أورينت نت – ترجمة: جلال خيّاط
قالت صحيفة “واشنطن بوست”، أن جدول أعمال الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) لم يتغير، بقيت القضايا التي ناقشها مع نظيره الأمريكي (دونالد ترامب) في قمة مجموعة العشرين، التي انعقدت في الأرجنتين، هي ذاتها التي ناقشها في اتصاله الهاتفي يوم الجمعة الماضي.
وبحسب الصحيفة كرر (أردوغان) نفس الكلام، حيث قال إنه عاجز عن فهم استمرار الولايات المتحدة في دعم وتسليح “قسد” في المعركة ضد تنظيم “داعش”.
وتعتبر تركيا التي تتقاسم مع سوريا حدوداً تصل لأكثر من 800 كم، أن “قسد” تشكل تهديداً لأمنها القومي، وأن الولايات المتحدة تتحالف مع طرف مصنف على إنه إرهابي.
إعلان
وأكد (أردوغان) أن “داعش” قد هزمت، مضيفا إن الجيش التركي قوي ويمكنه بسهولة تولي موضوع الجيوب المسلحة التي يأوي إليها التنظيم.
واستغرب من موقف الولايات المتحدة، التي أعلن رئيسها هزيمة التنظيم، قائلاً لماذا تحتفظ بحوالي 2,000 جندي هناك إذاً؟.
رد (ترامب) حينها “أتعلم؟ المنطقة لك.. سأغادر”.
إعلان
تفاصيل المكالمة التي أوردتها الصحيفة، تناقلها عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، وأدت إلى مجموعة من الأحداث، ليس أقلها، استقالة وزير الدفاع الأمريكي (جيم ماتيس) يوم الخميس.
وتشير الصحيفة إلى أن المعلومات الواردة في تقريرها، تمت بناء على مقابلات أجريت مع مسؤولين حكوميين في البيت الأبيض وآخرين في الأمن القومي، جميعهم تحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويتهم.
إعلان
أقلية داعمة وأكثرية خائفة
دعم قرار (ترامب)، عدد قليل جداً من المشرعين، وبالطبع الشريحة التي تؤديه بغض النظر عن الأفعال التي يقوم بها.
وتشير الصحيفة إلى أنه يجب ألا نغفل، أن (ترامب) نفسه، وعد مناصريه بسحب القوات الأمريكية، وصرف الأموال على حماية الولايات المتحدة بدل من وضعها في أماكن بعيدة، والتي يجب أن تتحمل مسؤولية أفعالها أو تدفع للولايات المتحدة إن أرادت تواجدها هناك.
والوعد الذي قدمه (ترامب)، يشكل، بحسب الصحيفة، كارثة كاملة للعديد من أعضاء الكونغرس سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، وكذلك للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش”.
تضيف الصحيفة، ما زاد تعقيد الأمور، هو عدم قيام (ترامب) بإبلاغ أي أحد من إدارته بقراره، وعلم الجميع بقرار الانسحاب عبر تويتر في وقت مبكر من يوم الأربعاء.
وحاول فريق أمنه القومي، طوال أيام التي تلت مكالمته مع (أردوغان)، أقناعه بالعدول عن قراره فشلوا، واعتبروا لحظة الانسحاب هي الأسوأ في أجراء مفاجئ كهذا.
صدمة تنتهي باستقالة
اشتكى (ترامب) لمساعديه، مساء يوم الأربعاء، من محاولة (ماتيس) وآخرين، بإقناعه بإلغاء الانسحاب. وكان رده الدائم تكلفنا سوريا “ثروة” ولماذا؟ ماذا نستفيد من البقاء هناك؟.
وقال أعطيت (ماتيس) وآخرين، أشهر لإقناعي بأهمية التواجد هناك، إلا أنه لم يتمكن أحد من إقناعي.
في حين قال (ستيفن ميلر)، أحد أبرز مساعدي (ترامب)، إنه قد أخبر الرئيس منذ فترة طويلة، بأن وزير دفاعه لا يدعم أجندة “أمريكا أولاً”.
وتقول الصحيفة، بالنسبة لـ (ماتيس) كان (ميلر) على حق. لأن “أمريكا أولا”، تعني القيام بتصرفات مخالفة للتاريخ، ولا تحترم ما يعتبره حجر الأساس في الأمن القومي الأمريكي، فهو بطابع لا يدعم أجندة (ترامب).
وذكرت الصحيفة أن (ماتيس) جلس بمكتبه في البنتاغون قبل أن يحدد موعداً للقاء (ترامب)، وشاهد شريط الفيديو الذي استمر لمدة دقيقة و19 ثانية، وكان (ترامب) يعلن فيه النصر على “داعش” وأن القوات الأمريكية يجب أن تعود للوطن.
إعلان
غادر (ماتيس) مبنى البنتاغون في الساعة 3:30، ممسكاً بخطاب استقالته، وقبل المغادرة أمر بنسخ الخطاب عدة مرات وتوزيعه على كبار الموظفين ووسائل الإعلام.
إعلان
إعلان
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=81113