دعت رئيسة بلدية مدينة تركية، استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، للوفاء بتعهداته بتقديم مساعدات، فيما يسعى مجلس البلدية لتوفير سبل عيش مستدامة للناس.
استقبلت تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ من سوريا وآوت مدينة غازي عنتاب جنوبي البلاد قرب الحدود الشمالية مع سوريا 500 ألف أو ما يعادل ربع عدد سكانها.
وبعد أن تدفق أكثر من مليون لاجئ عبر تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في 2015 وافق التكتل على أن يدفع لأنقرة مبلغا مقابل منع مزيد من اللاجئين من عبور البحر المتوسط إلى اليونان ومن ثم التحرك نحو الدول الغنية في غرب أوروبا. وقلص هذا الاتفاق عدد اللاجئين الذين يحاولون العبور بشدة.
يقول الاتحاد الأوروبي إنه دفع بالفعل المبلغ الذي وعد بتقديمه لتركيا وقيمته ثلاثة مليارات يورو (3.7 مليار دولار) خلال عامي 2016 و2017 رغم أن أقل من مليارين من هذا المبلغ صرفت حتى الآن بسبب مسائل إجرائية وهو أمر تعتبره تركيا تافها.
قالت فاطمة شاهين، رئيسة بلدية غازي عنتاب، إحدى أبرز أعضاء “حزب العدالة والتنمية” الحاكم الذي ينتمي له الرئيس طيب إردوغان لـ”رويترز” خلال زيارة لمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل “نتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يفي بوعوده بأسرع وسيلة ممكنة…عليهم أن يحولوا أقوالهم إلى أفعال”.
وتريد شاهين، التي ستجتمع مع كبار المسؤولين في مجال الهجرة والإغاثة الإنسانية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، من التكتل أن يساهم بالمزيد لأن غازي عنتاب تحولت من تقديم الغذاء والمأوى للاجئين إلى توفير التعليم والخدمات الصحية والوظائف لهم.
ومنذ اتفاق الهجرة في أوائل 2016 توترت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشأن ما يرى التكتل أنه نزعة استبدادية لدى أردوغان ومعاملته الصارمة للمنتقدين والمعارضين ولا سيما منذ المحاولة الانقلابية في يوليو/ تموز 2016.
ورغم أن تركيا حليف قوي لحلف شمال الأطلسي فقد جمد الاتحاد الأوروبي بشكل فعلي مساعيها لنيل عضويته، المؤجلة بالفعل في جميع الأحوال، ردا على عمليات الفصل والاعتقال واسعة النطاق لأفراد الجيش والقضاة والعلماء والصحفيين بعد محاولة الانقلاب.
ورغم أن أردوغان يريد من كل اللاجئين السوريين أن يعودوا لوطنهم في نهاية المطاف فإن شاهين تدرك بصفتها رئيسة بلدية مدينة تقع قرب الحدود السورية أن هذا لن يحدث قريبا.
وقالت “أبرمنا اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي وتركيا تنفذ شروطها بشكل كامل” مضيفة أن الدفعة الأولى من المساعدات التي تبلغ قيمتها ثلاثة مليارات يورو ينبغي أن تصل سريعا.
وتابعت “لا يوجد يقين بشأن الدفعة الثانية في الوقت الراهن ونحن نريد أن يحدث كل شيء كما وعدوا به وبأسرع وقت ممكن”.
وكانت رئيسة البلدية تشير إلى ثلاثة مليارات يورو أخرى وعد الاتحاد بشكل مبدئي بدفعها لكنه، بعد تدهور العلاقات، يناقش إمكانية وكيفية الوفاء بهذا الوعد.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=40766