اشتكى مسؤول تركي من قلة عدد المواقع التراثية لبلاده المدرجة لدى لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) مقارنة بدول أخرى، رغم مكانة تركيا الحضارية البارزة.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال البروفيسور أوجال أوغوز، رئيس اللجنة الوطنية لمنظمة “اليونسكو” في تركيا، إن بلاده لديها 18 موقعًا في قائمة “اليونسكو” الدائمة للتراث العالمي، مستدركا بالقول “هذا العدد ليس كافيا”.
ومضى أوغوز موضحا :”هذا لا يتماشى مع عدد المواقع المدرجة لدول أخرى .. نحن دولة بمثابة مفترق طرق للعالم شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وكل حضارة تلتقي بالأخرى على أرضنا”.
وأردف: “جغرافيتنا هي التي أسست الحضارات”.
وقال أوغوز إن عدد المواقع المدرجة على قائمة “اليونسكو” للتراث العالمي لبلدان مثل الولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، يتراوح بين 30 أو 40 موقعاً.
وتابع بقوله “بناء على هذا يمكن القول إن عدد المواقع التركية في القائمة غير كاف”.
وأضاف المسؤول التركي أن عدد المواقع التراثية لتركيا في “اليونسكو” ارتفع بسرعة في السنوات القلائل الماضية، حيث تم قبول نصف عددها خلال السنوات الثماني الماضية.
وأوضح أنه كان من الممكن في الماضي تقديم ثلاثة أو أربعة أو خمسة مواقع في دولة واحدة سنويًا إلى “اليونسكو”، لكن المنظمة أصدرت حاليا نظاما يقيد تلك العملية من خلال الحصص، فأصبح بمقدور كل بلد أن يقدم موقعا واحدا فقط كل عام لضمه إلى قائمة التراث.
وقال إن لدى تركيا 77 موقعاً مدرجًا على القائمة المؤقتة لـ “اليونسكو”، وهو العدد الأكبر مقارنة بأي دولة أخرى.
ولكن بسبب نظام الحصص، فإن الأمر سيستغرق 77 عاما لتركيا لتقديم جميع المواقع على هذه القائمة (الدائمة)، إذا لم يتم إضافة مواقع أخرى إلى القائمة المؤقتة، حسب أوغوز.
التراث الثقافي
وقال أوغوز إن تركيا تحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم من حيث عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي في قائمة “اليونسكو”.
وتضم قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي 17 تقليدًا تركيًا.
والتراث الثقافي غير المادي يشمل التقاليد الشفهية وأداء الفنون، والممارسات الاجتماعية والطقوس والمهرجانات والمعرفة والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون أو العلم والمهارات اللازمة لإنتاج الحرف التقليدية، وفقا لموقع اليونسكو الرسمي.
وبحسب أوغوز يشمل التراث الثقافي غير المادي قائمتين: الأولى قائمة تمثيلية (تعكس ذلك التراث) والأخرى قائمة حماية عاجلة (للعناصر التي تتطلب حماية من الخطر).
وفي عام 2017 ، أضيفت “لغة الصفير” التركية إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى حماية عاجلة.
ولغة الصفير هي طريقة يستخدمها سكان الجبال التركية المطلة على البحر الأسود للتواصل فيما بينهم وذلك منذ أكثر من خمسة قرون.
بالإضافة إلى ذلك، تم إدراج احتفال الربيع Hidrellez ، وهو مشروع مشترك بين تركيا ومقدونيا ، في عام 2017 إلى القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي ، حسب أوغوز.
وأشار المسؤول التركي أنه سيتم عام 2019 تقييم محمية دلتا “قزل إرماق”، التي تعد من كبرى محميات الطيور في تركيا، وإذا أمكن، سيتم إدراجها ضمن مواقع التراث العالمي لـ”اليونسكو” كأول موقع تراث طبيعي في تركيا على القائمة.
وتقع دلتا قزل إرماق في ولاية سامسون (شمال) على البحر الأسود، وهي عبارة عن مجمع كبير للأراضي الرطبة يحتوي على جميع عناصر النظم البيئية للأراضي الرطبة، وفقًا لموقع “اليونسكو”.
وتستضيف الدلتا 352 نوعًا من الطيور، تشكل ثلثي أنواع الطيور في تركيا، كما تعد محمية فريدة للطيور، حيث تحمي 27 نوعًا نادرًا أو مهددًا بالانقراض.
المصدر: الأناضول
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=68523