثلة كثيرة على ما أنجزه لكننا نكتفي هنا بمشروع اعداد القادة الذي كان له تأثيرا كبير عليا أنا شخصيا فرأيت حماسه ولمست مدى حبه للشباب المسلم الواعي فبرزت من ذاك المشروع وجوه عديدة أخرى سواء في فئة الفتيات أو الشباب فرأينا من الشباب الداعية والإعلامي المتميز أمجد أبو سيدو المعروف في الوسط الاعلامي والدعوى على مستوى فلسطين والعالم العربي عامة والذي قام الداعية طارق السويدان الاشادة به كثيرا في مشروعه اعداد القادة، ومن الفتيات رشا ناجح التي ذاع صيتها بشكل كبير كإعلامية ناجحة بعد مشاركتها في مشروع اعداد القادمة لتخرج لنا برنامجها الشهير مطلوب مجانين… !!!.
يتبع…
إعلان