أخبار تركيا بالعربي
تثبيت ملكية الخطوط التركية في الشمال.. كيف ستُحل المعضلة؟
أصدّرت شركة الاتصال “توركسل” التركية في الأيام القليلة الماضية، قراراً يفرض على جميع مستخدمي خطوطها على أراضيها، وفي الشمال السوري المحرر، ضرورة مراجعة مراكزها بغية تحديث بيانات ملكيتهم لخطوط الهاتف المحمول وذلك بالاعتماد على رقم بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” عوضاً عن جواز السفر.
في هذا الشأن، قال “محمد زكور”، أحد مهجّري ريف حمص، ويقطن الآن في مدينة “عفرين” شمالي محافظة “حلب”، في تصريح خاص لـ”اقتصاد”، إن السوريين المقيمين في الشمال السوري المحرر قد تلقوا مؤخراً رسائل نصية من شركة “توركسل” التركية، جاء فيها “ينبغي عليكم القدوم إلى متاجرنا وتقديم وثيقة تحتوي رقم الهوية الأجنبية الحالي التابع لخطكم، أو إرسال رقم الهوية الأجنبية عبر تطبيق Dijitloperator، وفي حال تعذر العثور على معلومات أو التحقق منها سيتم تقييد خطكم للمكالمات الصادرة ولإرسال الرسائل والوصول إلى الإنترنت، باستثناء خدمة المكالمات الطارئة، اعتباراً من الثاني من شهر أيار/ مايو القادم”.
وأضاف: “يتوجب على المستخدم إعادة إرسال صورة عن بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) لضمان استمرارية عمل الخط، ولا توجد وسيلة أخرى لتفعيله، في ظل حاجة الناس الماسة إلى الخطوط التركية، من أجل إجراء اتصالاتهم الخلوية فيما بينهم أو بين أقاربهم، بالإضافة إلى تصفح مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي”.
إعلان
وحسب “زكور” فإن قرار إلغاء أو توقيف خطوط أجهزة الهواتف المحمولة غير المثبتة على بطاقة “الكيملك”، لا يقتصر على قاطني الشمال السوري فحسب، بل يشمل أيضاً قسماً كبيراً من اللاجئين السوريين الذين يتواجدون على الأراضي التركية ممن لم يتمكنوا حتى اللحظة من الحصول على بطاقة الحماية المؤقتة.
ولفتّ “زكور” الذي قام بشراء خطه التركي قبل نحو عام من الآن، إلى أنه وكغيره من السوريين ممن وصلتهم رسائل مماثلة، لا يستطيع التوجه لأي من مراكز خدمة العملاء التابعة لشركة “توركسل”، وذلك لعدم امتلاكه لهوية الحماية المؤقتة “الكيملك” التي تفرضها الشركة من جهة، ولانعدام وجود أي من هذه المراكز في عموم الشمال السوري من جهة ثانية.
وعلى الرغم من أنه لا تأثير للخطوة الحالية على استعمال شبكات الإنترنت اللاسلكية “واي فاي”، إلا أن ما يزيد عن 75% من الأهالي في أنحاء متفرقة من الشمال السوري المحرر، يعتمدون بشكلٍ مباشر على شبكات الاتصال التركية لإجراء اتصالاتهم، نتيجة لسوء تغطية شبكات الاتصالات السورية “سيريتل” و”إم تي إن” وغياب خدماتها عن المنطقة.
إعلان
قلق وحيرة
ووفقاً لما أشار إليه “أحمد طالب”، صاحب أحد محال بيع الجولات وموزعي الخطوط التركية في مدينة “الباب” شمال “حلب”، فإن أبناء الشمال السوري المحرر يترقبون بقلق وحيرة القرار الأخير الصادر عن شركة “توركسل” التركية، لأنهم غير قادرين في الوقت الراهن على إثبات ملكية خطوطهم أو الاستغناء عنها وشراء غيرها.
إعلان
وأردف في حديث خاص مع “اقتصاد” قائلاً: “أضر قرار إيقاف خطوط الاتصال التركية، كثيراً، بعمل غالبية المحال المخصصة لبيعها في مختلف أنحاء الشمال السوري المحرر، وذلك جراء عزوف شريحة واسعة من الأهالي الذين لا يحوزون بطاقة (الكيملك)، عن شراء أو شحن خطوطهم مجدداً فور سماعهم بالإجراءات الجديدة الصادرة عن الشركة”.
الداخل التركي.. تباين واستغلال
بدوره أوضح “عبد الملك عقيل” المقيم في مدينة “غازي عينتاب” التركية، لـ”اقتصاد”، قائلاً: “توجهت إلى مركز خدمة العملاء في شركة (توركسل) بعد فترة قصيرة من وصول الرسالة النصية، وبسبب كثرة المراجعين، طلب إليَّ موظف الشركة العودة عند المساء، وعند عودتي طلب مني بطاقة (الكيملك)، ثمّ قام بتصويرها وإدراجها على النظام، بعدها وصلتني رسالة تحمل كلمة مرور مكونة من أربعة أرقام، أدخلها الموظف لديه، لتتم عملية تأكيد ملكية الخط بنجاح”.
وأضاف: “استغرقت العملية حوالي ربع ساعة، وفي نهاية الأمر طلب مني الموظف مبلغ 20 ليرة تركية، وهذا ما فاجأ أصدقائي في ولايات تركية أخرى؛ إذ أخبروني بأنني تعرضت لعملية احتيال لأنهم قاموا بنفس هذه العملية بالمجان ودون دفع أي تكاليف مادية”.
إلى ذلك أكدّ “جمال عثمان” رئيس المجلس المحلي في مدينة “الباب” في تصريح خاص لـ”اقتصاد”، على وجود مباحثات تجري حالياً مع الحكومة التركية، بهدف الوصول إلى حلٍ بديل ومناسب عن إيقاف عمل خطوط الهواتف الخلوية في منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.
ويقوم الاقتراح الذي تقدّم به محلي “الباب” إلى الجانب التركي-حسب عثمان- على تثبيت الخطوط وتسجيلها على البطاقات الشخصية الجديدة الصادرة عن المجالس المحلية في تلك المناطق.
المصدر: خالد محمد – اقتصاد
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=97467