عثر العلماء على تمثال لسيدة يُعتقد أنه يعود لزوجة الملك سابيليوليوما الأول وذلك خلال عمليات التنقيب المتواصلة في منطقة تلةTayinat الأثرية ببلدة ريحانلي بمدينة هاتاي.
سابيليوليوما الأول هو ملك الحيثيين أيام حكم توت عنخ آمون في مصر، أرسلت له الأميرة (أس أن با آمون) زوجة توت عنخ آمون رسالة لإرسال أحد أبنائه ليتزوجها وتعلنه حاكما على مصر، وذلك بعد موت زوجها توت عنخ آمون. أرسل سابيليولوماس أحد أبنائه إلى مصر ليتزوج من الأميرة المصرية، ولكن الابن قتل قبل أن يصل إلى مصر بيد إما حور محب أو الكاهن آي.
هذا الملك الحيثّي العظيم أعاد تشييد العاصمة الأمبراطورية الحيثية حاتوس ، وحصَّنها . ثم قاد جيشاً إلى خارج حدود بلاده ، وتقدَّم نحو سوريا ، فاحتلها وقواها ، وفي أواخر سني حكمه ، كانت امبراطوريته تمتد من غربي تركيا حتى بيت المقدس ، وكان من القوة بحيث كان سائر الملوك يلجأون إليه للتحكيم فيما بينهم من خلافات للفصل في نزاعاتهم ، وقد توفي بالطاعون سنة 1346 قبل الميلاد.
وتوشك أعمال التنقيب الأثري لهذا الموسم في تلة Tayinat بمدينة هاتاي المتواصل منذ 13 سنة على الانتهاء.
وخلال عمليات التنقيب التي يشارك فيها فريق من 20 شخصا بقيادة البروفيسور تيموثي هريسون من جامعة تورونتو الكندية تم التوصل إلى تمثال سيدة يُعتقد أنه يعود لعصر السورحيثية في القرن التاسع قبل الميلاد.
ويتوقع أن التمثال الذي عُثر منه على الرأس والجسد يعود لزوجة الملك سابيليوليوما الأول غير أن القول الفاصل في هذا الأمر سينكشف في ختام الأعمال التي ستستغرق نحو عام.
ويوضح قائد عمليات التنقيب البروفيسور هريسون أنهم توصلوا لاكتشاف مهم خلال عمليات التنقيب هذا الموسم مشيرا إلى مواصلتهم عمليات التنقيب خلال السنوات الأخيرة في منطقة يعتقدون أنها منطقة الباب.
وذكر هريسون أنهم في عام 2012 عثروا على تمثال الملك سابيليوليوما الأول مفيدا أنهم عثروا في المنطقة نفسها على جزء من تمثال سيدة يمتد من أعلى الخصر وحتى الرأس وأن حجم وأبعاد والعوامل التصويرية لهذا التمثال الذي يعود إلى عصر السورحيثية يتشابه مع تمثال الملك سابيليوليوما الأول.
العثور على تمثال سيدة أمر قيم جدا
وأضاف هريسون ان التمثال أسقط على وجهه مؤكدا أنهم توصلوا إلى أن التمثال تم تحطيمه وإسقاطه بهذه الطريقة في العصر القديم، كما شدد هريسون على أن العثور على تمثال سيدة أمر قيم جدا مفيدا أنهم يعتقدون أن طول التمثال الأصلي يتراوح بين 4-5 أمتار وأنهم عثروا على الكثير من أجزاء التمثال مما سيجعلهم يبدؤون مشروعا لترميمه.
وأوضح هريسون أنهم يشعرون بالفضول لمعرفة هوية التمثال وسبب تحطيمه وإسقاطه بهذه الطريقة قائلا: “لدى ثلاث نظريات في هذا الصدد. كون أن هذا التمثال عُثر عليه في المكان نفسه الذي عُثر فيه على تمثال الملك سابيليوليوما الأول فإن هذا الأمر يزيد من احتمالية كون التمثال يعود لزوجته. وهذا التمثال قعد يعود لإله الأناضول كوبابا لكن بالنظر إليه من الناحية التصويرية فإن هذا التمثال يحاكي أكثر الإنسان. والاحتمال الثالث والأخير هو أن هذا التمثال قد يعود للجد الأول للأسرة الملكية أو أحد أنسابها”.
هذا وأعلن هريسون أنهم سيكشفون عن هذا التمثال بعد الانتهاء من الأعمال التي ستُجرى للوقوف على سبب تحطيم التمثال والشكل النهائي له متقدما بالشكر لوزارة الثقافة والسياحة التركية ومسؤولي متحف الآثار القديمة في هاتاي لمساعدتهم له خلال عمليات التنقيب.
والحيثيون هم شعب هندوأوروبي سكنوا آسيا الصغرى وشمال بلاد الشام منذ 3000 ق م في نفس الفترة التي سكن جيرانهم السومريون بلاد الرافدين، وهم من قبائل الأناضول الهندوأوروبية التي تعرف باسم ختي. ورد ذكرهم في النصوص المكتوبة بالمسمارية باسم بلاد ختي في مناطق الأناضول، وكان سكانها يسمون أنفسهم نسيين واعتمدت النصوص الحديثة باللغة العربية صيغة الاسم الوارد في التوراة وهي “الحثيون”، وسماهم الرومان هيثي (باللاتينية: Hetthaei).
وكانوا يسمون بلادهم في أيام المملكة الثانية باسم بلاد خاطى أو حاطى أو خاتي وشملت مملكتهم الأناضول وجزءا كبيرا من شمال غرب الهلال الخصيب في العهد الحيثي. ازدهر الحيثيون عام (2000-1200 ق م) وأنشؤوا دولة قوية عاصمتها هاتوشا في مكان بوغاز كوي الحالية (على بعد 144 كم من أنقرة) حيث كشف التنقيب عن أكبر مجموعة من الوثائق الحيثية، تمثل محفوظات دولتهم، وتتألف من أكثر من 10000 لوح فخاري جمعها ملوكهم (حوالي 1300 ق م) مكتوبة بالمسمارية كما كتب بعضها بالهيروغليفية وتظهر مواهبهم الفنية في نقوشهم وأختامهم، كما يظهر فيها التأثير البابلي والآشوري.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=23785